إعلاميون: المواهب الشابة تستحق أن تجد فرصًا لإظهار قدراتها عبر القنوات الجديدة

قالوا إن تعدد الإذاعات والفضائيات المحلية يزيد من المنافسة لصالح جذب المتابعين

الرواحي: كثرة القنوات وتنوع البرامج يتطلب تأهيل كوادر جديدة قادرة على تجويد المحتوى

السنانية: على القنوات الخاصة أن تفرد مساحات أوسع لمناقشة القضايا الاجتماعية الجادة

الرؤية - محمد قنات

قال عدد من الإعلاميين والمتابعين إن القنوات الإذاعية والتلفزيونية الجديدة في السلطنة يمكن أن تساهم في زيادة المنافسة بالقطاع الإعلامي، وهو ما يصب في خدمة المتابعين من خلال توفير أكثر من نمط إعلامي، وضمان التنوع في المحتوى البرامجي على مختلف القنوات ليصبح من حق كل متابع أن يختار ما يروق له. وأكد المشاركون في الاستطلاع أن على القنوات العمانية أن تبادر إلى ضخ دماء جديدة في القطاع الإعلامي من خلال فتح الباب أمام المواهب الشابة لإظهار قدراتها الفنية في مجالات الإعداد والتقديم والإخراج وغيرها، وعدم الاكتفاء بالوجوه المعروفة حتى لا يصاب المشاهدين والمستمعين بالملل وهو ما يفقد الإعلام المحلي الصدارة تدريجيا.

وقال الإعلامي خالد بن محمد بن سعيد الرواحي إن تعدد وتنوع القنوات الإعلامية الحكومية أو الخاصة له دور كبير في إثراء ذائقة المشاهد والمستمع، حيث أن اختلاف البرامج المقدمة عبر القنوات العامة أو الخاصة يعطي مزيدًا من الخيارات للمواطن والمقيم لمتابعة ما يرضي شغفه من برامج سواء كانت فنية أو ثقافية علمية أو رياضية أو غيرها، كما أنّ هذا التنوع في القنوات والبرامج المطروحة يصب في خدمة المشاهد والمستمع حيث تكون أمامه مادة إعلامية دسمة ومتنوعة يتخير منها ما يريد .لكن لابد أن يصاحب تعدد القنوات إيجاد كفاءات إعلامية بارزة قادرة على إعطاء الإضافة ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي، وهو مالا يتأتى إلا بالتعليم والتدريب وصقل المواهب وتوجيه المهارات نحو الاستغلال الأمثل، وهذه القنوات لابد لها أن تعمل على صقل مهارات الشباب وتنمية مواهبهم وتشجيهم على مواصلة الإبداع والأخذ بأيديهم الى المراتب العلا، وينبغي لهذه القنوات أن تسهم في تأهيل كودار إعلامية جديدة بين الفينة والأخرى وعدم الاكتفاء بأشخاص بعينهم لتقديم برامج محددة لأن ذلك قد يؤدي إلى الرتابة والملل لدى المشاهد والمستمع.

وأضاف الرواحي أن بعض القنوات لها الفضل في تخريج كوكبة من الإعلاميين البارزين الذين شقوا طريقهم نحو النجاح فمنهم من يمثل عمان الغالية في عدد من القنوات الخليجية بعد أن تعلموا فنون وأسرار المهنة محليا، لذا نأمل مواصلة هذا النهج وإتاحة الفرصة للشباب الموهوبين، ويجب إنتاج برنامج إذاعي لتدريب عدد من الشباب الراغبين في تقديم برامج متنوعة ويتم بعدها اختيار الأفضل والأكفأ من بين المتقدمين، لأن فئة كبيرة من الشباب قد تكون لديها مواهب تؤهلها لتقديم أفضل البرامج إذا ما أتيحت لها الفرصة. وأشار إلى أن تنوع القنوات وتعددها يتطلب البحث عن مزيد من الإعلاميين القادرين على تقديم المواد المتنوعة والمتجددة في طريقة الطرح والعرض، وهو ما يفرض تنافسا قويا بين هذه القنوات لتقديم الأفضل واستقطاب عدد أكبر من المتابعين والمهتمين بالبرامج المقدمة لأنّ نجاح القناة يقاس بمدى رضا المستمع أو المشاهد عما تقدمه ويرضي ذائقته.

ضخ دماء جديدة

وقالت الإعلاميّة أميرة السنانية إنّ القنوات الخاصة يمكن أن تقدم خدمة إعلاميّة متميزة للمشاهد والمستمع شريطة أن تكون المادة أو الرسالة الإعلامية ذات رؤية واضحة تضع المتلقي المعيار الأهم في مسار خدماتها المقدمة، ولو أفردت هذه القنوات مساحة أكبر للقضايا الاجتماعية التي تهم المواطنين مساحة أكبر سيسهم ذلك في نجاحها بصورة أكبر، ويمكن أن تساهم هذه القنوات في ضخ كوادر إعلاميّة جديدة من الشباب من خلال بناء جسور للتواصل لهولاء الشباب عن طريق إتاحة الفرصة لهم لدخول الحقل الإعلامي والإيمان التام بأنّهم قادرون على المضي والتميز، ويمكن لإدارة القنوات الإعلان عن رغبتها في إيجاد كادر شبابي في كل المجالات سواء التقديم أو الإعداد أو الإخراج ليعلم الشباب أن هذه القنوات بحاجة إلى قدراتهم وإمكانياتهم، ويمكن بهذه الطريقة أن تظهر وجوه إعلامية جديدة ومتميزة وتصبح فيما بعد كوادر مؤهلة في مجالات الإعلام.

