"الصّحة" تنظم دورة تدريبية في مجال تغذية الرضع وصغار الأطفال بالمستشفى السلطاني

تهدف إلى التدريب على الممارسات الصحيّة للرضاعة الطبيعية والأطعمة المكملة

مسقط - الرؤية

تصوير/ خميس السعيدي

نظمت وزارة الصحة ممثلة بدائرة التغذية أمس دورة تدريبية في مجال تغذية الرضع وصغار الأطفال، بحضور عدد من الأطباء والممرضين وإخصائيي التغذية من مختلف محافظات السلطنة ومستشفى الدفاع، وتستمر الدورة التدريبية على مدار خمسة أيام متتالية، بالمستشفى السلطاني.

وتهدف الدورة التدريبية إلى تدريب العاملين الصحيين على الممارسات الصحيّة للرضاعة الطبيعية والأطعمة المكملة، وتزويدهم بالمعلومات الضرورية لتحويل مؤسستهم الصحية إلى مؤسسة صديقة للطفل من خلال تطبيق الخطوات العشر للرضاعة الطبيعية وتطبيق سياسة تغذية الرضع وصغار الأطفال، وفرصة للتعلم والتمرن على استخدام مهارات الاتصال للتحدث مع النساء الحوامل والأمهات وزملاء العمل، وتنفيذ الخطوات العشر لنجاح الرضاعة الطبيعية والتقيد بالمدونة الدوليّة لتسويق بدائل حليب الأم، والنقاش مع المرأة الحامل حول أهميّة الرضاعة الطبيعية واستعراض الممارسات التي تدعم البدء بالرضاعة الطبيعية وتيسير الملامسة من الجلد للجلد والبدء المبكر للرضاعة الطبيعية، ومساعدة الأم في تعلم مهارات وضع طفلها على صدرها ومناولته الثدي، ومهارات عصر حليب الثدي باليد، كذلك النقاش مع الأم حول كيفية العثور على دعم للرضاعة الطبيعية بعد عودتها إلى البيت، واستعراض ما يلزم نقاشه مع الأم التي لا تمارس الرضاعة الطبيعية ومعرفة إلى أين يجب تحويل هذه الأم للمزيد من المساعدة في تغذية طفلها، وتحديد الممارسات التي تدعم الرضاعة الطبيعية وتلك التي تتداخل معها، وأخيراً العمل مع زملاء العمل لتسليط الضوء على العوائق أمام الرضاعة الطبيعية والبحث عن السبل لتخطي هذه العوائق.

وتنوع برنامج الدورة التدريبية في مجال تغذية الرضع وصغار الأطفال ما بين الجلسات العلميّة والمحاضرات التي تضمنت مزايا الرضاعة الطبيعية ومبادرة المستشفى الصديق للطفل ومهارات الاتصال وممارسات الولادة والرضاعة الطبيعية والممارسات التي تساعد في الرضاعة الطبيعية وغيرها.

