أولياء أمور ينتقدون غياب الرقابة على المقاصف المدرسية ويحذّرون من خطورتها على صحة الطلبة


اقترحوا تشكيل لجنة لتسهيل إسناد إدارة المقاصف لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من العمانية


الشندودي: مجالس الآباء والأمهات ينقصها الرصيد المعرفي والعلمي الكافي لتقييم أداء المقاصف

الخنبشي: كثير من الوجبات المدرسية تفتقر إلى المكونات الغذائية الضرورية لصحة الطلبة

الجلندي: أغلبية المدارس تسند إدارة المقاصف لشركات أجنبية وعمال وافدين دون رقابة

الشقصية: المقصف المدرسي ليس مجرد منفذ بيع لتحقيق الأرباح على حساب صحة أبنائنا

الرؤية - ناصر العبري

انتقد عدد من أولياء الأمور قلة الرقابة على أداء المسؤولين عن المقاصف المدرسية في بعض المناطق، وقالوا إن بعض الشركات المتعاقدة لتقديم الوجبات للطلاب تهتم فقط بتحقيق مزيد من الأرباح على حساب صحة الأطفال مما يعرضهم لأمراض نقص التغذية وغيرها. واقترحوا تعزيز الدور الرقابي لأعضاء مجالس الآباء والأمهات بالمدارس في هذا الشأن. وتشكيل لجنة لتسهيل إسناد العمل بهذه المقاصف لأياد عمانية من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتقديم تسهيلات منها عدم المبالغة في أسعار تأجير هذه المقاصف.

وقال شهاب الشندودي: لا يختلف اثنان على أهميّة الوجبات التي تقدم في المدارس للطلبة حيث إنّها تعد من الركائز الصحيّة التي يحتاجها الطلاب على مقاعد الدراسة فالعقل السليم في الجسم السليم. وهناك دراسات وبحوث مستفيضة بهذا الشأن، لكن الملاحظ في مدارسنا هو عدم الاهتمام الكافي بنوعية هذه الوجبات والمنظومة التي تقوم على تهيئة وإعداد وتوزيع هذه الوجبات لا تتمتع بالتنظيم الكافي، والربحية أول ما يهمها. وهناك الكثير من أولياء الأمور يتابعون هذه المسألة لكن ليس في إطار منظم وتجري على فترات متباعدة. كما أنّ مجالس الآباء والأمهات ينقصها الرصيد المعرفي والعلمي الكافي لتقييم أداء هذه المقاصف، رغم أنّ الدور الملقى عليهم كبير ومهم باعتبارهم يمثلون الرقيب والمربي والحسيب إضافة إلى كونهم القدوة والمثال الذي يحتذى به. لكن للأسف هذا الدور المنوط بهم يحتاج إلى مزيد من الوعي والإدراك.

واقترح الشندودي تنظيم ورش عمل لتأهيل أعضاء هذه المجالس وتوعيتهم وتثقيفهم واعطائهم الخطط الكفيلة بالنهوض بأداء دورهم.

وحول مدى إمانة ونظافة الأيادي العاملة في المقاصف قال الشندودي إنّها في الغالب ليست أيادي أمينة حتى وإن ادعت الاحترافية في العمل، لذلك لابد من تشديد الرقابة عليها.

وقال أحمد بن سيف بن نعمان الخنبشي إنّ الوجبات التي تقدمها المدارس تختلف من مدرسة لأخرى من واقع زياتي لبعض منها، لكن مهما تنوعت الوجبات ما زالت ناقصة برأيي، وبعضها خال من العناصر المفيدة للجسم وقد يعد بطريقة سريعة في ظاهرها صحيّة وإن كانت تتعرض لسوء تخزين أثناء النقل. وعلى سبيل المثال تقوم بعض المدارس بالتعاقد مع بعض المطاعم ويطلب منهم إعداد المئات من الساندويشات ومن الاستحالة أن تعد في فترة الصباح وإنما يجري إعدادها في الساعات المتأخرة من الليل مما قد يؤدي لفساد بعضها وإن لم تفسد فهي تفقد فوائدها، كما أنّ المنتجات المباعة في مقاصف مدارسنا للأسف الشديد أغلبها غير صحي خصوصًا البطاطس (الشيبس) والعصائر التي أغلبها من مواد صناعية ومواد حافظة مضرة بالجسم ونسبة المواد الطبيعة والمفيد لا تكاد تذكر وغيرها من المنتجات التي للأسف لا تراعي الجانب الصحي.

وأضاف الخنبشي أنّ أغلب المدارس لا توجد بها مطاعم داخلية وتعتمد على التعاقد مع بعض المطاعم التي همها الربح المادي أولا، وتفتقر هذه المأكولات لجودة الطهي لأنّ همهم الوحيد إنتاج أكبر كم ممكن من الطعام ليكفي جميع الطلاب ولو اضطروا لاستخدام أرخص أنواع الطعام المتوفر ليحصلوا على أكبر قدر من الربح المادي. ولكن في المقابل تجد القليل منهم يهتم بالجودة في الإنتاج من أجل تجديد العقد السنوي معهم.

وأشار الخنبشي إلى أنّ دور مجالس الآباء في الرقابة على المقاصف المدرسية يكاد يكون معدوما، وعن تجربة عملي في 3 مدارس لم أشاهد أحدا من مجلس الآباء يزور هذه المقاصف، وكأنّ الأمر لا يعنيهم، لذلك أقترح تكثيف الرقابة على مقاصف المدارس والتعاقد مع بعض المخابز لتوفير أنواع مختلفة من المعجنات لنظافتها وأمانتها وكذلك إنشاء مطاعم داخلية في جميع المدارس على أن يكلف مراقب بمراجعتهم من المعلمين أو الإداريين لضمان الجودة، كما أقترح الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.

وقال مبارك الجلندي إنّ مقاصف المدارس تسند مناقصاتها لشركات أغلبية من فيها عمال أجانب، دون الاهتمام بأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة أو صاحبات الأعمال من فئة صغار المستثمرين من الأيدي العمانية، مشيرا إلى عائق رفع إيجار المقاصف عندما تستثمرها أياد عمانية.

وقالت زينب الشقصية إنّ المقاصف المدرسية باتت تشكل هاجسا لأولياء الأمور فهم يريدون أن يعرفوا ماذا يأكل أبناءهم في هذه المقاصف التي ربما تفتقر إلى معايير الجودة والنظافة، مشيرة إلى أنّ المقصف المدرسي ليس مجرد منفذ لبيع المأكولات والمشروبات للطلاب وليس منفذا لينفقوا من خلاله نقودهم كنوع من الترفيه الاستهلاكي إنّما هناك بالتأكيد أهداف صحية يجب الاهتمام بها.

وقال خالد بن محمد بن حارب الجابري نائب رئيس مجالس الآباء والأمهات بولاية عبري إن آلية تأجير المقاصف تمثل مشكلة لكثير من المدارس، في ظل تكرار الشكاوى من جانب الطلاب لعدم التنويع في الوجبات المقدمة بالمدارس، لكن المشكلة الأكبر تكمن في قلة الرقابة من عدة جهات أولها اللجنة الصحية بالمدرسة، وقسم الشؤون الصحية بالبلديات، وقسم الصحة المدرسية بالمديرية العامة للخدمات الصحية، وقسم التوعية والتغذية بالمديرية.

تعليق عبر الفيس بوك