دراسات مرورية تقدر خطورة استخدام الهاتف أثناء السياقة بـ4 أضعاف تأثير الكحول

علماء نفس يرجعون نسبة كبيرة من الحوادث المرورية إلى التوتر الذي تحدثه المكالمات الهاتفية

مسقط - الرُّؤية

كشفتْ العديد من الدراسات أنَّ نسبة احتمال وقوع الحوادث للسائق الذي يستخدم الهاتف النقال تفوق نسبة وقوع حوادث تحت تاثير الكحول، وأنَّ الحديث عبر الهاتف النقال أثناء سياقة السيارة يُمثل نسبة خطورة أكبر مما تُمثله تحت تأثير الكحول. ويؤكد علماء النفس أنَّ سائقي السيارات الذين يعانون من التوتر هم أكثر عُرضة لحوداث السير، وأن مستويات التوتر تزداد عند التحدث عبر الهاتف. وهذه المعلومات الموثقة تحمل دلالات في غاية الخطورة؛ حيث يشكل استعمال الهاتف النقال أثناء القيادة أربعة أضعاف الخطورة التي تنجم عن تناول الكحول.

كما أنَّ استعمال الهاتف النقال أثناء السياقة من شأنه صرف الذهن وتشتيت التفكير، وعدم التركيز على قواعد السير الصحيحة؛ الأمر الذي يؤدي لوقوع العديد من الحوادث المؤسفة، خاصة إذا ما كانت هناك مكالمة مزعجة، أو تتطلب بعض التفكير، حتى إن بعض السائقين ودون أية إرادة يحاول أن يتناول القلم والورقة ويقوم بكتابة رقم هاتف أو بعض الملاحظات الواردة إليه عبر الهاتف، وكل ذلك يتم أثناء السياقة حيث يصحو السائق بعد وقوع الحادث المروري المؤسف في المستشفى ويروي لزواره قصة المحادثة الهاتفية الأخيرة عند وقوع حادث السير.

وتزداد نسبة السائقين الذين يستعملون الهاتف النقال في السلطنة؛ حيث نشاهد سائق الحافلة الذي ينقل نحو خمسين راكبا، أو طالبا أو سائحا، وهو يقود حافلته بسرعة عالية على الطريق، ويمسك مقود الحافلة باليمين والهاتف النقال باليسار، ولا يعرف كيف يتصرف اذا ما وقع اي طارئ. وقد لا تكون لدينا دراسات دقيقة عن حوادث السير التي وقعت نتيجة استعمال الهاتف النقال أثناء سياقة السيارة، لكن مشاهداتنا اليومية، ومعرفتنا بالأصدقاء والأهل الذين يتحدثون عن الهاتف النقال الذي سبب لهم مصيبة دهس طفل أو الاصطدام بسيارة أخرى تسبَّب بجروح بالغة، أو حتى اصطدام بسيط بين سيارتين، وإننا من خلال التجارب الشخصية نعرف أنَّ الهاتف النقال يقف وراء العديد من الحوداث المرورية.

ولقد نصَّ قانون المرور على تحرير مخالفة على السائق الذي يستعمل الهاتف النقال بلغت قيمتها 35 ريالا. وبالرغم من أنَّ العقوبات في قانون المرور والغرامة المفروضة على السائق الذي يستعمل الهاتف النقال قد تحد إلى حد ما من هذه الظاهرة، إلا أن الوعي لدى السائق سيكون كفيلا بالمساهمة في الحد من هذه الظاهرة عندما يقف على يمين الطريق للرد على مكالمة واردة أو الاتصال بالآخرين. ومن غير المعقول أنْ يكون وراء كل سيارة شرطي مرور، خاصة وأنَّ المئات من السائقين يستعملون الهاتف أثناء السياقة ولا يمكن إيقافهم من قبل رجال المرور المنهمكين بمراقبة وتسيير حركة المرور، لذا يجب أن يكون الوعي نابعا من أنفسنا من أجل الحد من إراقة الدماء على الطرق.

تعليق عبر الفيس بوك