مواطنون: عاطفة المرأة تعرقل ممارسة الرجل لحقه في تعدد الزوجات

قالوا إنّ التعدد يساهم في حل مشكلة العنوسة ويحمي الرجل من الوقوع في الخطأ

 

 

الهاشمي: الشرع حلل التعدد لأنّه في صالح المجتمع عامة.. ولا يجوز تعطيله باختلاق مبررات

 

الحضرمي: تفشي العنوسة يجبر الكثيرات على القبول بالارتباط برجل سبق له الزواج

 

 

استطلاع - وليد السليمي

 

أجمع عدد من المواطنين على التسليم بأن حق الرجل في تعدد الزواج أمر محسوم بحكم الشرع، مع مراعاة العدل بين الزوجات والقدرة على توفير مستلزمات الحياة لهن، لكنهم اختلفوا حول مدى تقبل المرأة والمجتمع للأسباب التي تبرر إقدام الرجل على هذه الخطوة. وقالوا إن التوسع في تفعيل حق تعدد الزوجات يساهم في مواجهة ظاهرة العنوسة المتفشية في المجتمع، لكن يبقى العامل الأساسي في عدم تفعيل هذا الحق الشرعي هو مراعاة الجانب العاطفي لدى المرأة، التي من البديهي أن ترفض أن يكون لها شريكة في زوجها.

 

وقال سامي بن عبد الحميد الكندي إنّي لأعجب في من يرى التعدد مشكلة فهذا الأمر متعلق بنص قرآني وسنن نبوية فعليّة، لذا فيقين الإنسان المؤمن يدرك أنّ ما جاء فيه هو حق مبين والقرآن الكريم أنزله الله عز وجل صالح لكل زمان ومكان وهو حل لجميع المشكلات التي تطرأ على المجتمعات في وقتنا الحاضر والمستقبل.

وأضاف الكندي أنّ الحديث في هذا الأمر يطول، لكن أرى أنّ توجه الرجل للتعدد لا يمكن أن يكون مقتصرا على وجود نقص في أمور الحياة والعشرة الزوجية، بل ربما هي رغبة لدى الرجل في هذا الشأن كتطبيق للشرع والسنة والذي جاء فيه التعدد في الأصل إلا إنّ خاف العدل في ذلك أو لأي أمر آخر. وفي الجانب الآخر نجد أنّ الكثير من الرجال يتّجهون للتعدد لأسباب تتعلق بوجود خلل أو قصور في الحياة الزوجية مع شريكة حياته في مختلف جوانب حياتهما. ولا يفوتني أن أشير إلى أن الزوجين بارتباطهما العميق بهذه العلاقة الزوجية وما ينشأ عنها من محبة ومودة ووئام قادران على أن تكون حياتهما سعيدة بكل المقاييس من خلال فهم كل منهما مشاعر وأحاسيس ورغبات الطرف الآخر.

وحول مدى تقبل المرأة في الأوضاع العادية الزواج من رجل لديه زوجه، قال الكندي: الأمر يتعلق بقناعات كل امرأة. رغم أنني على يقين بأن الكثير من النساء لا يرغبن أبدا في أن تكون هناك شريكة لها في زوجها. وإن وجدت من تقبل بهذا الأمر فهو الاستثناء للقاعدة النسائية. وأكد على أهمية التعدد في حل مشكلة العنوسة واعتبره من المسلمات التي لا جدال فيها خاصة في وقتنا الحاضر الذي تكشف لنا فيه الإحصاءات السكانية ارتفاع نسبة الإناث مقارنة بالذكور.

 

أسباب نفسية واجتماعية

 

وقال سالم بن زايد الجهضمي إن الرجل يلجأ للتعدد حسب بعض الظروف التي يمر بها سواء نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية، ومنها مرض الزوجة وحاجة الرجل إلى زوجة أخرى أو بسبب انشغال المرأة بعملها وإعطائها الوقت الأكبر من وقتها للعمل، وإهمالها حاجات الزوج، وبعض الرجال لديهم نزعة حب التملك والتعدد والتغيير. ويوجد لدى البعض قوة جنسية قد لا تكفيه الزوجة الواحدة فيلجأ إلى الزواج بأكثر من زوجه تجنبا للخطيئة. وقد يرها البعض رغبة منهم في حل مشكلة العنوسة في المجتمع، أو لجمع شمل الأسرة بزواج الأخ بزوجة أخيه المتوفى مثلا. وقد يكون الهدف المادي بالزواج من المرأة العاملة أو ذات المال والجاه.

 

وأضاف الجهضمي أنّ قبول المرأة بالزواج من رجل متزوج يعتمد على المرأة وظروفها. فالبعض منهن يرفضن الزواج ممن لديه زوجة أخرى على أساس أنّها ترغب في أن يكون الزوج لها وحدها فقط لا تشاركها فيه زوجة أخرى. وأخريات يقبلن أن تكون الزوجة الثانية نظرا لحب رجل بعينه، أو بسبب تقدمها في العمر وخوفها من ضياع فرصة الزوج للأبد. أو كونها مطلقة أو بسبب وفاة زوجها السابق ورغبتها في الزواج لتعف نفسها. أو بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية لأسرتها.

وأكد الجهضمي أنّ التعدد يحل مشاكل العنوسة في المجتمع، فلو أنّ كل رجل تزوج بزوجة ثانية على سبيل المثال ولم نقل اثنتين أو ثلاث على زوجته سيمكن حل نحو 50 إلى 70% من مشاكل العنوسة في المجتمع.

