تجفيف منابع التطرُّف

تنطلقُ السَّلطنة في تصدِّيها لظاهرة التطرُّف، من الإدراك التام للآثار السلبية التي يُخلِّفها أي فكر متطرف على السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وتهديد الاستقرار والأمن والإرث الحضاري الإنساني؛ لذا عملتْ جاهدة على تحديد الأسباب التي تغذِّي هذه الظاهرة؛ وبالتالي وضع الخطط الكفيلة بمعالجتها من خلال خطط تستصحب الجوانب التشريعية والقانونية الكفيلة بتعظيم قيم المساواة بين المواطنين، بغضِّ النظر عن الأصل أو الديانة أو العرق وتوفير الحماية بكافة أشكالها للجميع، إضافة إلى الاعتناء بإرساء قيم التسامح في البرامج التعليمية والتثقيفية وفي الخطاب الديني، علاوة على التحذير من انخراط الشباب في النزاعات المسلحة، وتبنِّي خطة لمواجهة فكر التطرُّف منذ سنوات، وهي خطة أسهم في إعدادها أكاديميون ومُتخصصون من مُختلف القطاعات. وكلُّ هذا مُستمد من الرُّؤية الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والهادفة إلى تعزيز ثقافة التسامح، والحرص السامي لجلالة السلطان المعظم على إشاعة قيم التسامح والالتزام بمبادئ التعايش وسياسة عدم التدخل في شؤون الغير، والعمل على حل النزاعات بطرق سلمية.

ولقد أكَّدتْ السلطنة على هذه المفاهيم في كلمتها، أمس، في جلسةٍ رفيعة المستوى في المؤتمر الدولي حول التطرُّف العنيف الذي عُقد بجنيف؛ مُعربة عن تطلعها في تآزر الجهود الدولية وتضامنها في وجه ظاهرة التطرُّف. وفي هذا الصدد، جاءتْ دعوة السلطنة إلى تكاتف الدول جميعها لبلورة رؤية مُوحَّدة من مُنطلق قناعة صادقة للوصول إلى حزمة من الأفكار والرؤى لتنفيذ خطط وطنية تعمل على تجفيف أسباب ظاهرة التطرُّف حتى تعيش الشعوب في أمن وسلام، وأن تلتفت الدول للتعاون مع أجل التنمية بعيدا عن الصراعات، وفي مأمن من مخاطر التطرُّف.

تعليق عبر الفيس بوك