"عمانتل" تستعرض تجربتها في الارتباط الوظيفي بـ"التعليم العالي"

مسقط - الرُّؤية

نظَّمتْ وزارة التعليم العالي -مُمثلة بدائرة الموارد البشرية- وبالتعاون مع شركة عمانتل، محاضرة حول "الارتباط الوظيفي" قدمها سيف بن سلطان العبري مدير أول الارتباط الوظيفي بعمانتل، واستعرض فيها مفهوم الارتباط الوظيفي وتجربة نجاح عمانتل في تطبيق سياسة الارتباط الوظيفي.

وتطرَّقتْ المحاضرة لتجربة عمانتل في موضوع الارتباط الوظيفي، بدأها بنبذة عن مفهوم الارتباط الوظيفي. وأشار إلى أنَّ الارتباط الوظيفي هو مجموعة من البرامج التثقيفية والتعليمية والترفيهية، تهدف للتغير الشامل لثقافة الموظف نحول بيئة عمله؛ لرفع مستوى التواصل والتعاون بين مستويات الإدارة العليا بالمؤسسة من ناحية، وتطوير الشعور بالانتماء والولاء الوظيفي للمؤسسة من قبل موظفيها من ناحية أخرى؛ وذلك سعيا لتحقيق إنتاجية أفضل، عبر تهيئة بيئة عمل مريحة ومحفزة لكافة أفراد المؤسسة بمختلف مستوياتهم الوظيفية. كما أن الارتباط الوظيفي يرتكز على إيجاد موظف سعيد وراضي في بيئة مريحة لتكون النتيجة زبون أو مراجع راضي وسعيد عن الخدمة أو المنتج المقدم له من قبل المؤسسة. فالعملية ترتكز على طرفين رئيسين هما الموظف المنتج والمسؤول المقدر للجهد المبذول. بعدها استعرض المحاضر مفهوم الموظفين ذو الارتباط الوظيفي العالي؛ وهم من يشعرون بقيمتهم داخل المؤسسة ويواصلون الإنتاج بمصداقية أعلى ويتمتعون بالإيجابية ويمتلكون الشغف المستمر للعمل والتطوير.

وانتقل سيف العبري لاستعراض تجربة عمانتل في ثقافة الارتباط الوظيفي والتي ترتكز على كون كل موظف مهم مهما كان مستواه الوظيفي؛ فالأعمال تكاملية بين المستويات الإدارية المختلفة، فجهد الموظف في الإدارة الصغيرة يؤثر على الإدارة المتوسطة بالتالي يؤثر على الإدارة العليا، فكلما كان الارتباط ضعيف كانت المحصلة بيئة محبطة وإنتاجية أقل وبالعكس. لذا تطبق الشركة خطط عمل ربع سنوية تشمل عمل مبادرات وأنشطة متنوعة تضم موظفي من مستوى الإدارة العليا، والإدارة المتوسطة، والمهندسين والمشرفين، والموظفين والفنيين، مع الحرص أن تغطي هذه الأنشطة والفعاليات المنفذة كافة المستويات بما يتناسب مع أوقات الموظفين، وثقافتهم، ومواقعهم الجغرافية وساعات عملهم. فلا يتم إغفال من يعملون في مهام عمل خارج المؤسسة ممن تستدعي طبيعة عملهم العمل الميداني. فتطبق الشركة برنامج يعرف بـ"ثقافة المؤسسة التعليمية"؛ من خلاله يتم استغلال واستثمار مواهب الموظفين والخبرات السابقة ونقلها للموظفين الجدد، ويأتي ذلك من خلال الجلسات النقاشية، واللقاءات المستمرة برؤساء الفرق والمشرفين، إضافة لتطبيق المسابقات المتنوعة.

وعن أهم تلك المبادرات والبرامج، أوضح العبري أنَّ عمانتل تنفذ مبادرتين رئيسيتين؛ هما: "مواهب عمانتل" و"أولمبياد عمانتل". ومبادرة "مواهب عمانتل" تعنى بالموظفين وعائلاتهم من خلال إقامة مسابقات ثقافية وعلمية ودينية تتجاوز 8 مسابقات والتي يتم التحكيم فيها من قبل محكمين مختصين من خارج الشركة للالتزام بالحيادية والشفافية، وكذلك لضمان حصول المشارك على التوجيه المناسب لرفع مستواه في المشاركات القادمة. تشمل تلك المسابقات مسابقة التقديم الإعلامي، والرسم، والتصوير الضوئي، وإلقاء الشعر، وحفظ القران الكريم وغيرها. أما البرنامج الآخر فهو "برنامج أولمبياد عمانتل"، وهو برنامج رياضي يتضمن أنشطة وبرامج وألعاب رياضية يشارك بها كافة موظفي عمانتل وتنظم في نهاية أيام الأسبوع؛ حتى لا يتعارض ذلك مع أوقات عمل الموظفين. كما يتم استضافة شخصيات عامة مؤثرة في المجتمع المحلي من أصحاب الخبرة في مختلف المجالات الرياضية والدينية والثقافية والعلمية والتنمية البشرية من خلال عمل محاضرات ولقاءات نقاشية مع الموظفين. إلى جانب ذلك تطبق برنامج (خبرات متجددة) وهو يستهدف الموظفين ممن شارفوا على التقاعد من المؤسسة بهدف تعريفهم بالفرص الاستثمارية المتاحة لهم بعد التقاعد من عمانتل.

ثم استعرض العبري تجربة عمانتل الجديدة في مجال تطوير الموارد البشرية والتي تعرف باسم "شركاء الموارد البشرية" وهم مجموعة من الموظفين يتم اختيارهم وفق معايير معينة ليكونوا ممثلي للشركة في المحافظات، كحلقة وصل بين المؤسسة وموظفيها في الفروع الأخرى بالمحافظات، بهدف تبادل المعلومات الصحيحة ودحض الاشاعات بين الموظفين التي قد تؤثر على مستوى أدائهم الوظيفي وكذلك الاطلاع على التحديات التي تواجه هؤلاء الموظفين ومعالجتها بصورة أكثر فعالية.

وقد أوضح سلطان العبري -في نهاية محاضرته- أنَّ عمانتل تنفذ آلية مقياس الارتباط الوظيفي لموظفيها عبر استبانة تقييم تشمل كافة الموظفين بمختلف المناطق ويتم تحكيمها من قبل محكمين مختصين محايدين من خارج الشركة، لقياس مواضع النجاح وتعزيزها وتطوير المواضع التي تحتاج لتحسين، وقد حققت الشركة مستويات عالية في هذا المضمار تنافس المعايير العالمية في مجال قياس الارتباط الوظيفي سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي.

وفي ختام المحاضرة، فتح المجال للحضور لطرح استفساراتهم وتساؤلاتهم حول محاور المحاضرة.

تعليق عبر الفيس بوك