150 طفلا من 80 دولة يجسّدون "نداء السلام" من أرض السلطنة بمباركة "اليونسكو"

مبادرة عمانية عالميّة ينظمها مركز قيم برعاية يوسف بن علوي

بن علوي: أطفال المبادرة يخاطبون قادة الدول لوقف الحروب في عالم أكثر استقرارًا

الفهدي: نشر وترسيخ قيم السلام مبدأ وطني أرسى دعائمه جلالة السلطان قابوس منذ فجر النهضة

الرؤية - مدرين المكتوميّة

تصوير/ راشد الكندي

رعى أمس معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية فعالية "نداء السلام" التي نظمها مركز قيم بمسقط جراند مول بحضور عدد من الوزارء وأصحاب السمو والسعادة.

وألقى الدكتور صالح الفهدي رئيس مركز قيم كلمة رحّب فيها براعي الحفل والحضور قائلا: من أرضِ السلامِ والوئام، أرضِ الوفاقِ والتسامح "عمان" حيث ترعرع السّلام ونشأ إرثا تناقلته الأجيال حتى أصبح ركيزة من ركائزِ البناءِ الوطني، ومبدأ من مبادئ التآلفِ مع الأمم من هنا حيث أصبح السلام لعمان "عهدا مقدّسا" يصونه كلّ عماني. وفي ظل ما يطغى على المشهد من صراعات واحترابات وأزمات يرفع أطفال العالم "نداء السلام" إلى كلِّ العالم، نداء الطفولةِ البريئةِ، وتلك التي امتزجت نظراتها بالضوءِ الطليق، مع الكآبةِ القاتمة، ومشاعر الابتهاجِ مع مشاعرِ الفزع، لقد اختلط في نفسِها المشهد فإذا به يتحوّل من الأخضرِ الوادعِ قرين الطفولةِ، إلى الأحمر الساطعِ قرين الحروبِ والتشرّد. "نداء السلامِ" من أطفالِ العالم، يقولون فيه بصوت واحد عبر لغة واحدة يفهمها العالم: إننا نريد السلام، نريده لمستقبل أفضل، ولحياة أسعد، ولآمال أكبر، نريد أن تغيّر المشهد من الدامي القاتمِ، إلى النقي الحالم، وفقنا الله أن نسهم بإعلاءِ هذا النداءِ لكي يرتفع، ويزداد ترددا في أنحاءِ الأرضِ عبر كلّ محبّ للسلامِ، وسنمضي قدما في ذلك جنبا إلى جنب مع منهجِ سياستنا العمانية التي كرّس منهج السلام فيها رجل السلامِ جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.

وقال الفهدي موجها حديثه إلى معالي يوسف بن علوي: شرّفتمونا برعايتكم لهذه الاحتفالية العظيمةِ في هدفها، فأنتم لوحدكم رمز سلام، جبتم المعمورة عبر سنوات وسنوات لإرساءِ مبادئ السلام سفيرا للسلام العماني، فنلتم تقدير العالم لجهودكم هذه، وكنتم بذلك قدوة لنا من أجل تكريسِ هذا المنهج الرّباني العظيم ثقافة ومنهجا وسلوكا. فشكرا لكم من أبناءِ عمان وجعل الله جهود السلام في ميزانِ أعمالكم الشريفة، لقد تطلعت إلى هذه اللحظة التي أشهد فيها تحقق حلم راودني سنين عديدة، حيث ستطّلعون اليوم على بيان صاغه مائةٌ وخمسون طفلا وطفلة من ثلاث وستين دولة، عبّروا فيه عن أحلامهم وأمانيّهم للسلام.. إنّه أقوى بيان يمكن أن يصاغ، وأعظم نداء يمكن أن يرفع كيف لا وهو صادرٌ من أنفس صادقة، وعقول نقيّة.. فلينظرِ العالم مليّا له، ولتصغِ آذانه لما يحدِّث به..

مباركة "اليونيسكو"

وأضاف الفهدي في كلمته: إنّه لمن دواعي سعادتي أن تلقى مبادرة "نداء السلام" مباركة المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في رسالة وجهتها للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم مما يحفّزنا على مواصلة العطاء الإنساني الجليل، وفي ختام كلمتي أنقشّ بأحرف جليلة شكري العظيم لإنسان نبيل، عالي الهمّةِ، وطنيِّ العطاء، كم تمنيت وجوده في هذه اللحظة: إنّه الرجل الذي يؤمن بمثل هذه الرسالة الإنسانية هو الصديق العزيز الأستاذ علي بن مال الله بن حبيب رئيس مجموعة الحبيب العقارية الذي دعم هذا المشروع لنشهده جميعًا حدثا نفتخر به فله الشكر والثناء على وقفاته الكريمة، وله التحيّة والامتنان.

ووجّه الفهدي شكرا للفريق الذي وقف إلى جانبه لإنجازِ "نداءِ السلام" وهو فريقٌ مثاليّ عمل بجهد وهمّة عاليين وضم كلا من الفنان إبراهيم جيلاني من باكستان، والدكتورة سو تيبنز من بريطانيا، والإخصائية النفسية هوما جيلاني من باكستان، الفنان والملحن زياد بن عبدالله الحربي، ومنسق عام المشروع الفاضل أيمن بن أيوب البلوشي، ومسؤول الإعلام والتوثيق فهد بن صالح الفهدي. وقال: لقد كنتم بحق على قدرِ المسؤولية، والأمانةِ، والصدق. وأشكر الرعاة الذين أسهموا في تحقق المشروع وعلى رأسهم إدارة جراند مول مسقط، آملا أن يصل "نداء السلام لأطفال العالم" إلى العالم عبر منظمة اليونسيف التي تشاركنا إنجاح هذه الفعالية وعبر اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة اليونسكو، ووسائل الإعلام، وكل ناشط من نشطاء التواصل الاجتماعي المحبّين للسلام. وشكرا للمدارس التي شاركتنا، وللمؤسسات التي ساندتنا، ولكلِّ من سعى إلينا من محبّي السلام، شكرا لوزارتي الخارجية والإعلام على الجهود الكريمة التي نأمل أن تستمر في عطائها. أخيرًا فليعل "نداء السلامِ" من أطفالِ العالم قائلا: تعالوا جميعا نحب السلام.

