أصحاب العقارات بالصومحان ببركاء يطالبون بتوفير الخدمات الأساسية بالحي التجاري لإنقاذ استثماراتهم

نقص الشوارع المرصوفة وأعمال الإنارة يدفع المستأجرين إلى مناطق أخرى بالولاية

سالم الرشيدي: المواطن يتكلف أموالا طائلة من أجل الاستثمار في منطقة يكتشف أنّها بلا خدمات

محمد البلوشي: الحي التجاري بالصومحان منطقة استثمارية جيدة ينقصها فقط خدمات الرصف والإنارة

راشد المالكي: لا توجد طرق مسفلتة بين البنايات والأتربة تتطاير في كل مكان وتزيد من معاناة المستأجرين

باسم الرشيدي: نقص الإنارة يؤثر بنسبة 90% على مستوى الإقبال على المحلات بالمنطقة ليلا

سلطان المالكي: تعليمات "القوى العاملة" بشأن المأذونيات أثرت على نوعية الأنشطة بالحي التجاري

ماجد المالكي: الحي التجاري واجهة حضارية لولاية بركاء يستحق دعمه بالمزيد من الخدمات

سعيد الرشيدي: المستأجر يبحث دائما عن مكان قريب من شارع الخدمات المرصوف هربا من الأتربة

يونس البلوشي: الحي يعاني من غياب التخطيط وعدم وجود مدخل من الشارع الرئيسي بين بركاء ونخل

بركاء - وليد السليمي

ناشد عدد من المواطنين وأصحاب العقارات بالحي التجاري بمنطقة الصومحان جنوب بولاية بركاء الجهات المُختصة لتوفير الخدمات الأساسية بالحي وفي مُقدمتها الشوارع المرصوفة وأعمال الإنارة، حيث إنّ نقص هذه الخدمات يحرم المستثمرين في الحي التجاري فرص الحصول على مردود مُناسب لاستثماراتهم، لأن المستأجرين يفضلون مناطق أخرى بها خدمات متكاملة، ولا يرغب المستأجرون في الارتباط بعقود إيجار لفترات طويلة لتضررهم من تطاير الأتربة بالشوارع الداخلية، فضلاً عن غياب الإنارة التي تفقد السكان الشعور بالأمان ليلا.

وقال سالم بن محمد الرشيدي مستثمر في المنطقة التجارية ويملك إحدى البنايات إنّ المواطن يتكلف الكثير من الأموال من أجل الاستثمار بهدف الحصول على عائد مجزٍ نظير استثماره في أيّ مشروع، لكن يفاجأ بأنه يستثمر في منطقة بلا عائد أو فائدة. وعن تجربتي بصفتي أحد المستثمرين في المنطقة كنت أتوقع عائداً قوياً لكن فوجئت بأنّ المنطقة لا توجد بها حركة تجارية أو إقبال على الاستئجار رغم أنّ المنطقة تُعد مدينة تجارية متكاملة وبها حركة عمرانية نشطة وبنايات كبيرة ذات طوابق مُتعددة، ويرجع السبب في عدم إقبال المستأجرين على الاستجار في هذه المنطقة إلى افتقارها للخدمات الأساسية ومنها الشوارع المرصوفة وأعمال الإنارة، حيث إنّ مستأجر المحل يبحث دائمًا عن المحلات التي تتوافر بمحيطها الخدمات الأساسية مثل الشوارع المرصوفة والإنارة الكافية وكذلك طالب الخدمة يذهب إلى المحلات التي بها خدمات ويسهل الوصول إليها.

وأشار الرشيدي إلى أنّ الحي التجاري بالصومحان جنوب يفتقر إلى الخدمات لذلك تجد معظم المحلات مغلقة ولم يستأجرها أحد، مضيفاً أنّ هناك مواطنين مستثمرين قاموا ببناء محلاتهم بتمويل من البنوك على أمل أن يغطوا تكاليف البناء من خلال عائد الإيجارات لكن للأسف محلاتنا مغلقة حتى الآن لا إيجارات ولا حركة تجارية نشطة، لذلك نطالب الجهات المختصة بالنظر إلى هذه المنطقة بعين الرعاية والإسراع في توفير الخدمات والبنى الأساسية اللازمة لتطوير المنطقة.

