"المؤتمر الدولي للاستثمار في النخيل والتمور" يوصي ببناء قاعدة بيانات متكاملة عن القطاع وإنشاء قرى مركزية للتسويق

الرُّؤية - فايزة الكلبانيَّة

أوْصَى المؤتمر الدولي للاستثمار في قطاع النخيل والتمور (الواقع والآفاق) ببناء قاعدة معلومات متكاملة لمزارع النخيل والتمور، والاستمرار في تحديثها على المستويات الوطنية والاقليمة والدولية.

وشهد المؤتمر تقديم 43 ورقة عمل توزَّعت على خمسة محاور، ومن خلال ما تم عرضه من أوراق عمل علمية وبحثية وتطبيقية، والتي أكدت على أهمية النخيل إقتصاديا واجتماعيا واستثماريا، إلا أنها تواجه بعض المعوقات والصعوبات والتحديات التي يتطلب معالجتها والوقوف عليها وقد شخصت أوراق العمل ومناقشات ومداخلات الحضور والمشاركين الصعوبات والتحديات التي تواجه هذا القطاع. وتتضمن التحديات محدودية وجود شركات متخصصة في مجال حفظ وتخزين التمور، وقلة وجود مصانع مركزية متخصصة بتعبئة وتغليف التمور والصناعات التحويلية المرتبطة بها، ووجود عدد قليل من المختبرات المعنية بعمل دراسات وبحوث متعلقة بمشاكل الانتاج والتصنيع والتسويق، وعزوف اصحاب الأعمال عن الاستثمار بقطاع النخيل والتمور، وتراجع الوعي بالقيمة الغذائية والصحية للتمور.

ومن بين التوصيات: ضرورة إنشاء قرى مركزية متخصصة تُعنى ببيع وتسويق التمور ومنتجات النخيل الأخرى، بما فيها الصناعات التقليدية والحرفية المرتبطة بها مما سيتيح للمصنعين والمنتجين عرض منتجاتهم بصورة مستمرة. كما أوصى المؤتمر بإعداد خطط تسويقة مفصلة لمنتجات النخيل والتمور من أجل إضافة قيمة تسويقية وتنافسية لها وخاصة ذات الميزة النسبية والقوة التنافسية، وضرورة التركيز على تصنيع منتجات التمور وإدخالها في مختلف المنتجات الغذائية وخاصة أغذية الأطفال وبرامج التغذية الصحية في المدارس والمستشفيات ونشر الوعي بأهميتها، وإنشاء مختبرات تعنى بالمجال البحثي والوقائي والتصنيعي لقطاع النخيل والتمور وذلك لأهمية البحوث والدراسات العلمية والتطبيقية ودورها في رفع جودة المنتجات المختلفة، وإعداد مراجع علمية تطبيقية تتضمن عمليات الخدمة والرعاية الفنية المختلفة للنخيل وتنفيذ الخدمات الإرشادية من أجل تطوير نظم الانتاج وبرامج الإدارة المتكاملة في المزارع القائمة لتحقيق زيادة في دخل المزارعين.

ودعا المؤتمر إلى أهمية استحداث مراكز لتجميع وشراء التمور من المزارعين قرب مواقع الانتاج لتطوير المنظومة التسويقية، واستمرار الجهود البحثية في اختبار وتوظيف نظم الري الحديثة في مزارع النخيل لضمان رفع الكفاءة في استخدام المياه وتقليل الكميات المستخدمة مع إمكانية إدخال الزراعات البينية الواعدة في تلك المزارع خاصة خارج موسم الانتاج. وحثت التوصيات على ادخال نظم متكاملة ومركزية لمتابعة وتقييم آفات النخيل مع تكثيف برامج المكافحة البيولوجية المتكاملة التي تعد إحدى طرق المكافحة الاقتصادية والبيئية. علاوة على التوصية بدعم المشاريع الاستثمارية للاستفادة من منتجات النخيل الثانوية في تصنيع الأعلاف الحيوانية والأخشاب والصناعات الحرفية، وتطوير طرق تصنيع البسور التقليدية في عمان بإدخال تقنيات حديثة لضمان جودة المنتج. وشملت التوصيات الدعوة لتكريم المزارعين المبدعين الذين يمارسون أفضل العمليات البستانية لمراحل الانتاج والتسويق وكذلك تكريم مصنعي التمور والمنتجات الثانوية، وتطوير برامج ونظم الدعم لمشاريع التمور ومنتجات النخيل وإيجاد مصادر تمويلية لها، والسعي إلى تغيير خارطة أصناف التمور وبما يتماشى مع متطلبات السوق الغذائية والتصنيعية وإدخالها ضمن قائمة الأطعمة التي تقدم كمساعدات للدول الفقيرة وتلك المتأثرة بالكوارث الطبيعية. ومن بين التوصيات كذلك العمل على تمكين وبناء قدرات العاملين في مجالات انتاج وتسويق وتصنيع التمور، وبناء شراكات مع المؤسسات الاستثمارية في تطوير الصناعات القائمة على التمور ومنتجات النخيل. كما دعا المشاركون في المؤتمر إلى عقد المؤتمر بصفة دورية كل سنتين.

