الخيانة تسقي الأم مرارة فقدان حضانة الأطفال.. بلا رجعة!

غياب الزوج يدفع الزوجة للبحث عن "البديل".. والأبناء ضحايا الانفصال

رصدتْ التجربة - مدرين المكتوميَّة

عندما تتحوَّل رحلة البحث عن السعادة إلى كأس من العلقم يتجرَّعه صاحبه، فثمة خطأ فادح ارتُكب في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، رغم أنَّ ما يمكن اعتبارها سعادة قد تتحقَّق في نهاية المطاف، إلا أنَّ المعنى الحقيقي لها يظل غائبا ويستمر صاحبها يئن من تعاسته الأبدية، ويتذكر عِظم الخطيئة التي اقترفها ذات يوم لتظل محفورة في ذاكرته لا تداويها الأيام في وقت لا ينفع الندم.

لم تكن "و.خ" تظن أنها ترتكب أكبر حماقة في حياتها عندما قررت "التحرر" من قيود الأسرة والعودة إلى حياة أبعد ما تكون عن المسؤولية، والانزلاق إلى هوة سحيقة من الخطايا في حق نفسها أولا وفي حق من تعيش في كنفهم مرة أخرى.

بداية الحكاية كُتبت سطورها بأحرف من ذهب، حينما تزوَّجت بطلة قصتنا من شاب ميسور الحال نزولا على رغبة أسرتها بعد انتهاء دراستها الثانوية، وكان الشاب ينتمي إلى أسرة تنعم برغد العيش، وعاشت في البداية حياة سعيدة بكل ما تحتويه الكلمة من مفردات، أنجبت 3 أطفال، كانوا ملء البصر والفؤاد لكل العائلة، وكانت تعيش ملكة في قصرها، فالخدم يحيطون بها من كل صوب، وطلباتها مجابة وهي "رهن الإشارة" كما يقولون.

مرَّت سنوات ليست بالكثيرة تعيش "و.خ" في هذا النعيم الذي لربما حسدتها قريناتها عليه، وعلى الرغم من أن منزلها كان منزل العائلة، إلا أنها لم تشعر يوما أنه ليس ملكا لها، أو أنها تعاني من البقاء فيه. غير أن الرياح تهب على عكس رغبة من السفن التي تأمل السكون في مرحلة ما، فالزوج حصل على دورة تدريبية خارج الوطن، وكان يتعين عليه السفر إلى الخارج للحصول على هذه الدورة، وبدت الأمور تسير بشكل طبيعي في الأشهر الأولى من السفر، لكن سرعان ما تململت الزوجة من هذا الوضع "غير المريح" لها.

فقدتْ الزوجة فجأة الحضن الدافء الذي كانت تركن إليه كل ليلة، انقطعت دون سابق إنذار هذه الأحاديث الطويلة -أو القصيرة حتى- مع زوجها عندما يعود الى المنزل بعد يوم عمل طويل، دب الانزعاج في داخلها، وأخذ الملل يتملك منها، وباتت حالة من الضيق تخنق أنفاسها.. لم تفكر الزوجة الوحيدة البعيدة عن زوجها كثيرا للوصول إلى حل ينهي هذه المعاناة النفسية، ويقضي على حالة الإرهاق النفسي الذي باتت تتألم منه، كما تتألم الصغيرة من مرض عضال.

تغيَّرت حياتها، وتبدلت تصرفاتها، بدأت تخرج كل يوم مع صديقاتها، تحولت زياراتها إلى صديقاتها إلى موعد روتيني للمكوث خارج المنزل، بدأت ساعات البقاء خارج المنزل تطول رويدا رويدا، دون أن يعلم أحد أين هي ومتى ستعود. أثارت هذه التصرفات عائلة الزوج، التي بدأت الأمر بالنصيحة من عدم جواز هذه التصرفات لاسيما وأنها أم ولديها أبناء يحتاجون لرعايتها، الأمر الذي دعا إلى نشوب العديد من المشاحنات، وتأجج الخلافات لمرحلة الخصام. كل ذلك دفع الأسرة إلى مراسلة الزوج في غربته، والذي ما إن علم بالأمر حتى احتد في محادثاته معها، وشدد عليها بعدم الخروج وتفادي المشكلات مع عائلته والبقاء في المنزل والعناية بالأطفال.

العودة إلى الماضي

وتمضي "و.خ" تسرد مأساتها، قائلة: "حاولت أن أغير حياتي لأتفادى الشعور المرير بالملل، فقد كان منزل الأسرة كبيرا جدا، ينتشر فيه الخدم في كل مكان، في حين أن عائلة زوجي يمارسون حياتهم بشكل طبيعي ويخرجون يوميا أيضا مع أصدقائهم". وهنا حاولت "و.خ" البحث عن صديقاتها القدامى، في محاولة لاستعادة ذكريات الماضي وملامح المراهقة التي لم تعشها بالشكل الكافي نتيجة زواجها المبكر. وتسبب كل ذلك في مفاقمة مشاعر العائلة السلبية تجاهها، وبدا عدم الرضا من جانبهم يتزايد بصورة لم تستطع معه تحمله، وانتقل الأمر مجددا إلى زوجها الذي دبَّ الشك في قلبه بأن ثمة خيانة تقع في عقر داره، وأن زوجته ربما تكون تواعد شخصا آخر، مستغلة غياب الزوج، إلا أنها لم تكترث لكل ذلك، وكانت تخبر زوجها أنها تتصرف بطريقة تحفظ له كرامته كزوج غائب.

