الأقصى.. ومآسي عربدة الاحتلال

الاقتحام الجديد للمستوطنين اليهود للمسجد الأقصى، أمس، بحجة إقامة صلوات تلمودية؛ تلبية لدعوات منظمات يهودية للصعود إلى ما تسميه "جبل الهيكل" بمناسبة عيد الفصح اليهودي، يأتي مُواصلة لسلسلة الاعتداءات التي درجوا على القيام بها على الحرم القدسي، تحت حماية قوات الاحتلال الاسرائيلي، دون مراعاة لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين، كما أنَّها تاتي في سياق اقتحامات شبه يومية من قبل المستوطنين اليهود. وقد أسفرت هذه الاقتحامات، عن اندلاع موجة مواجهات وهجمات منذ بداية أكتوبر الماضي، ولا تزال مستمرة حتى اليوم؛ وذلك بسبب محاولات الاحتلال إقرار واقع ما يسمى التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى؛ بما يُتيح لليهود دخول المسجد الأقصى في أوقات وأماكن محددة.

... إنَّ تكرار سيناريو اقتحام الأقصى من قبل مجموعات من المستوطنين اليهود، وتنفيذ جولات مشبوهة في المسجد في مشهد استفزازي لمرتادي المسجد من المصلين وطلاب مجالس العلم، وتحت سمع وبصر وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، يُعدُّ تجنيا واضحا وانتهاكا لحرمة الحرم القدسي، كما يُعتبر افتئاتًا بيِّنا على حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما تعدُّ هذه الاقتحامات دليلا لا يرتقي إليه الشك، على النية المبيتة لسلطات الاحتلال لتغيير واقع مدينة القدس وتهويدها وفق خطة مدروسة؛ من خلال إحاطتها بالمستوطنات، والعمل على تمكين المستوطنين من اقتحام الأقصى وقتما يشأوون في حماية قوات الاحتلال؛ بهدف تكريس واقع على الأرض لإرغام الفلسطينيين على التسليم به. كما تُثبت هذه الأعمال الاستفزازية عدم رغبة الاحتلال في السلام القائم على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والذي لن يتخلى عنه، وسيواصل نضاله المشروع لاسترداد كافة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

تعليق عبر الفيس بوك