فكرة نداء السلام

وتأتي فكرة فعالية "نداء السلام" تعبيرًا عما عرف عن سلطنة عمان دورها التاريخي كداعم للسلام، وساع دولي من أجل استتبابه في ربوع الأرض، عبر رأب الصدعِ بين الدول المتنازعة، وحلِّ الأزمات، وإعلاءِ التوافق بين الشعوب بديلا عن الشقاق والاحتراب. فنالت السلطنة بفضل هذه الجهود السلمية اعترافا دوليا بمنهجها السياسي الحكيم الذي توازنت فيه بين رفض التدخل في شؤون الدول الداخلية، وبين عدم قطع العلاقات مع الدول التي تشهد اضطرابات أمنية وسياسية من أجل البقاء على الحياد حفاظًا على العلاقات التاريخيّة، وتمسكًا بالمبادئ التي قامت عليها وصيانتها على مرِّ التاريخ. وحيث إنّ العالم بأكمله، والعالم العربي يعاني من الإرهاب، والحروب والأزمات المشتعلة، وعدم التوافق بين مكوّنات المجتمع الواحد، فقد كانت الفكرة في هذه الفعاليّة هي توجيه أطفال العالم رسالة إلى العالم عبر الرسم من أجل إعلاء صوت السلام، ونبذ الحروب. إنّ الرسم هو لغة عالميّة يتقنها الأطفال أكثر من التعبير بالكلمات حيث يلخصّون فيها أفكارهم، وطموحاتهم، وتطلعاتهم، وأمنياتهم لمستقبل خال من الإضطرابات، والقلاقل، والأزمات، والحروب، مستقبل مشرق بالآمال الوادعة، والأماني الرائعة. وقد اجتمع من أجل إيصال هذه الرسالة 150 طفلا من 80 دولة من دول العالم تتراوح أعمارهم بين 8-15 عاما من الذكور والإناث ليقولوا جميعا للعالم "تعالوا جميعا لأجل السلام".

ملامح العمل الفني

والعمل مؤدّى باللغتين العربية والإنجليزية ليصل للعالميّة، وتمّ استخدام مقام العجم وهو مقام مشترك بين الموسيقى الشرقية والغربية ويساعد مقام العجم في التعبير عن مشاعر الأمل والسعادة، إلى جانب المزج بين الإيقاعات الغربية والطبول العمانية الشعبية للدلالة على أنّ مصدر النداء هو سلطنة عمان، وكانت الموسيقى مستوحاة من فن النانا وهو فن عماني شعبي ينتمي للجنوب، وتمّ توظيف الآلات الشرقية كالعود والقانون مع الموسيقى الغربية لإعطاء نكهة شرقية للعم، ويبدأ الأداء الغنائي بصوت الطفل العماني الواعد فرج بن فريد يتبعه أداء الكورال الجماعي. يشكّل العمل أول ظهور لفرج في عمل فني متكامل.

ويشار إلى أنّ منظمة اليونسف ستنقل الفعالية موثقة إلى المنظمة بطلب من المركز من أجل تعميمها للعالم، وستخاطب اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بسلطنة عمان منظمة اليونسكو بكل ما يتعلق بالفعالية وتطلب أن يقام معرض بمقر المنظمة في باريس، ومن المؤمّل دخول موسوعة جينيس كأكبر لوحة فنية من أطفال العالم للسلام، على أمل إقامة معارض داخلية وخارجية من أجل الإسهام في دور عمان الحضاري لإرساء السلام في العالم.

وصرح معالي يوسف بن علوي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، بأنّ هذه المبادرة تهدف إلى نشر قيم السلام، وهو ما عبّرت عنه كافة فقرات الحفل من خلال الأطفال رمز البراءة والتطلع للمستقبل انطلاقا من أرض السلطنة.وأضاف معاليه أنّ نداء السلام ينطلق كل يوم من عمان إلى مختلف الشعوب التي تحب السلام، وتسعى إليه، وتجسيدًا لذلك المعنى اجتمع أطفال من كافة قارات العالم على أرض السلام عمان ليبعثوا برسالة إلى كل قادة العالم ليوقفوا الحروب والصراعات العسكرية فقد آن الأوان لأصوات المدافع أن تتوارى للأبد، وأن يعمل الجميع من أجل سلام البشرية في عالم أكثر استقرارًا في ظل تعاون الشعوب، راجيًا من الله سبحانه وتعالى أن يوفق العاملين على تنفيذ المبادرة في عملهم ومسعاهم. وأضاف معاليه أنّ السلطنة تعمل جاهدة بكافة الوسائل لترجمة هذه الأهداف السلميّة وتحويلها إلى واقع ملموس، ونحن عازمون على أن نواصل هذه الجهود بإذن الله إيمانا بسياسات ورسالة مولانا حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه وأبقاه.

تعليق عبر الفيس بوك