أندية محافظة ظفار إلى أين تسير؟!

محمد العليان

عندما نتحدث أو نكتب عن أندية محافظة ظفار وخاصة ناديي (ظفار والنصر) فدائما الكتابة تكون ذات شجون، ويحلو الحديث عنها لأنها أندية عريقة في التاريخ الكروي وصاحبة إنجازات وبطولات. وعندما تكون الكتابة بانتقادها فإن هذا الانتقاد يكون صادرا من حرص ومصلحة وحب لهذه الأندية ولأجل تطويرها وعودتها للمنافسة من جديد بعد أن فقدتها وابتعدت عنها. وانتقادنا ليس لأشخاص بل لمنظومة عمل قد تكون مائلة وخرجت عن مسارها ويجب إصلاحها؛ طبعا مع تقديرنا للجهود التي تبذل من قبل الجميع من إدارات الأندية، حيث لن نجامل ولن نطبّل لأحد، ولن نرى الخطأ ونتركه؛ فهذا واجبنا كإعلام أولا التصحيح والعلاج، وطرح الآراء والأفكار، وكشف الأخطاء، وإيجاد حلول وعلاج لها حتى تتطور الأندية وتصحح مسارها، ونقف معها قلبًا وقالبًا، يدًا بيد، حيث مرّت هذه الأندية وأقصد هنا ناديي (النصر وظفار ) من خلال 10 مواسم مضت إلى هدوء وتراجع وركود غير معتاد عليه، وكذلك ابتعادها عن هوايتها المُفضلة وهي حصد الألقاب الكروية والفوز بها، وأيضا افتقدت المحافظة وجماهيرها الأجواء الكروية، وحديث البيوت والمجالس والمقاهي والأسواق، واختفت الأفراح والليالي الملاح، وحراك البطولات وحصدها تلاشى رويدًا رويدًا فكانت آخر بطولات للدوري في المحافظة والأندية موسم 2004/2005م أما بطولة الكأس لعام 2011م وماعدا ذلك فاجتهادات ومراكز لا تليق باسم وسمعة الفريقين..

نعم كانت هناك اجتهادات وضخ أموال كثيرة، ولكن لم نر نتائج تذكر، وترتبت على ذلك ديون ماليّة على الأندية لأنّ هذه الأموال ذهبت لغير أماكنها الصحيحة بل لأهداف وقتيّة فقط، ورغم ذلك لم يتحقق شيء من هذه الأهداف، والدليل أنّ نادي ظفار تعاقد مع فريق كامل من خارج أبناء النادي وفي النهاية خرج صفر اليدين وتبعه شقيقه النصر أيضًا بنفس السيناريو والحصيلة صفر أيضا؟ فخرجت الأهداف عن مسارها لأن الأندية اعتمدت على الكم وتركت الكيف، حيث أصبحت الأندية تنافس بعضها بعضا في كيفية من يفوز على الآخر، ويكسب أو يخطف اللاعب الفلاني من النادي الآخر، والأندية الأخرى تفوز بالبطولات؛ حيث خرجت الأندية عن المنافسة الصحيحة وهي حصد الألقاب وأصبحت لها بطولة خاصة فيما بينها، وأصبحت أيضا تتغنى بمسميّاتها أو بألقاب لا تغني ولا تسمن من جوع، وتركت البطولة الحقيقية وهي التاريخ بأرقامه وبطولاته وليس بمسماها وألقابها. هناك أمور كثيرة داخل منظومة الأندية لابد من المسؤولين والإدارات الجديده والقادمة أن تعمل على تغييرها، وإزالتها فورًا إذا أرادوا العودة للبطولات من جديد.

نستغرب من الذي يقول إن الأندية مازالت في صلب المنافسة. وفي نهاية المحصلة أو الموسم تجد الفريق في المركز 4 أو 5 أو 6 وفي الكأس يصل إلى دور الــ 8 أو في حالات استثنائية دور الـ 4 ويخرج. هل هذا هو طموح الأغلبيّة؟ وهل هذه مراكز تليق بتاريخ وعراقة ناديي ظفار والنصر؟ لابد من وجود خطة واضحة وشاملة الأهداف لأصلاح ما أفسده الزمن السابق، لابد من وجود ثورة وانقلاب كروي في هذه الأندية. إنّ هذه الأوضاع والنتائج والتراجع هي انعكاس حقيقي ونتاج طبيعي للعمل غير المنظم والاختيارات والأفكار والرؤية الخاطئة.

أندية المحافظة وخاصة النصر وظفار أهملت وتركت أكبر سلاح كروي كانت تمتلكه في الماضي وفي تاريخها الرياضي وهو هويتها ومنبع حصد إنجازاتها؛ وهم أبناء النادي من اللاعبين وفرق المراحل السنية، وهؤلاء كانوا في الماضي ذخيرتها الحيّة للبطولات وأجيالها المتواصلة من جيل لجيل لحصد الألقاب الكروية ولكن من خلال العقد الماضي فقدت هذه الأندية بريقها فكانت النتيجة الابتعاد عن البطولات. واعتمدت على التعاقدات من خارج أسوار النادي فكانت المحصلة الديون المالية، وابتعاد أبناء النادي، والإخفاقات في معظم البطولات.

ومن هنا نوضح الأسباب منها اعتماد الأندية على اللاعب الجاهز فقط، واستهلكت الأندية من 3 إلى 4 مدربين في الموسم، وتعاقدات مع صفقات مضروبة من اللاعبين الأجانب المحترفين، وابتلاء الأندية بأشخاص ليس لهم علاقة بكرة القدم ولا الرياضة أصلا وليس لهم لا وجود ولا تأثير ولا تطوير ولا فكر وثقافة رياضية في إدارات الأندية، بجانب اختفاء اللاعب الفلتة والمميز في الأندية حيث كانت الأندية من الروافد الأساسية لتصدير اللاعبين إلى المنتخبات الوطنية ولكن الآن نجد عدد لا عبيها لا يتجاوز 5 لاعبين في كل المنتخبات الوطنية المختلفة. لذلك طرق العلاج والحلول تكمن في عناصر مثقفة وصاحبة فكر رياضي وقرار وشخصية قوية. الأندية تحتاج إلى أبنائها المُخلصين أكثر من أي وقت مضى حتى لا تفقد المزيد من البطولات، تحتاج إلى تحديد الأهداف والرؤية الواضحة، بجانب الاعتماد أولا على فرق المراحل السنية كأبناء للنادي ومن مخرجاته. ثانيا: يجب أن تكون أقل استيرادا لللاعبين من خارج النادي وألا يتجاوز العدد 3 لاعبين.

تحتاج الأندية إلى كفاءات رياضية مؤهلة علميا وثقافيا، فجماهير الأندية لا تستحق مايحدث لها من تراجع وابتعاد فريقها عن البطولات ورسم الفرحة والابتسامة، وتذكير للجميع أنّ أندية الباطنة تقدم دروسًا بالمجان من خلال 7 المواسم الماضية لمن أراد أن يستفيد. والسؤال هنا: متى تخرج أندية ظفار والنصر من صمتها وكبريائها؟

آخر الكلمات (يجب أن نتعامل مع مشكلات وتراجع أنديتنا بصدق وصراحة مطلقة).

تعليق عبر الفيس بوك