استعراض سبل تعزيز الوعي بدور الملكيّة الفكرية في تشجيع الابتكار والإبداع الرقمي في حلقة معاهدة التعاون بشأن براءات الاختراع

مسقط - العمانية

بدأت أمس أعمال حلقة العمل المتخصصة حول معاهدة التعاون بشأن البراءات بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو) والتي ينظمها مجلس البحث العلمي بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وذلك بوزارة التعليم العالي.

رعى افتتاح الحلقة التي تستمر يومين معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم بحضور معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي، وزير التجارة والصناعة، وعدد من وكلاء الوزارات والمعنيين من مشروع الاستراتيجية الوطنية للابتكار بمجلس البحث العلمي.

وألقى صاحب السمو السيّد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي كلمة خلال افتتاح أعمال الحلقة قال فيها: إنّ إقامة حلقة العمل تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية في يوم 26 أبريل من كل عام لتعزيز الوعي بأهميّة ودور الملكية الفكرية في تشجيع الابتكار والإبداع والذي يدور محوره هذا العام حول الإبداع الرقمي والثقافة الابتكارية؛ لتجسيد أهميّة التحول الرقمي والأساليب الابتكارية الجديدة التي تحققت بفضل التطور الرقمي.

وأضاف: أنّ حلقة العمل التي تقام على مدى يومين ستركز على معاهدة التعاون بشأن البراءات والنظام الدولي للبراءات واستخداماتها كمحرك لنقل التكنولوجيا اضافة الى عرض أعمال وتجارب الأفراد المبتكرين والمؤسسات بالسلطنة في مجالات تتجير براءة الاختراع وتطوير التكنولوجيا الخضراء بالسلطنة. مشيرًا إلى أنّ حماية الملكيّة الفكرية بشتى أشكالها أصبحت تشكل إحدى الركائز الأساسية لمنظومة الابتكار بالدول والمجتمعات ذات الاقتصاديات القائمة على المعرفة لما فيها من ضمان وحماية لحقوق الأفراد والمبتكرين وتشجيع وتحفيز الابتكار والإبداع للأفراد والمؤسسات وكما هو متعارف عليه فإن تصنيف الدول، وتطورها أصبح يقاس بوجود مؤشرات تعكس وجود القوانين والتشريعات التي تشجع الأفراد والمجتمعات على حد سواء على الابتكار وإيجاد الحلول بطريقة إبداعية وتدعم حقوق الملكية الفكرية لهذه الفئات.

وأوضح صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد إن التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة أصبح ضرورة حتمية ونتاجًا طبيعيًا لتطور المجتمع العُماني في ظل ما وصل إليه في مختلف المجالات والاستثمار الأمثل لما حققته السلطنة في سنوات النهضة المباركة بطريقة مستدامة ومن أجل تحقيق هذا الهدف كان من الضرورة التوجه لإعداد استراتيجية وطنية للابتكار للحاق بالدول التي نجحت في إدارة اقتصادياتها بشكل فاعل ومستدام عن طريق تبنيها سياسات منظومات الابتكار.

وأكد أن الإستراتيجية الوطنية للابتكار بالسلطنة التي يتشرف مجلس البحث العلمي الإشراف بصياغتها بالشراكة مع مختلف المؤسسات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص تقوم على وجود تكامل مؤسساتي ومجتمعي ورأسمال بشري مؤهل وفعّال عن طريق تطوير نظم وسياسات التعليم والبحث والتطوير في جميع المراحل من أجل الحصول على تنوع اقتصادي قائم على الابتكار في جميع القطاعات المختلفة وأخيرًا وجود نظام فعّال لحماية الملكية الفكرية ومحفز لإنتاج الأفكار والسلع والخدمات بما يلبي احتياجات الأسواق العالمية.

من جانبه ألقى الدكتور أمير علي الجزائري المستشار الرئيسي للدول العربية بإدارة التعاون الدولي لمعاهدة التعاون بشأن البراءات بالمنظمة كلمة المنظمة العالمية للملكية الفكرية قال فيها إنّ السلطنة تعد الدولة الأولى في منطقة الخليج التي تقوم بتطوير شامل واستراتيجية وطنية للابتكار والملكية الفكرية. مضيفًا أن وضع هذه الرؤية للمستقبل صعب ومعقد للغاية لكنه الشيء الذي ينبغي فعله حيث إنّ السلطنة أصبحت نموذجًا مثاليًا في إشراك جميع أصحاب المصلحة الوطنية لضمان الانتقال من اقتصاد قائم على تصدير المواد الخام إلى اقتصاد قائم على المعرفة.

وأشار إلى أنّ إقامة حلقة العمل تعد فرصة لإيجاد مزيد من الفهم للدور الذي تلعبه الملكية الفكرية في حفظ التوازن بين المصالح المتنافسة التي تحيط بالابتكار والإبداع الثقافي وبين مصالح الفرد والمجتمع ومصالح المنتج والمستهلك وبين المصالح المشجعة للابتكار والابداع والمصالح في تقاسم المنافع المستمدة منه.

واختتم الدكتور أمير علي الجزائري كلمة المنظمة العالمية للملكية الفكرية بقوله: إننا اليوم نعتمد على الابتكار للمضي قدمًا ودون الابتكار لن نتمكن من إيجاد حلول للأزمات وعليه ينبغي أن ننظر إلى الملكية الفكرية كأداة تمكينية لمواجهة تحدياتنا العصريّة. ولكي نحصل على الحلول الابتكارية بصورة متوازنة وصحيحة فمن الأهمية أن نتحدث ونتحاور حول الملكيّة الفكرية مع التركيز على فئة الشباب في المجتمع للمشاركة في هذا الحوار.

تضمّنت حلقة العمل تقديم محاضرة علمية بعنوان:" براءات الاختراع في سلطنة عمان :الوضع الراهن الأداء والإحصاء" قدمها جمعة عبدالرحيم الشريف خبير براءات الاختراع من دائرة الملكية الفكرية بوزارة التجارة والصناعة تناول فيه الوضع الحالي للبراءات في السلطنة وأنواع وطلبات براءات الاختراع/ نماذج المنفعة المقدمة لدائرة الملكية الفكرية، وكيفية تسجيل طلب البراءة أو نموذج المنفعة كما تطرق إلى عدد طلبات البراءات المقدمة من 2002 إلى 2015م في السلطنة.

كما تضمنت أعمال الحلقة تقديم عدد من أوراق العمل المختلفة منها ورقة عمل حول دور براءات الاختراع في تشجيع الابتكار ونظام البراءات الوطني في سلطنة عمان، وورقة عمل عن المزايا الرئيسية لمعاهدة التعاون بشأن البراءات والمرحلة الدولية والمرحلة الوطنية لمعاهدة التعاون بشأن البراءات.

الجدير بالذكر أنّ إقامة حلقة العمل تتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية في يوم 26 أبريل من كل عام لتعزيز الوعي بأهميّة ودور الملكية الفكرية في تشجيع الابتكار والإبداع واعتمدت المنظمة العالمية للملكية الفكرية شعار عام 2016م ليكون بعنوان الإبداع الرقمي ليجسّد مفهوم التحول الرقمي من خلال الأساليب الابتكارية الجديدة للإبداع والوصول إلى الأعمال الإبداعية التي تحققت بفضل الثورة الرقميّة.

تعليق عبر الفيس بوك