"شارة" ريدينج تعزز خطى الحبسي على طريق العالمية.. و"الأمين" يأمل تجاوز الفريق الإنجليزي "دائرة الخطر"

الرُّؤية - أحمد السلماني

دَخَل الحارس العُماني علي الحبسي تاريخ الكرة العربية والآسيوية، بعدما أصبح أول لاعب عربي وآسيوي يرتدي شارة قيادة فريقه في مباراة ضمن إحدى مسابقات كرة القدم في إنجلترا.

إنجاز الحارس الأبرز في تاريخ الكرة العُمانية والخليجية جاء بعد أن ارتدى للمرة الأولى هذا الموسم شارة قيادة فريقه ريدينج أمام مضيفه ليدز يونايتد ضمن الأسبوع الـ42 من دوري الدرجة الأولى الإنكليزي لكرة القدم. المباراة انتهت بفوز ليدز بثلاثة أهداف مقابل هدفين، فتقدم الفريق الفائز إلى المرتبة الثانية عشرة برصيد 54 نقطة، فيما تجمد رصيد ريدينج عند 51 نقطة في المركز الخامس عشر، وهي منطقة دافئة نسبياً إذ يفصل فريق الحبسي عن منطقة الهبوط 13 نقطة.

يُذكر أن علي الحبسي -البالغ من العمر 34 عاماً- يحرس عرين ريدينج منذ منتصف عام 2015 وهذه هي المباراة رقم 18 له مع الفريق، ولعب الحبسي لأندية بولتون واندورز وويغان أثلتيك قبل أن ينضم إلى صفوف ريدينج.

وكان الحبسي قد نشر على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" صورته وهو يرتدي شارة قيادة ريدينج، وعلق عليها قائلاً: "مررت اليوم بلحظة مؤثرة ومهمة في حياتي المهنية، أشكر مدرب الفريق وإدارة النادي على هذه الثقة وهذا التكريم". يُذكر أن أحمد المحمدى كان أول لاعب عربي يقود فريق فى إنجلترا، وكان مع هال سيتى هذا الموسم.

علي الحبسي الذي ولد في 30 ديسمبر عام 1981م لم يكن يتوقع بأنه سيتحول من رجل للإطفاء في الدفاع المدني إلى حارس عملاق يلفت أنظار الأندية الأوروبية، نادي المضيبي العماني أحد أندية الدرجة الثالثة كان المحطة الأولى للحبسي، وفي العام 2002م انتقل للعب مع نادي النصر العماني، هنالك برز الحبسي وكانت انطلاقته الحقيقية نحو عالم النجومية، وبالرغم من صغر سنه إلا أنه تمكن من خوض تجربة احترافية مع بولتون الإنجليزي وكان عمره حينها لا يتجاوز الـ17 عاماً بعد أن أعجب به المدرب الإنجليزي جون بورغ ووعده بإلحاقه للأندية الإنجليزية بعد ان يرفع من مستواه، واستطاع الحبسي أن يكسب اعجاب الإنجليز لكنهم لم يتمكنوا من تسجيله بسبب قوانين الاتحاد الإنجليزي وذلك لأنه لم يلعب في ذلك الوقت أي مباراة دولية بالإضافة إلى التصنيف الدولي لمنتخبنا والذي كان حينها 120، فما كان من مدربه الإنجليزي جون بوريغ إلا عرضه على السماسرة للبحث عن فرصة الاحتراف في أوروبا من خلال أحد الأندية النرويجية وذلك في عام 2003م، وفعلاً أتم الحبسي انتقاله إلى فريق لين اوسلو فأصبح أول لاعب عماني يحترف في أوروبا، وكانت تجربة الحبسي الاحترافية الأولى التي امتدت لثلاثة مواسم ناجحة بكل المقاييس إذ أوصل فريقه إلى نهائي كأس النرويج كما حقق معه ثالث الدوري الإنجليزي، وعلى صعيد الألقاب الشخصية فاقتنص جائزة أفضل حارس في النرويج عام 2004.

ودولياً، برز الحبسي مع المنتخب العماني الأول بشكل لافت عام 2003، وبالتحديد في كأس الخليج الذي أقيم في ذلك العام، وتمكن من خطف جائزة أفضل حارس في البطولة لأول مرة، وشارك مع منتخبه أيضاً في نهائيات كأس أمم آسيا 2004 في الصين، ولم يكن حصوله على جائزة الأفضلية في (خليجي 16) هو الأخير له إذ نجح في تحقيق لقب أفضل حارس ثلاث مرات آخرى في خليجي 17 وخليجي 18 وخليجي 19 ليصبح المجموع أربع مرات كأكثر الحراس الخليجيين حصول عليها.

علي الحبسي يعتبر علامة فارقة في صفوف منتخبنا ومصدر اطمئنان له ولأنصاره، فالعمانيون يعولون كثيراً عليه في حماية مرمى منتخب بلادهم مثلما فعل في النسخ التي شارك فيها، إذ أوصل عمان للنهائي مرتين في قطر وابو ظبي، وتوج معه باللقب في (خليجي 19) للمرة الأولى في تاريخه.

حاليا وقع الحبسي على عقد لموسمين مع ريدينج الذي تصدر مؤقتا دوري الدرجة الإنجليزي حتى الجولة 12 إلا ان الفريق شهد تراجعا ومع ذلك فالفريق باق في الدوري وسيلعب له الحبسي الموسم القادم.

تعليق عبر الفيس بوك