شوارع مظلمة ليلا

وقال محمد بن سعيد بن خلفان البلوشي صاحب إحدى البنايات في الحي التجاري إنّ الحي التجاري بالصومحان منطقة استثمارية جيدة ومكتملة على الرغم من قلة المستأجرين للمحلات التجارية إلا أنّها تنقصها الشوارع الداخلية المرصوفة، فالمنطقة تعاني من كثرة الأتربة التي تدخل إلى المحلات إلى جانب افتقادها إلى الإنارة ما يعني أن شوارعها الترابية تكون مظلمة ليلاً.

وقال راشد بن محمد بن سيف المالكي صاحب إحدى البنايات إنّ الحي التجاري بالصومحان ينقصه الطرق الداخلية المعبدة فلا توجد طرق مسفلتة بين البنايات والطرق كلها ترابية وكذلك المنطقة بلا إنارة مما يزيد من معاناة المستأجرين في المنطقة خاصة في الليل حيث تصبح المنطقة غير آمنة في الظلام. وهو ما يُفسر قلة إقبال المستأجرين على المنطقة وكثرة المحلات التجارية المغلقة، فضلاً عن انقطاع المياه في شهور الصيف.

وقال رجل الأعمال سالم بن علي بن حمد المالكي أحد المستثمرين في الحي التجاري بالصومحان جنوب إنّ الحي التجاري بالصومحان من المناطق التجارية التي تشهد نموًا عمرانيًا متسارعًا وبه البنايات الكبيرة إلى جانب عدد من المؤسسات الخدمية سواء الحكومية أو الخاصة التي يقصدها العديد من المراجعين ولهذا الحي مستقبل كبير للاستثمار خاصة أنه يقع في قلب الولاية وفي موقع مهم وحيوي إلا أنّ هذا الحي التجاري أو المنطقة التجارية تنقصها الخدمات الأساسية المهمة التي ستساعد على إنعاش المنطقة ومنها الشوارع الداخلية فالحي لا توجد به شوارع مرصوفة، ونعاني من تطاير الأتربة ودخولها المحلات والبنايات، إلى جانب عدم وجود مواقف مخصصة لمستخدمي الحي التجاري سواء لأصحاب المحلات التجارية أو الشقق السكنية أو مراجعي المؤسسات الحكومية وكذلك شوارعها بلا إنارة.

وأضاف المالكي: تقدمنا إلى بلدية بركاء بمطالبات لرصف الشوارع الداخلية للحي التجاري منذ 4 سنوات وحتى الآن لم ترصف الشوارع وكل ما نسمعه مجرد وعود لا ندري متى ستتحقق. وأشار المالكي إلى أنّ العائد من الاستثمار ضعيف نتيجة عدم استئجار المحلات، كما أنّ بعض الذين استأجروا تركوا شققهم كلما وجدوا بديلا أفضل هرباً من الأتربة وقلة الخدمات، فالمستأجر يبحث عن المكان الأفضل الذي تتوافر به كل الخدمات وأهمها الشوارع والإنارة، وأتوجه إلى بلدية بركاء بالمناشدة لتنفيذ الخدمات الأساسية لهذه المنطقة.

وقال باسم بن سعيد بن حمد الرشيدي صاحب محل خدمات سند إنّ الحي التجاري بالصومحان تنقصه الشوارع الداخلية بين البنايات والمحلات فالشوارع ترابية وغير مخططة وتنقصها الإنارة وهذا بدوره أثر على مستوى ارتياد الزبائن للمحلات الموجودة خاصة بعد الخامسة مساءً إذ تصبح الحركة شبه منعدمة والإقبال قليل على هذه المحلات. لافتاً إلى أنّ المحلات في الحي التجاري كثيرة لكن غير مستأجرة لنقص الخدمات الأساسية وأهمها الشوارع.

وأضاف الرشيدي: نُعاني من ضعف شبكة الإنترنت وانبعاث الروائح الكريهة والمزعجة في المنطقة، وأكد أهمية تنظيم وتهيئة الحي التجاري ومراعاة الأنشطة المسموح بها بحيث لا تُسبب أي إزعاج لقاطني الشقق السكنية بالبنايات وتقسيم المحلات التجارية حسب الأنشطة التجارية بحيث توزع بشكل منظم حسب كل نشاط.

