أهالي الواسط بالخابورة يناشدون الجهات المعنية إزالة مخلفات البيوت المهجورة وسرعة صرف التعويضات

انتقدوا تأخر مراحل تنفيذ مشروع طريق الباطنة الساحلي وتجاهل تأثيراته السلبية على المواطنين

 

العجمي: هناك تفرقة في صرف التعويضات المستحقة دون مراعاة مساحات المنازل وعدد الأسر

سعيد بن أحمد: تباطؤ الوفاء بوعود الجهات المسؤولة للمواطنين يدفعهم للشعور باليأس

حسين بن سالم: البيوت المهجورة صارت ملجأ للحيوانات الضالة وبيئة مناسبة لتكاثر الحشرات

البلوشي: توقفت أعمال بناء الوحدات السكنية البديلة دون الإعلان عن مبررات أو خطط مستقبلية

الرشيدي: المشروع لم يحقق لأهالي المنطقة أي منفعة وزاد من معاناتهم في ظل تجاهل الاستجابة لمطالبهم

الحوسنية: العائلات المتمسكة ببيوتها في المنطقة لا تأمن على ترك أطفالها للعب بحرية خوفا من البيوت المهجورة

العجمية: البيوت البديلة أصبحت مجرد حلم مل الأهالي من انتظاره أو التحرك في مسار آخر

 

الخابورة - خلود العجمية

يشكو أهالي منطقة الواسط التابعة لولاية الخابورة المتضررين من مشروع عمان الساحلي البحري استمرار معاناتهم من الأضرار التي خلفها المشروع من تلوث بعض المواقع وإهمال مخلفات هدم البيوت التي باتت مصدرا لانتشار الحشرات والفئران والكلاب والقطط الضالة حيث أصبحت أطلال البيوت مهجورة ومأوى لكل ما يضر سكان البيوت المجاورة، فضلا عن التأخير في بناء البيوت المعوضة وقلة التعويضات المنتظرة وتأخر صرفها، لذا يطالب سكان منطقة الواسط الجهات المعنية سرعة تنفيذ الحلول اللازمة للتخفيف من معاناتهم والعمل بشكل جدي لإنهاء المشروع.

وقال سالم العجمي أحد المواطنين المتضررين من مشروع عمان الساحلي البحري إن هناك تفرقة بين المعوضين دون النظر إلى الغرض الأساسي من التعويض فالأشخاص الفائزين هم الذين لديهم معرفة ببعض من يعملون في وزارة الإسكان وهم أصحاب الحظوظ الذين حصلوا على تعويضات مناسبة وسريعة لتساعدهم في بناء منازلهم الجديدة والخروج من المناطق التي باتت شبه مهجورة.

وأشار حسين بن سالم إلى أن التعويضات المنتظرة قليلة جدا ولا تكفي لبناء المنازل وربما كانت في البداية مناسبة لكن مع مرور الوقت أصبحت قليلة لا تكفي للبناء لذا اضطر البعض إلى طلب قروض من البنوك لبناء منزله.

 

عدالة توزيع التعويضات

وقال سعيد بن أحمد أحد المواطنين المتضررين من المشروع: تم تسليم مبالغ وأراض للمواطنين الذين تأثرت مساكنهم بهذا المشروع، لكن أصبحت التعويضات كمساومة بين المواطن والحكومة فهي مرضية لبعض المواطنين والبعض الآخر ما زال على قائمة المساومة إن جاز التعبير، فقد وعدونا بأنه سيكون هناك خط أو شارع بحري في مواقع البيوت المتأثرة لكن لم نر مؤهلات وإشارات تدل على ذلك حتى الآن، فالمواطن تم تعويضه والحكومة استلمت ملكيات البيوت المتأثرة ولم نر شيئا من هذه الوعود.

وأضاف البلوشي أن الحكومة وعدت بإعطاء قطع أراضي وتعويضات مالية للأهالي المتضررين من مشروع عمان الساحلي البحري السريع أو منحهم منازل جاهزة ومبنية على أحدث طراز في مجمعات سكنية وهو ما يتردد منذ أكثر من عشر سنوات وحتى الآن لم نر الوحدات السكنية ولا التعويضات باستثناء قلة قليلة من سكان المنطقة والتعويضات غير عادلة لذلك نطالب الحكومة والجهات المختصة مراجعة جدول التعويضات الدفعة الأولى والذين تسلموا مبالغ كبيرة كافية للبناء، أما الدفعات الثانية فلم يتسلم أصحابها سوى مبالغ ضئيلة لا تكفي للبناء.

وقال ناصرالرشيدي إن أغلبية أصحاب المنازل الباقية في تلك الأماكن المهجورة ينتظرون الفرج من خلال التعويضات المنتظرة للبدء في بناء منازلهم الجديدة وما زالوا يأملون في زيادة التعويضات والتسريع في إجراءات صرفها، لافتا إلى أنّ بعض المنازل تكون كبيرة إلى حد ما لكن التعويض تكون أقل مما يستحقه صاحب المنزل، لذا يرى المواطن أن التعويضات غير عادلة وأنّها قليلة جدًا لبناء منزل مماثل لمنازلهم القديمة لذا نرجوا من الجهات المختصة أعادة النظر في أمر التعويضات وإرضاء المواطن المتضرر فأمر هذا المشروع أصبح غير محتمل لما سببه من أضرار وخسائر لسكان تلك المناطق.