وهدف المؤتمر -الذي نظَّمته المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني- إلى التعرف على الرؤى العالمية في هذا المجال وتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب التسويقية الناجحة ووضع المقاييس المعتمدة لجودة التمور ومنتجاتها، والتي تأتي من منطلق الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لمشروع زراعة المليون نخلة والمساهمة في تطوير الانتاج الزراعي من التمور وتشجيع الاستثمار والتصنيع الغذائي والتسويق واتاحة فرص استثمارية للقطاع الخاص في المشروعات والأنشطة القائمة على التمور ومنتجات النخلة الأخرى.

وحملت الجلسة الأولى من اليوم الختامي للمؤتمر أمس عنوان "المواصفات والمقاييس الخاصة بالتمور والصناعات المعتمدة عليها"، وترأسها الدكتور عبدالله محمد الحمدان أستاذ هندسة التصنيع الغذائي وتقنيات التمور بجامعة الملك سعود. وشارك في هذه الجلسة كل من الدكتور رعد البصام أستاذ التنقية الحيوية بجامعة براورد بالولايات المتحدة الأمريكية والمهندس مهدي حنون من مديرية زراعة محافظة ميسان بجمهورية العراق ومارك بيجنال مدير شركة الكسير للأغذية المحدودة والدكتور عادل أحمد أبو السعود من مركز البحوث الزراعية بجمهورية مصر العربية ونوال بنت سويد العبرية وطه بن حسين الخابوري من دائرة المواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة.

فيما جاءت الجلسة الثانية بعنوان "تجارب وقصص نجاح وطنية من الدول المنتجة للتمور"، وترأسها الدكتور محمد صالح منسق مشروع إنتاج نخيل التمر بدول الخليج العربي بالمركز الدولي للبحوث الزراعية "إيكاردا". وشارك في هذه الجلسة كل من نعيم طاهر العيساوي خبير في زراعة النخيل وإكثاره ومزارع ومستثمر في قطاع النخيل والتمر بفلسطين والدكتور حسام علي متولي رئيس برنامج النخيل بالمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكسادا" والدكتورة أحلام قطوشي أستاذة بجامعة محمد بوضياف بالجزائر والدكتور شريف فتحي الشرباصي من مركز البحوث الزراعية بجمهورية مصر العربية والمهندس أحمد بن يوسف البوسعيدي والمهندس إسحاق بن عمر الجابري والمهندس نبيل بن حسن البحراني من وزارة الزراعة والثروة السمكية والدكتور عماد فوده سيد أحمد من مركز البحوث الزراعية بجمهورية مصر العربية والمهندس يعرب الهطالي والمهندس عبدالله الرواحي والمهندس أسعد المسروري من المديرية العامة لمشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني.

بعد ذلك، عقد المشاركون الجلسة الختامية التي ترأسها الدكتور سيف بن راشد الشقصي مدير عام مشروع زراعة المليون نخلة بديوان البلاط السلطاني لمناقشة محاور المؤتمر الرئيسية وإبداء الآراء والاقتراحات حول ما تم طرحه من قبل الباحثين على مدى ثلاثة أيام متتالية.

تعليق عبر الفيس بوك