وتعد هذه المرة الأولى التي تعقد فيها الدورة التدريبية باستخدام المادة مدمجة فيها الرضاعة الطبيعية والأطعمة التكميلية والمؤسسات الصديقة للطفل، إضافة إلى تغذية الحامل والمرضع وتمثّل تغذية الرضّع وصغار الأطفال أساس الرعاية التي تسهم في نماء الأطفال، حيث يعاني نحو 30% من الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم من التقزّم نتيجة تدني مستوى تغذيتهم وتعرّضهم، بشكل متكرّر لأنواع العدوى المختلفة، ويموت حوالي 5500 طفل كل يوم بسبب اتباع ممارسات غير سليمة في تغذية الرضع. كما يعاني العديد من الأطفال من تأثيرات طويلة الأجل للممارسات غير السليمة في تغذية الرضع، بما يشمل الخلل في التطور، وسوء التغذية، وزيادة الإصابة بالأمراض المعدية والمزمنة، كما أنّ ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال يرتبط بنقص الرضاعة الطبيعية والادخال الخاطئ للتغذية التكميلية، وتزيد سوء التغذية من حده وخطر الموت من أمراض الطفولة ويتسبب سوء التغذية في تأخر النمو الحركي وضعف وظائف المعرفة والإدراك وعدم الكفاءة في الأداء المدرسي والذي بدوره قد يؤثر على معدلات الإنتاجية في الأجيال المتتابعة والمعلومات عن كيفية إطعام صغار الأطفال تأتي من المعتقدات العائلية، والممارسات في المجتمع وما يقدمه العاملون الصحيون من معلومات وأيضاً الإعلانات والترويج التجاري من قبل منتجي الأغذية والذي قد يكون أحياناً مصدر المعلومات الأسر وأيضاً العاملين الصحيين غالباً ما يكون من الصعب على العاملين الصحيين المناقشة مع الأسر والعائلات حول أفضل الطرق لإطعام صغار أطفالهم نظراً للمعلومات غير الواضحة والتي أحياناً ما تكون متناقضة لديهم، كما أنّ عدم اكتمال المعلومات حول كيفية الاستمرار في الرضاعة الطبيعية والأطعمة المكملة الملائمة للأطفال والممارسات الجيدة للتغذية غالباً ما تكون سبباً في حدوث سوء التغذية أكثر من عدم توافر الطعام، لذلك كان هناك حاجة لتدريب العاملين الصحيين الذين هم على اتصال مع الأمهات والقائمين على رعاية صغار الأطفال على المهارات اللازمة لتحسين ممارسات التغذية.

وتقوم وزارة الصحة متمثلة بدائرة التغذية بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية بتعزيز دور المؤسسات الصحيّة في تنفيذ هذه الاستراتيجية وأيضًا تفعيل دورها كمؤسسات صديقة للطفل والتي تشمل أيضًا مؤسسات الرعاية الصحيّة الأولية والمجتمع، حيث تعمل على تكثيف الدورات التدريبية للعاملين الصحيين في كافة المؤسسات الصحيّة على الاستراتيجيّة وعلى آلية جعل أي مؤسسة صحية أنّ تكون مؤسسة صديقة للطفل مع وضع آلية للمتابعة والتقييم لجميع العاملين الصحيين، ودعم الاقتصار على الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر تتبعها التغذية التكميلية المقدمة في الأوان المناسب والكافية والمأمونة مع مواصلة الرضاعة الطبيعية لمدة سنتين وأكثر وتلبية احتياجات جميع الأطفال بمن فيهم من يعيشون في ظروف صعبة، مثل الرضّع الذين تحمل أمهاتهم فيروس الإيدز والرضّع الناقصي الوزن عند الميلاد والرضّع الذين يعيشون في حالات الطوارئ، وهي تدعم أيضاً تغذية الأم وتوفير الدعم الاجتماعي والمجتمعي لها.

واختتمت حلقة العمل التدريبية بوضع خطة عمل زمنية لكل محافظة هدفها (كيف نجعل مؤسساتنا مؤسسات صديقة للطفل) مع التوصيات بتنفيذ حلقة العمل في جميع المحافظات لتدريب أكبر عدد من الفئات الصحية المستهدفة. وهذه الدورة مناسبة لأفراد الطاقم الذين يكونون على اتصال بالنساء الحوامل والأمهات وأطفالهنّ المواليد، يمكن أن يتضمّن الطاقم كلاً من الأطباء والقابلات والتمريض ومساعدي الرعاية الصحية وإخصائي التغذية ومقدمي الدعم للأقران وغيرهم من العاملين، وهي كذلك مناسبة للاستخدام في التدريب الأساسي (قبل الخدمة) بحيث يتم تزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات لدعم الرضاعة الطبيعية عندما يباشرون عملهم، كما يمكن للمستشفى أن يستعمل أقساماً من الدورة لتقديم جلسات قصيرة أثناء الخدمة للعاملين لديه حول بعض المواضيع المحددة.

تعليق عبر الفيس بوك