"عمان الرياضي".. صراع الحلم والحقيقة!!

المعتصم البوسعيدي

سيطلُ علينا مؤتمر عُمان الرياضي 2016 بحلته الرابعة في الثامن عشر من أبريل الجاري، والروح تعِبت من حثِ الخُطى لتغيير جذري، وسديم الأماني بات مشتعلاً في سماءٍ قصية قد لا نروم الوصول إليها!!

مؤتمر حمل في صفحاته الثلاث السابقة عديد المحاور والتطلعات، واستقطب رموزا رياضية وإدارية وتشريعية وفنية وإعلامية واجتماعية، وبلا أدنى شك ـ والحقيقة تُقال ـ فإن وزارة الشؤون الرياضية أجادت التنظيم وسعت نحو نفاذ الرؤى والتوصيات على أرض الواقع دون ان تضعها حبيسة الملفات والإدراج، واستطاعت بلورة بعضها فيما يخصها كما سعى آخرون لتحقيق ما يخصهم، وما بين حلم التحقيق وحقيقة المشهد الرياضي بالسلطنة تتصارع الأفكار في بيت شعر للشافعي: "وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ / وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا".

إذًا، وبالرجوع إلى ما تم وما سيتم، انتابني صراع آخر عبارة عن مجموعة من التساؤلات والأفكار، فلا أعلم لماذا تلاقت المؤتمرات الثلاثة الماضية في محور فض المنازعات والذي سيغيب عن المؤتمر القادم؟! وكيف يمكن وصف توصيات الاستثمار الرياضي والتمويل وعلاقة القطاع الخاص بالرياضة المحور الأهم والضيف الدائم للمؤتمر خاصة في ظل تسمية المحور أو الجلسة الثانية في المؤتمر القادم "بتعزيز التمويل الرياضي وتنويع مصادره" ونحن نعيش أزمة إقتصادية حادة ليس لها حل منظور على المدى القريب؟! وإن كان الضلع الثاني لهذا المحور وقع تحت بند "الاستضافات" فهنا سؤال -قديم متجدد- لماذا سقط ملف استضافة السلطنة لآمم اسيا 2019 من خارطة التنافس كاستثمار مُتاح؟! علاوة على النور الذي لم نضيئه باستضافات تستثمر خريف صلالة -على سبيل المثال- لتعزيز التمويل الرياضي، ثم كيف سيكون للتجارب الشبابية أثر في ظل عدم تحقق بطل أولمبي عالمي طوال أربعة عقود؟! أو حتى مشروع بطل أولمبي واضح دون إنتقاص من قيمة النماذج الرائعة على طاولة المؤتمر القادم، وهل غياب محور الإعلام الرياضي بعد حضوره في السنتين السابقتين سيطرح قضية "بيزنطية" حول أيهما يقود الآخر العربة أم الحصان؟! أو إن التكاملية مع الإعلام باتت ليست بحاجة لتعريف ونقاش قد يطول ولا ينتهي.

من الجيد ان يكون الطرح في المحور المتعلق "بالعناية بالناشئين" في المؤتمر الحالي من منصة "أسباير" في قطر الشقيقة ومنصة "مشروع عُمان للأبحار" الأبرز في السلطنة، كما إنني أتمنى بالفعل ترجمة "الاستثمار في المرافق التحتية وإشغال المرافق" بما يعزز الجانب الاستثماري من جهة ومراعاة متطلبات زوار هذه المرافق خاصة عند حضور الفعاليات الرياضية المختلفة من جهة أخرى، أما "الإدارة الرياضية" بتحدياتها وأساليبها وملامحها ستكون جوهر المؤتمر، ويا حبذا لو يكون هناك استدلال مكتوب على المتحقق من توصيات المؤتمرات السابقة، وكم كان رائعًا -أيضًا- أن يضم المؤتمر محور يتعلق بأهمية إنشاء أرشيف وطني رياضي يضم إحصائيات وأرقام عن الرياضة العُمانية بالتفصيل "الممل" كمرجع وقبلة يستفيد منها الرياضي والإعلامي والمجتمع بشكل عام.

الصراع بين الحلم والحقيقة في مؤتمر عُمان الرياضي، صراع الحلم في صوره وأفكاره وانفعالاته مع الحقيقة التي لا يمكن الكتابة عنها إلا بما نشاهده ونعايشه، المؤتمر بات هالة ضوء كبيرة على أرض تحتاج ـ صدقًا ـ إلى "مصباح الطريق الذي يبكي ولا أحد يرى دمعاته"؛ حيث الحقيقة التي يصنعها الإخلاص والتضحيات.

تعليق عبر الفيس بوك