وقالت إسراء العجمية: لا أحد يعلم على وجه اليقين سبب توقف إجراءات المنازل حتى الآن، وقد استقبل الأهالي المشروع في بدايته بالسعادة والتردد في الوقت نفسه، وكان الحظ الأكبر من نصيب هؤلاء الذين يرغبون في استبدال منازلهم بمنازل جديدة حتى لو كانت غير مناسبة من وجهة نظرهم. وأتذكر كيف تسابق العديد من الأهالي للتوقيع على طلبات الحصول على منزل جديد للحفاظ على الجيرة في البيوت الجديدة إلا أنّ هذه البيوت صارت مع الوقت مجرد حلم ملوا انتظاره، مما جعلهم يترددون في العديد من القرارات مؤخرا.

 

وعود لم تنفذ

وأضافت العجمية أن الوعود الحكومية لم ينفذ منها حتى الآن إلا القليل حتى وإن كان ضد مصلحة السكان الأصليين في هذه الولاية فالوعود بالمنازل الجديدة أو وعد التعويض المناسب وتنفيذ المشروع نفسه جميعها مجرد وعود حتى الآن نسمع عنها منذ أكثر من خمس سنوات. وإن تحدثنا عن التعويضات المالية فهي للأسف الشديد غير منصفة سواء بقيمة التعويض نفسه أو الآلية التي يجري من خلالها تقسيم أو احتساب هذه التعويضات فالاهالي الذين استلموا تعويضاتهم في بداية المشروع حصلوا على تعويضات مالية جيدة عن منازلهم أو أراضيهم ومع مرور السنوات فإنّ هذه التعويضات تم تغييرها دون معرفة الأسباب وما زال الأهالي ينتظرون على أمل الإنصاف.

وقالت العجمية: لم نستلم أي منازل من المنازل البديلة التي وعدتنا بها الحكومة فتم البدء في بناء هذه المنازل دون أن تستكمل وما زالت على حالها لسبب نجهله وما زلنا ننتظر، أما بالنسبة للتعويضات فقد جرى تغييرها وخفض قيمتها حتى أصبحت لا تكفي لبناء المنازل المنتظرة.

وأشار سالم العجمي إلى معاناة أهالي منطقة الواسط من المنازل المهدمة والمهجورة التي أصبحت مصدر رعب للقلة الباقية في تلك المناطق والذين لم يتم تعويضهم حتى الآن، فأصبحت البيوت المهجورة ملجأ للحيوانات الضالة ومن أراد الاختباء من الشرطة.

وقال حسين بن سالم إنّ البيوت المهدمة ليست فقط من مظاهر الدمار بالمنطقة وإنما مصدر إضافي للتلوث الذي يحيط بنا من كل جانب، اضافة إلى أنّها خطر على المارة حيث تتساقط أحجارها بشكل عشوائي بين فترة وأخرى مما يشكل خطرا على المارة.

وقال المواطن سعيد بن أحمد إن ما تشهده المنطقة ليست مجرد أضرار وإنما شاهد على فشل المسؤولين القائمين على المشروع الذين روجوا لأخبار عن إزالة البيوت نهائيا بشكل مباشر فور خروج السكان منها وهو ما لم يحدث حتى الآن، وباتت البيوت مصدر خطر وإزعاج للسكان الباقين.

وأضاف البلوشي أنّ المنازل المهجورة بيئة مناسبة تتكاثر فيها الكلاب الضالة والفئران والقطط في ظل وحشة الطريق والظلمة التي تبعث الخوف في قلوب أهالي المنطقة، لافتا إلى أن البعض حاول الاستفادة من مخلفات المنازل ببيع الحديد والالمونيوم والأخشاب فزاد المنظر بؤسا بتحطم واجهات المنازل.

 

مخلفات البيوت المهجورة

وقال ناصرالرشيدي كانت منطقة الواسط تضج بسكانها لكن أصبحت منطقة خالية تعج بالحيوانات الضالة التي باتت مصدر رعب لسكان المنطقة في بداية الأمر عند انتقال بعض أهالي المنطقة وأصبحت بيوتهم فارغة مرعبة ليلا، مما دفع الأهالي الباقين للمطالبة بإزالة تلك البيوت المهدمة حتى لا تنتقل الحيوانات الضالة والحشرات من هذه البيوت المهجورة إلى منازل السكان المتبقين.

وقالت الحوسنية إنّ بناء المساكن البديلة متوقف منذ أكثر من 3 سنوات بسبب الخسائرة المالية التي عطلت تنفيذ الوعود الحكومية ولم نر بيوت تمّ تجهيزها للسكن ولا أراضي مناسبة ولا تعويض يكفي لبناء منازل أفضل فالأسر الأولى كان لها النصيب الأكبر في التعويض والاستمتاع به من خلال التواصل مع بعض العاملين في الجهات المختصة بالمشروع.

وأضافت الحوسنية أنّ الأهالي لا يأمنون على أولادهم في الخروج من المنزل في ظل خوفهم مما تخفيه البيوت المهجورة بالمنطقة، بعد أن كانت المنطقة تتميز بتقارب البيوت وحسن الجيرة والعشرة.

وقالت إسراء العجمية إنّ مخلفات المنازل مجرد واحدة من كثير من المشكلات التي يعاني منها الأهالي منذ الإعلان عن المشروع البحري في ظل عدم اكتماله حتى اليوم، فالقرى باتت مهجورة إلا من قليل من السكان الذين باتوا يخشون على أنفسهم وأولادهم من الآثار السلبية لعدم إزالة مخلفات المساكن المهجورة حتى الآن.

تعليق عبر الفيس بوك