وقال سلطان بن راشد بن علي المالكي صاحب مكتب أبراج العين للعقارات إنّ الحي التجاري به مؤسسات حكومية وخاصة متنوعة يرتادها العديد من المواطنين إلى جانب البنايات التجارية متعددة الطوابق بحيث أصبح الحي التجاري واجهة حضارية وتجارية للولاية والمحافظة بشكل عام تخدم أبناء الولاية والولايات المجاورة كنخل ووادي المعاول وغيرها من الولايات القريبة ويأتي مواطنون كثر للاستئجار في بركاء بشكل عام وفي الحي التجاري بشكل خاص نتيجة زيادة المعروض من الشقق السكنية وقرب ولاية بركاء من العاصمة مسقط ووجود كل الخدمات الأساسية بالولاية وخاصة المراكز والأسواق التجارية المتنوعة فهي تحظى بموقع استراتيجي وتجذب الكثير من المستثمرين للاستثمار في الولاية بشكل عام وفي الحي التجاري على وجه الخصوص، والكثير منّا بادر إلى بناء بنايات سكنية تجارية بالمنطقة لكن للأسف الحي التجاري تنقصه الشوارع المرصوفة والإنارة وهذا سبب عدم إقبال المستثمرين على استئجار المحلات التجارية بالحي نتيجة الأتربة الكثيرة والشوارع غير الممهدة التي تجعل المواطنين لا يرغبون في ارتيادها ويذهبون إلى أماكن أكثر تهيئة وبها كل الخدمات. كما يرى سلطان أنّ منع "القوى العاملة" بعض المأذونيات لبعض الأنشطة وخاصة فيما يتعلق بشرط التفرغ لطالب النشاط أثر في النشاط التجاري بالمنطقة، منتقداً قلة اهتمام البلدية بالحي التجاري وعدم وضعه ضمن أولوياتها في التطوير وتقديم الخدمات الأساسية به، لذلك تقدم المستثمرون للبلدية بطلب رصف الشوارع بالحي التجاري وردت البلدية بطلب الانتظار لحين الانتهاء من رصف شوارع صناعية بركاء، وهو ما ينتظره الأهالي منذ سنوات.

واجهة حضارية للولاية

وقال ماجد بن سالم المالكي إنّ الحي التجاري بولاية بركاء واجهة تجارية واقتصادية مميزة للولاية ووجود هذه البنايات الكبيرة والمحلات التجارية المتنوعة إلى جانب المؤسسات الحكومية والخاصة أعطى للحي التجاري بالولاية أهمية أكبر إلا أنّ الحي التجاري لا يزال بلا شوارع داخلية أو إنارة مما جعل الكثير من المحلات التجارية مغلقة إلى جانب تحويل معظم الأنشطة التجارية ذات الطابع المهني والفني إلى المنطقة الصناعية وعدم السماح بفتح أيّ نشاط ذي طابع مهني أو فني في الحي التجاري أو حتى على الشارع العام بغية ذهاب أصحاب هذه المهن إلى صناعية بركاء وهو ما حول وجهة الكثير من التجار إلى المنطقة الصناعية وقلل فرص الاستئجار في الحي التجاري بالرغم من أنّ بعض الأنشطة المهنية البسيطة مثل نشاط كهربائي سيارات مُهم جداً خاصة على الشارع العام، وقد تتعطل السيارة فجأة عن العمل لعطل في الكهرباء مما يضطر مستخدمي السيارات للذهاب إلى الصناعية وهي بعيدة نوعاً ما عن الشارع العام، لذلك نطالب القوى العاملة بمراعاة مثل هذه الأنشطة والسماح بإعادة فتحها على الشارع العام وفي بعض الأماكن المهمة التي تخدم مستخدمي الطرق العامة.

وقال سعيد بن سالم بن راشد الرشيدي إنّ المستأجر في الحي التجاري يبحث دائماً عن مكان قريب من شارع الخدمات المرصوف ويبتعد عن المحلات التي لا يصل إليها الشارع، كما نعاني في الحي التجاري من الأتربة في الشوارع غير المُعبدة ومعظم المستأجرين لا يرغبون في أكثر من فترة محددة وبعدها يبحثون عن أماكن أخرى بها خدمات متكاملة.

وقال محمد بن سعود المالكي إنّ الحي التجاري تنقصه الطرق والإنارة رغم أنّ أصحاب البنايات تقدموا إلى البلدية مطالبين برصف الطرق الداخلية للحي التجاري إلا أننا سمعنا منهم وعوداً كثيرة لا نعلم متى تتحقق، فمحلاتنا مغلقة والشوارع كلها أتربة والحي مظلم ليلاً. كما نطالب بإقامة مواقف إلى جانب الخدمات الأساسية الأخرى كالمسجد والحديقة، فعلى الرغم من أنّ البلدية رفعت رسوم الإيجارات من 3 بالمائة إلى 5 بالمائة إلا أنها لا توفر خدمات مقابل هذه الرسوم.

