بغداد - الوكالات
تصاعدت الجهود السياسية لاحتواء الاشتباكات الدائرة بين قوات البشمركة الكردية وفصائل ضمن قوات الحشد الشعبي في قضاء طوزخرماتو في الشمال العراقي. وذكر التلفزيون الرسمي العراقي أنّ رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أوعز إلى قيادات العمليات المشتركة في القوات الأمنية العراقية باتخاذ جميع الإجراءات العسكرية اللازمة للسيطرة على الموقف في القضاء.
وتواصلت الاشتباكات أمس على الرغم من جهود الوساطة التي قام بها الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس منظمة بدر هادي العامري التي يشكل مقاتلوها إحدى الفصائل الرئيسية التي يتكون منها الحشد الشعبي داخل المدينة.
واندلعت الاشتباكات في القضاء الواقع على بعد نحو 80 كلم إلى الجنوب من مدينة كركوك في ساعة متأخرة من ليلة السبت. وأشارت حصيلة أولية إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، ومن المتوقع زيادة عدد ضحايا القتال، إذ يمنع القناصة تنقل السكان ونقل الجرحى والقتلى إلى المستشفيات.
ونقل مراسلون عن مصدر أمني في القضاء قوله أنّ من بين القتلى ضابطا في قوات البشمركة برتبة عميد. وأشار المصدر نفسه إلى وصول قوة الرد السريع التابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني إلى القضاء صباح الأحد.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء أنّ القتال أدى إلى قطع الطريق الرابط بين العاصمة العراقية ومدينة كركوك الغنية بالنفط. وقالت تقارير إنّ الاشتباكات نشبت بين فصائل تركمانية شيعية ضمن قوات الحشد الشعبي وقوات البشمركة الكردية، وإنّ الجانبين استخدما قذائف الهاون وقذائف الآر بي جي والأسلحة الثقيلة في القصف المتبادل في مناطق مزدحمة بالسكان.
ونشرت إحدى الميلشيات الشيعية صورًا، لم يتم التحقق من صدقيتها، تظهر ألسنة اللهب تشتعل في دبابة على الطريق الرئيسي فضلا عن سحب الدخان الأسود ترتفع من مناطق سكنية في البلدة.
ولم تتوضح بعد الأسباب التي أدت إلى اندلاع القتال بين الجانبين، بيد أنّ قضاء طوز خورماتو، الواقع على بعد نحو 175 كلم إلى الشمال من العاصمة العراقية، غالبا ما يشهد توترات بين الجماعات الكردية والتركمانية المسلحة التي تقاتل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، منذ طرد المسلحين التابعين للتنظيم من البلدات والقرى التي سيطروا عليها في المنطقة عام 2014.
وتسبب شجار وقع في نقطة تفتيش، في شهر نوفمبر الماضي، في وقوع قتال واشتباكات امتدت إلى داخل مدينة طوزخرماتو بين المقاتلين التركمان وعناصر قوات البشمركة الكردية. ونجم عن القتال إحراق العديد من المنازل وانقسام المدينة عرقيا إلى مناطق تركمانية وأخرى كردية، ونزوح السكان بينها بحسب هذا التقسيم الإثني. وسبق أن وقعت فصائل الحشد الشعبي أربع اتفاقات أمنية وعسكرية مع البشمركة لضمان عدم حدوث مواجهات بين الطرفين.
وتستعين الحكومة العراقية بقوات الحشد الشعبي، التي تضم متطوعين وميليشيات شيعية لقتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مساحات واسعة في الشمال العراقي، وبضمنها مدينة الموصل ثاني أكبر المدن في العراق. كما تقاتل قوات البشمركة الكردية مسلحي التنظيم ذاته الذين يقفون على أبواب المناطق ذات الغالبية الكردية في إقليم كردستان في الشمال العراقي.
ومن جانبه، أرجأ رجل الدين الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، الأحد، مظاهرة لأنصاره كان مقررًا انطلاقها، اليوم، إلى الغد، لتتزامن مع جلسة شاملة للبرلمان العراقي برئاسة، سليم الجبوري.
وقال الصدر في بيان صحفي: لقد تأجلت جلسة البرلمان العراقي إلى بعد غد فيا أيها الأخوة اجعلوا تظاهراتكم السلمية المليونية الغاضبة يوم الثلاثاء. وأضاف "لا تقصروا في دعمكم للإصلاح وفنائكم في الوطن وارجعوا في ذلك إلى اللجنة المشرفة". وكان الصدر قد دعا أنصاره إلى المشاركة في مظاهرة مليونية ببغداد تتزامن مع عقد جلسة للبرلمان العراقي كان مقررا لها اليوم.
وتسبب التنافس العرقي والطائفي في تعقيد جهود طرد الجهاديين المتشددين بما في ذلك النزاع على أراض تطالب الحكومة بقيادة الشيعة بالسيادة عليها لكن الأكراد يطالبون بها ضمن منطقتهم التي تحظى بالحكم الذاتي في شمال العراق.