د. نور البوسعيدية: المرأة العربية الأكثر عُرضة للإصابة بـ"السكري".. وجهود توعوية حثيثة لتحجيم انتشار المرض

انتقدت العادات الخاطئة في التغذية الصحية واعتبرت "العولمة" فيروسا يهدِّد المناعة

مسقط - الرُّؤية

نظّم الاتحاد الدولي للسكري، مؤخرًا، المؤتمر العالمي الذي يقام كل سنتين والذي كان في كندا هذا العام، وذلك لمناقشة تأثيرات مرض السكري على المصابين وكيفية مواجهة المرض والحد من انتشاره، بمشاركة 18000 خبير ومختص حول العالم.. وقدمت د. نور البوسعيدية مديرة المركز الوطني للسكري والغدد الصماء رئيسة الجمعية العمانية للسكري -خلال المؤتمر- ورقة عمل حول تأثير السكري على المرأة في الشرق الأوسط.

وتركّزت محاور الورقة حول أسباب المرض، والعوامل التي تلعب دورًا في انتشاره؛ كالعادات والتقاليد الخاطئة، والحياة العصرية، مُسلِّطة الضوء على ضرورة رفع الوعي الصحي للمرأة العربية.

وقالت د. نور: إنّه لمن الملاحظ أنّ الحياة العصرية الحالية مليئة بالرفاهية، وهذه الرفاهية لها جوانبها السلبيّة على صحة الإنسان؛ بسبب قلة النشاط والحركة، وانتشار الطعام غير الصحي، والتدخين بمضاره المختلفة؛ لافتة إلى أنّ معظم الإحصائيات تشير إلى أنَّ مواطني الشرق الأوسط - خاصة دول مجلس التعاون- تتدنى نسبة النشاط بينهم؛ ففي السعودية مثلا 75% من النساء لا يتحركون. وفضلا عن ذلك، فإنّه لا يزال الوضع في الوطن العربي يُسجِّل اهتمامًا أكبر بالرجل أكثر من المرأة، وهذا نتيجة الموروثات الخاطئة التي تربينا عليها منذ القدم؛ فعلى سبيل المثال هناك صالات رياضية ومسابح وبرامج جميعها تركز على الرجل، فضلا عن أنّ المجتمع نوعا ما يدعم رياضة الرجل ويدعم حركته، كما أننا نفتقد في مخططات المدن لأماكن مخصصة لممارسة رياضة المشي.

وتابعت البوسعيدية بقولها: إنَّ المرأة العربية بشكل عام تُعاني من ارتفاع في نسبة السمنة وهذا واحد من أبرز الأسباب المسبِّبة للإصابة بالسكري؛ ففي مجتمعنا العربي تنجب أغلب النساء ما بين 4-5 أطفال في كثير من الأحيان، وفي كل حمل يزداد وزنها، وما بين الحمل والآخر لا يقل الوزن، وبحسب بعض الدراسات فإنّه وخلال 5 أو 6 مراحل حمل قد يزداد وزن المرأة 70 كيلوجرامًا. وأوضحت: على المرأة أن تعي أن الإصابة بالسكري تعد بوابة لأمراض أخرى قد تكون أشد وقعًا عليها؛ كأمراض القلب والحالة الجنسية وتسرب البول، الأمر الذي قد يخلق لديهن نوعًا من الكآبة وبعض الأمراض النفسية الأخرى؛ لذا وجب التنبه لمسببات هذا المرض، فكما يُقال: "الوقاية خير من العلاج".

وعقبت بقولها: إنّ واحدًا من أخطر مسببات السكري، انفتاحنا على العالم الخارجي، حتى أصبح الإنسان العربي لا يهتم بالأطعمة الصحية التي تُقدَّم في المنزل، بل بات الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمعلبة، وهذه واحدة من المشكلات التي نواجهها. وعطفا على ذلك، فإننا كمجتمع عربي، تتزايد لدينا الزيارات العائلية والمناسبات، ويكون الطعام هو محور هذه المناسبات، فلا يجتمع الناس معًا لعمل رياضات أو شيء، بل يجتمعون على المائدة، وهو مسبِّب آخر لزيادة السمنة، ومع قلة الحركة تزداد الأمراض.

ونوَّهت مديرة المركز الوطني للسكري والغدد الصماء رئيسة الجمعية العمانية للسكري، إلى أن الإنسان قد يمتلك شهادات تعليمية من جامعات مرموقة، إلا أنه مع بالغ الأسف لا يملك الوعي الصحي لتحصين نفسه وأسرته من مثل هذه الأمراض، وبالتالي فإنّ الحاجة باتت ماسة لزيادة الحلقات التوعوية والتعريفية بالمرض؛ من أجل الارتقاء بالوعي المجتمعي، خصوصًا وأن تزايد نسبة المصابين بالمرض تتنامى في أوساط المتعلمين بل وبعض المثقفين، فالإحصاءات المنشورة حول انتشار مرض السكري في أوساط مُجتمعنا العربي، تعدُّ مؤشرا خطيرا يستتبع بالضرورة تكاتف الجهود وتكامل الأدوار لتحجيم المرض والقضاء عليه.

وأوصت البوسعيدية بضرورة الالتزام بما يميزنا كمسلمين وهو الكتاب والسنة اللذين يحثان على الاعتدال في الأكل والشرب والحركة والحفاظ على النفس، كي لا نعاني من أي مشاكل صحية في المستقبل.

تعليق عبر الفيس بوك