 


وقال أحمد بن حمد بن خميس البوسعيدي إن تعدد الزوجات يمكن أن يكون حلا لمشكلة العنوسة مع مراعاة الشروط التي وضعها الإسلام للرجل عند التعدد وأولها العدل وقدرة الرجل على التعدد، وحدد الإسلام هذه الشروط لكي لا يكون تعدد الزوجات مشكلة أو يؤدي إلى طلاق إحدى الزوجات. وليس جميع الرجال يبحثون عن التعدد، فالبعض لا يفكر في الزواج مرة أخرى. وفي بعض الأحيان يلجأ الرجل للتعدد هربا من المشاكل الزوجية، وعدم القدرة على حلها، ولكنه بهذه الطريقة سوف يقع في المشاكل مرة أخرى. ويمكن أن يلجأ الرجل للتعدد بسبب تقصير الزوجة في حق من حقوقه وعدم مناقشة المشاكل التي تواجههم، ولا يجب على الرجل استغلال الزوجة الأولى أو تهديدها بالزواج من امرأة أخرى حين مواجهة أي مشكلة في حياتهم بدون إيجاد حلول لها، أو عدم قيامه بواجباته ويطالب الزوجة بالقيام بكامل واجباتها. كذلك يجب على الزوجين الصبر على ما يصدر من أي أحد منهم من تقصير في واجباته أو الحصول على حقوقه. ومن الجانب الآخر قد يكون تعدد الزوجات حلا ليس لمشكلة العنوسة فقط وإنما أيضا عدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب، ومن الممكن أن تقبل المرأة بأن تكون هي الزوجة الثانية لعدة أسباب منها تأخرها في الزواج أو تكون أرملة أو مطلقة.

وقال سليمان بن فاضل الفارسي إن كل رجل و له مبرراته في التعدد ومن ذلك أن بعضهم في حاجة إلى إشباع رغبة و بعضهم لوجود بعض النواقص في الزوجة الأولى لم يرها ولم يعشها فأراد أن يعوضها بالزواج الثاني وبعضهم لفشل الزواج الأول وعدم اقتناعه بالزوجة الأولى. أمّا عن موافقة المرأة من الزواج برجل متزوج فإنّ كل امرأة وتفكيرها، بعضهن يقبلن ذلك وبعضهن لا يقبلن. وأكد الفارسي أنّ التعدد قد يحل مشكلة العنوسة إن كان الرجال يتزوجون بفتيات في نفس الفئة العمرية.

وقال ماجد بن عبدالله الهاشمي إنّ تعدد الزوجات أمر قد أحله الشرع ولا يمكن التغافل عنه والشرع لم يحلل ذلك إلا أنّه في صالح المجتمع واليوم نرى أنّ ظاهرة العنوسة في ازدياد يومًا بعد يوم ولا يوجد حل للقضاء على هذه المشكلة الاجتماعيّة إلا بتعدد الزوجات والشرع عندما حلل التعدد حلله بضوابط يجب أن يلتزم بها الرجل مع مراعاة القدرة المالية والجسدية والعدل والمساواة بين الزوجات. لكن ما نعانيه الآن هي العاطفة لدى الزوجة التي لا ترغب أن تكون لها شريكة في زوجها. وهذه العاطفة هي العقبة التي تقف أمام تعدد الزوجات، لذلك وجب أن تكون هناك توعية شاملة للإناث، وأن يتفهمن أنّ الشرع حلل للرجال تعدد الزوجات والآثار المترتبة عليه في حل الكثير من مشكلات المجتمع.

 

 

مواجهة ظاهرة العنوسة

 

وقال سليمان بن علي بن ناصر الحضرمي إن الرجل يلجأ للتعدد إذا شعر بتقصير الزوجة تجاهه من جميع النواحي، في ظل التباعد الثقافي والعلمي فيما بينهما، وهو ما يسبب فجوة في تقبل الرأي والرأي الآخر والتي بدورها تسهم في بدء الخلافات المتواصلة بينهما وتدفع الزوج للتفكير في الزواج من الثانية للبحث عن زوجة تشاركه أفكاره وطموحاته. وأضاف أنّه في ظل وجود الكثير من العوانس في المجتمع فإنّ البعض منهنّ يرضى بالزواج من شخص لديه زوجة خوفا ألا يأتي شخص آخر لخطبتها وتبقى دون زواج، مؤكدا أنّ تعدد الزوجات يحد من ظاهرة العنوسة في المجتمع ويحمي الأزواج من الوقوع في الرذيلة.

وقال إسماعيل العجمي إنّ موضوع تعدد الزوجات يشهد مناقشات حادة بين مختلف الأطراف في كل زمان ومكان رغم أنّه أمر شرعي محسوم. وقد يلجأ الرجال إلى تعدد الزوجات لأنّ ديننا الحنيف شرع ذلك مع مراعاة العدل والموازنة، بسبب عدم الراحة مع زوجته الأولى مما يدفعه للبحث عن السعادة المفقودة والبعض يضطر لذلك لأسباب كمرض الزوجة أو رغبة منه في زيادة النسل. لكن على الرجل أن يسأل نفسه عن مدى قدرته على توفير مستلزمات الحياة لجميع زوجاته.

وأضاف العجمي أنّ النساء في العادة لا يرضين برجل متزوج سابقا لأن حبه وارتباطه وعقله مع زوجته وأبنائها والبعض منهن يخاف من الزواج من رجل متزوج لظروفه المادية، بينما هناك قلة من النساء توافق على الزواج من رجل متزوج لأنها تقول لنفسها إن قطار الزواج يسير والعمر ينقضي ولابد من القبول بأي تجربة. ويرى العجمي أنّ تعدد الزوجات يعد حلا جيدا لمشكلة العنوسة في مجتمعاتنا لكن يبقى التحفظ كبيرا من جانب النساء.

 

تعليق عبر الفيس بوك