وأضافت السنانية أن وجود هذه القنوات يخلق منافسة تعود بالفائدة على تطور البرامج والمواد المقدمة، لأن كل قناة دائماً يكون طموحها أن تحظى بأكبر شريحة من المتابعين وهذا يحفزها وللاجتهاد وصنع مادة إعلاميّة مميزة لكسب رضا الجمهور.

وقال محمد الصبحي إنّ القنوات الخاصة يمكن أن تقدم خدمة إعلاميّة متميزة للمشاهد والمستمع من خلال ما تقدمه من برامج متنوعة لخدمة المجتمع والمجال الإعلامي في السلطنة. وهناك أدوار كثيرة منوطة بهذه القنوات أهمها تقديم الأخبار والتثقيف والإرشاد والتوجيه والتفسير وتحليل الأحداث وإعطاء المعلومات الكافية التي تنمي وعي المجتمع، كما يجب عليها أن تبحث دائماً عن الأفكار الجديدة التي يبحث عنها المتلقي.

وأضاف الصبحي أنّ على هذه القنوات أن تعمل على ضخ كوادر إعلامية جديدة من الشباب من خلال إعطاء الفرصة لمن يمتلكون المواهب الإعلامية، خاصة وأنّ الساحة بها الكثير من المواهب التي تستحق أن تجد الفرصة حتى تثبت قدرتها في المجالات الإعلامية المختلفة، إضافة إلى أنّ وجود هذه القنوات يخلق منافسة يمكن أن تعود بالفائدة على تطور البرامج والمواد المقدمة مما يساهم في ارتفاع قيمة وقوة البرامج المعروضة.

قنوات خارج المنافسة

وقال عاصم بن عبدالله السليمي المهتم بمجال الإعلام إنّ الخدمة المتميزة الوحيدة التي تقدمها القنوات الخاصة العمانية خلال هذه الفترة أنّها تتيح المجال للفعاليات الشبابية والمجتمعية غير الرسمية أن تعرض عبر شاشاتها برامج لهذه الفعاليات وتهتم بها أكثر، وهذا الأمر يعد قيمة مضافة أو ميزة تقدمها هذه القنوات للمشاهد والمستمع. وأشار إلى أنّ الإذاعات الخاصة تقدم نفسها بصورة مختلفة من خلال طريقة عرضها لبرامجها والأفكار التي توصلها للمتلقي وأراها تقدم خدمة جيدة جداً للمتلقي ويمكن أن يستفيد منها الشاب، ويجب على المستثمرين في هذه القطاعات المهمة أن يفردوا مساحة أكبر للشباب العماني في مختلف مستويات الوظائف فهذا يعد دورا وطنيا ينبغي أن تقوم به مثل هذه المؤسسات، إضافة إلى الاستفادة من عقول وأفكار هذا الجيل من الشباب، كما يجب عليها أن تختار برامجها بعناية لتقدم للملتقي العام والعماني على وجه الخصوص ما يناسب ذائقته الفكرية والفنية.

وأضاف السليمي أنّ مساهمة هذه القنوات في الوقت الحالي بسيطة وذلك وفقاً لإمكانيتها ونأمل أن نراها تستقطب الشباب المختصين والموهوبين في هذا المجال حتى يشاركوا معها في وضع بصمه واضحة يستفيد منها الجميع، فالشباب العماني به كثير من المواهب الإعلاميّة ولابد أن يفسح لهم المجال حتى يقدموا إبداعاتهم. وعلى هذه المؤسسات الخاصة أن تقوم بدورها لاستيعابهم وتطويرهم وصناعة كوادر إعلاميّة قادرة أن تقود الإعلام العماني خلال الحقبة القادمة من الزمن. وأشار السليمي إلى أنّ مسألة المنافسة بين هذه القنوات غير حاضرة وتكاد تكون معدومة باعتبار أنها أنشئت بغرض تحقيق أهداف ربحية تجارية في المقام الأول؛ لذا لن تقدم ما يبهر المتلقي فنياً بالدرجة الأولى، ولابد أن يتم التركز على مسألة سياسات التي يمكن أن تقدم المادة الدسمة التي تخدم المجتمع ويحتاج إليها في حياته وذلك عن طريق طرح القضايا التى تهم المجتمع، كما أن عليها أن تفكر في الطرق المثلى للترويج لبرامجها، وكيفية الدخول للبيوت العمانية لتصبح القناة المفضلة الأولى لديهم، وفي الفترة الحالية قنواتنا التلفزيونية الخاصة تغرد خارج السرب فنياً وفكرياً، ويختلف الحال من الإذاعات العمانيّة الخاصة حيث إنّها أصبحت هي الأذن للمواطن العماني والصوت الذي يتحدث به عن همومه وآلامه.

تعليق عبر الفيس بوك