وحول جهود المجلس البلدي، قال يونس بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن البلوشي رئيس لجنة الشؤون العامة بالمجلس البلدي بمحافظة جنوب الباطنة إنّ الحي التجاري بمنطقة الصومحان جنوب يُعاني من نقص الخدمات الأساسية كالطرق الداخلية وأعمال الإنارة وتأخر خدمات الماء والكهرباء إلى جانب سوء التخطيط وعدم وجود مدخل إلى الحي من الشارع الرئيسي الرابط بين بركاء وولايتي نخل ووادي المعاول، كما خططت المنطقة بالقرب من حي سكني بالمنطقة فنجد البنايات من خمسة أدوار وبالقرب منها منزل سكني من دور أو دورين فأصبحت هذه البنايات كاشفة لبيوت المواطنين وخصوصياتهم.

مخاطبات للجهات الرسمية

وأضاف البلوشي: تقدمنا بمخاطبة رسمية تتضمن كل هذه الجوانب إلى سعادة محافظ جنوب الباطنة رئيس المجلس البلدي بالمحافظة وتمت مناقشتها في اجتماعات المجلس ونتوقع من سعادته القيام بدوره برفعها إلى الجهات المختصة ولم يأتينا أي رد حتى الآن. كما أن هناك مخططا تجاريا آخر في الولاية بمنطقة قرحة البلوش تمّ تخطيطه على تلال من الرمال وبلا خدمات وهو مهجور حتى الآن بسبب عدم وجود شوارع داخلية، كما وزعت في الولاية أراضٍ سكنية وسط خيران وأراضٍ منخفضة تغرق بالماء أثناء هطول الأمطار التي تحاصر منازل المواطنين في ظل سوء التخطيط.

وأشار البلوشي إلى أنّ بعض قرى ولاية بركاء بلا ماء بالرغم من أنّ محطة التحلية الموجودة بالولاية تغذي قرى وولايات بعيدة. لافتاً إلى أنّ من المشاكل الموجودة في الحي التجاري بالصومحان عدم وجود مواقف للسيارات خاصة عند مباني المؤسسات الحكومية فالحي به عدة مؤسسات حكومية وخاصة ذات طابع خدمي ويرتادها يومياً الكثير من المراجعين لكن للأسف هذه المؤسسات بلا مواقف فالمواطنون يقفون على جانبي الشارع وفي المقابل تقوم الشرطة بمخالفتهم فيتكبد المواطن أعباء مالية إضافية، كما أنّ معظم المحلات مغلقة وهو ما يثقل كاهل ملاك هذه المحلات والبنايات خاصة الذين اقترضوا من البنوك بهدف الاستثمار.

ووجه البلوشي حديثه إلى ملاك البنايات والشقق السكنية بضرورة أن يراعوا التصاميم الهندسية لمبانيهم وأن تكون الشقق ذات مساحات جيدة ومريحة وتتوفر بها أنظمة الأمن والسلامة ومراعاة جماليات المباني عند التصميم واستخدام الزخارف الإسلامية كواجهة حضارية لهذه المباني بدلاً من أن تكون مبانٍ صماء بلا حياة، وعلى الجهات المختصة التدقيق في مساحات الشقق وإعادة النظر في هيكلة المباني السكنية. كما ناشد المجلس الأعلى للتخطيط بضرورة تشكيل لجنة من أعضاء المجلس البلدي والبلديات والمجلس الأعلى عند التخطيط لإنشاء أحياء تجارية أو مخططات سكنية أو مشاريع جديدة في الولايات للنهوض بالبلد وخاصة في الفترة المقبلة، مؤكداً أهمية ولاية بركاء وموقعها كمركز تجاري لوجود العديد من المؤسسات والمراكز التجارية والمشاريع الضخمة، إلا أنّ الولاية ينقصها التسويق لهذه المشاريع. وناشد رئيس لجنة الشؤون العامة الجهات المختصة تشكيل فرق عمل من أعضاء المجلس البلدي عند إعطاء مشاريع للشركات في الولاية، حيث يُعاني المواطن على سبيل المثال من حفريات الصرف الصحي خصوصًا وأن الطرق المحفورة لا تعاد كما كانت قبل الحفر، فمثل هذه المشاريع بحاجة إلى متابعة مستمرة من جهات الاختصاص.

تعليق عبر الفيس بوك