مشاهدون: التطور التقني الذي تشهده القنوات العمانية يلزمه تحديث المحتوى البرامجي

مطالب بمزيد من البرامج الاجتماعية ورفع سقف الحرية في مناقشة القضايا العامة

البريمي - سيف المعمري

تتباين آراء المشاهدين حول مدى الإقبال على مشاهدة القنوات العُمانية وحرص المتابعين على مشاهدة البرامج التي انطلقت بالتزامن مع تدشين الهوية الجديدة للهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون. وقال عدد من المشاهدين إنّهم لا يجدون ما يُشجعهم على متابعة القنوات المحلية لأنّها تهتم بالتطوير على مستوى الشكل فقط على حساب المحتوى المتكرر، فيما قال آخرون إن التطور التقني الذي تشهده القنوات العمانية يُعد مقدمة للتطوير البرامجي من خلال ضخ دماء جديدة من الشباب العُماني الموهوب لتقديم وإدارة برامج جديدة ترضي مختلف أذواق الجمهور.

ويقول إبراهيم بن خليفة النعيمي إنّ تلفزيون السلطنة بدأ البث في 17 نوفمبر 1974 وكان في ذلك الوقت هو المتنفس الوحيد لمعرفة الأخبار المحلية والعالمية، وتطورت التكنولوجيا وواكب التلفزيون العُماني ذلك التطور لكن ليس بالمستوى الذي نتمناه في الألفية الثالثة. ولا ينكر منصف عزوف الكثيرين عن مشاهدة التلفزيون العُماني، حيث إنّ البرامج التي يعرضها التلفزيون بحسب رؤيتهم مُملة وقديمة المحتوى وتتغير عنوانيها وتصنيفاتها فقط، ونحن نقارنها بالقنوات الأخرى التي تواكب التطور والتكنولوجيا في الشكل والمضمون وتستهدف جميع فئات المجتمع، لذلك نُريد رؤية ذلك في قنواتنا العُمانية لجذب المشاهد العُماني وغير العُماني، وأعتقد أنّه من المفترض أن يبدأ التطوير المهني قبل التطوير الشكلي للتلفزيون العُماني وبرامجه.

وأوضح النعيمي أنّ غالبية الإنتاج البرامجي للتلفزيون العُماني يقتصر على الأغاني الوطنية وبعض المسلسلات المحلية الموسمية، ويؤسفني القول إنّه لا توجد رؤية مستقبلية واضحة للتلفزيون العُماني لأنّه يشبه الدائرة المغلقة التي تدور حول نفسها، وتختلف رغبات المشاهد سواء العُماني أو المشاهد العربي للبرامج ولابد من تلبية جميع رغبات فئات المجتمع إعلاميًا، كما نتمنى التخصص في البرامج، وفي مقدمتها البرامج الحوارية، كما نفتقد إلى البرامج السياسية الحوارية الجادة، والبرامج الشبابية والاقتصادية التي تلامس حياة النّاس وليس مجرد تقارير مرسلة تتم قراءتها للمشاهد وينتهي البرنامج بذلك، كما ينتظر الجمهور المزيد من البرامج الاجتماعية والصحية والثقافية والتراثية التي لا نراها في قنواتنا إلا نادراً.

وأضاف النعيمي: أعتقد أنّه من المُهم حالياً التخصص في البرامج والتنوع بين الحين والآخر، واستهداف جميع شرائح المجتمع كباراً وصغاراً إلى جانب انتهاج الجرأة في طرح المواضيع التي تهم المواطن، واقترح تخصيص برنامج يهتم بالمرأة العمانية والتركيز على شؤونها، وكذلك برنامج يهتم بالطفل العماني الذي هو مستقبل عمان وطرح وتبني الأفكار الجديدة ومعالجة الصعوبات والتحديات بالتعاون مع جهات الاختصاص، فضلاً عن إبراز الهوية العمانية، ولابد للتلفزيون العماني من المنافسة في مجال تقديم الأفكار الحديثة للمشاهد حتى يكون هناك إقبال متزايد على المشاهدة والمتابعة. كما نتمنى مواكبة التطور سريعاً وضم نخبة من الإعلامين الشباب المتميزين لتقديم الأفكار الجديدة التي يطمح إليها المشاهد.

وقال ناصر بن محمد البادي إنّ من أسباب عزوف البعض عن مشاهدة القنوات المحلية كثرة القنوات المتاحة خارجيًا مع قوة طرح القضايا في القنوات الإعلامية العربية مقارنة بغيرها من القنوات المحلية العمانية من حيث تنوع وقوة المادة الإعلامية المطروحة. وبعد تدشين الهوية الجديدة للتلفزيون اقتصر التغيير على الإطار الخارجي للبرامج التلفزيونية بينما ظل الجوهر كما هو، بمعنى أنّ نوعية البرامج المعروضة لم تتغير وإن تغير الإطار الخارجي للهوية، وأرى أنّ البرامج الدينية والبرامج التعليمية ذات الطابع الشيق والمُفيد قد تجذب شريحة كبيرة من المشاهدين سواء من الداخل أو الخارج والدليل على ذلك برنامج سؤال أهل الذكر، واقترح تقديم برامج جماهيرية واستضافت شخصيات لها جمهورها لتقديم هذه البرامج وهو ما قد يكون له صدى كبير ويساهم في جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين.

وعن مدى مواكبة التلفزيون للتقنيات الحديثة، قال البادي: لست مختصاً في الأمور الفنية لكن أعتقد أنّ لديهم تقنيات متطورة بحكم ما نشاهده من تطور كبير وسريع في هذا الجانب على الشاشات العمانية، وأقترح ضخ دماء شابة في إدارة البرامج والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين حتى يسهم ذلك بشكل فعّال في تطوير البرامج لجذب مختلف فئات المشاهدين.

وقال فهد بن محمد بن بدر الكلباني: بعد تدشين الهوية البرامجية الجديدة أصبح هناك إقبال أكثر من السابق لكن ليس على المستوى المأمول، وقد يكون التغيير متاحاً على الخارطة البرامجية من خلال إضافة برامج جديدة ومتنوعة، وهناك برامج يمكن أن تجذب المشاهدين لمتابعة التلفزيون خصوصا البرامج الرياضية والمنوعة، ونأمل أن تتعدد القنوات وتفتح قنوات جديدة متخصصة للأطفال.

وقال علي بن سعيد بن علي الكندي إنّ التطور بداية الطريق لإرضاء تطلعات المشاهدين والمجتمع دائمًا يحتاج إلى إعلام يناقش المشاكل اليومية للمواطن، وبالتالي فلابد من العمل باستمرار على تطوير المحتوى حتى نستطيع جذب شريحة أكبر من مختلف فئات المجتمع وتقديم برامج تثقيف للمساهمة في جهود التوعية التي يمكنها التأثير الإيجابي على المشاهدين.

وأضاف الكندي أنّ قناة عُمان لا تنقل جميع المناسبات على سبيل المثال مثل الأعراس الجماعية التي تُقام في بعض الولايات وغيرها من فعاليات الخدمات التطوعية التي تقام في الولايات وكذلك الندوات الشهرية المقامة في مختلف جوامع السلطنة، واقترح تخصيص نشرة التاسعة للأخبار المحلية بالسلطنة، والعاشرة للأخبار الدولية والعربية.

تعليق عبر الفيس بوك