لم تكن "و.خ" تنوي الخيانة في حقيقة الأمر، لكن فيما بدا أنه سقوط نحو الهاوية بدأ يتشكل مرة بعد الأخرى. فذات يوم كانت بصحبة قريناتها خارج المنزل في أحد المراكز التجارية، وشعرت بأن ثمة شاب يلاحقها ويحاول أن يمنحها رقم هاتفه، إلا أنها رفضت ذلك الفعل واعتبرته مجرد معاكسة سخيفة من أحد رواد هذه المراكز، وبالفعل طوت صحفة هذا الموقف بمجرد خروجها من المركز التجاري، على حد قولها.

إلا أنَّ الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، فلم ييأس ذلك الشاب، وكان يلاحقها في كل مكان تذهب إليه، حتى وقعت فرسية لضغوطه، ووافقت على أخذ رقم هاتفه، حيث تقول: "أردت فقط أن أعرف لماذا يلاحقني وماذا يريد؟!".

الخيانة القاتلة

انزلقتْ الزوجة التي غاب عن زوجها في رحلة بعيدة، إلى بئر الخيانة، فقد جذبها سحر كلام "الحبيب" الذي أخذ يوليها اهتماما كبيرا، ومشاعره التي تفيض حنانا واحتواءً لامرأة في أشد الحاجة الى ذلك النوع من المشاعر والأحاسيس. لكن طريق الخطيئة واتجاه البحث عن المتعة لا يفضي إلى بر الأمان.. ففي إحدى مرات المواعدة بين الزوجة والشاب "الحبيب"، بأحد المطاعم الفاخرة، دفعها حظها العاثر إلى أن يشاهدها أخو زوجها مع ذلك "الغريب"، فتشاجر معها في المطعم وأمرها بالعودة الى المنزل، إلا أن روح العناد وكِبر الخطيئة دفعاها إلى الرفض، والتحدي بعدم الانصياع لما بدى لها أنها أوامر صارمة، وكانت هذه بداية النهاية في علاقتها مع الزوج المغدور.

عادت "و.خ" إلى المنزل ووجدت ما كان متوقعا، فقد نصبت الأسرة لها "محكمة" انهالت عليها بوابل من الشتائم والإساءات اللفظية التي انتهت بأمر حاسم من الأسرة بالخروج من المنزل وعدم العودة إليه مرة أخرى، على أن تلحق بها ورقة طلاقها.. ربما لم يدر في مخيلة هذه الزوجة التعيسة التي وقعت ضحية لظروفها أنها قد تتعرض ذات يوم لمثل هذه الإهانة أمام عيون أبنائها، الذين ربما لم يفهموا طبيعة الموقف، لكن العار سيظل يلاحقها ويلاحقهم.

خرجتْ الزوجة من منزل العائلة مسرعة باتجاه المجهول، لم تكن لديها خطة لما ستؤول إليه الأمور، فاستأجرت غرفة في فندق، لفترة وجيزة، وقع خلالها الطلاق بشكل رسمي وبائن بلا رجعة، لتسدل الزوجة الخائنة الستار على آخر فصول حياتها مع زوجها/طليقها، وتكتب بيديها آخر مشهد للقاء أطفالها، إلا ما ندر دون مشاعر حقيقية من جانب الأطفال تجاه الأم الخائنة في نظرهم.

إلا أن "و.خ" لم تخسر -فيما يبدو- كل شيء، فالشاب "الحبيب" تزوج منها بعد ذلك بعد انقضاء العدة، ولم تفكر للحظة أن تكون زوجة لمن كان سببا في تدمير حياتها، وإسدال ستائر العار على أبنائها.

وتتحدَّث "و.خ" بنبرة تخالطها التناقض في كثير من الأحيان، ففيما ترى أنها باتت تعيش مع زوج "عادي" في إشارة فيما يبدو إلى أنه ليس غنيا كما كان الحال مع طليقها، إلا أنها ترى فيه "الرجل الشهم" الذي لم يتخل عنها وقت "المحنة"! وتكرر هذا التناقض عندما تقول إنه في بعض الأحيان يراوده شك في أفعالها، فقد يلجأ إلى "تفتيش" هاتفها النقال، أو توجيه سيل من الأسئلة عندما تذهب خارج المنزل أو تحصل على أموال للتبضغ، لكنها تقول إنها تعيش حياة مستقرة حاليا وقد أنجبت من الزوج الجديد طفلين، ترى فيهما المستقبل السعيد.

لكن في المقابل، فقدت الأم حضانة أطفالها لما اقترفته من خطأ أقرت به، وتعض في ختام حديثها على أصابع الندم، بأنها لم يكن لها الحق في أن تنتهج هذه الطريقة في الحياة بعد سفر زوجها الأول، رغم حاجتها الماسة لمن يهتم ويعتني بها عاطفيا ونفسيا، فدفعت ثمنا فادحا في سبيل البحث عن السعادة، ولم تعد متأكدة أنها بعد كل ذلك الطريق المليء بالأشواك ما إذا كانت تعيش هذه "السعادة" أم لا؟!

تعليق عبر الفيس بوك