"منتدى الرُّؤية" وروح التفاؤل

إيمان الحريبيَّة

يبحثُ الجميع عن الخطط والإستراتيجيات التي تُسهم في التنويع الاقتصادي في تطورات اقتصادية أليمة حلَّت بالاقتصاد الوطني، وجاءت نتيجة لبعض الأحداث التي يشهدها العالم، ونجم عن ذلك بعض الاضطرابات التي تتشاطرها أغلب دول العالم.

وتعوَّدت "الرُّؤية" في تخصصها الاقتصادي ومبادراتها الإعلامية اللامحدودة على أن تضع يدها على مثل هذه القضايا، وتبحث الحلول وتناقش الأسباب، وتفنِّدها وتعرض النتائج ضمن واحدة من أبرز مبادراتها المتمثلة في "منتدى الرُّؤية الاقتصادي"، والذي يتحضَّر في هذه الأيام ليزيح اللثام عن مكنوناته وأبزر محاوره وضيوفه في لقاء حواري سنوي يدخل عامه الخامس، ويستقطب الكثيرَ من أصحاب القرار والمختصين والخبراء والأكاديميين والمهتمين بالشأن الاقتصادي.

ولعلَّ أبرز ما يُمكن أن يطرحه منتدى الرُّؤية لهذا العام فسحة من الأمل وبريق إيجابي لحلول تُسهم في تنويع اقتصادي فاعل، والاستفادة من كافة المقومات لتحقيق هذه الغايات وبناء الكوادر البشرية التي تقود عجلة هذا التنويع بقدراتها وأفكارها البناءة التي تترجم تلك الرؤى والخطط إلى خارطة طريق عملية تحقق الغايات الوطنية.

... إنَّ استثمار المقومات والموارد المتوفرة لدى أي بلد يعتبر أحد الدعائم الرئيسية لبناء اقتصاد الوطني مستدام قادر على مواجهة أي تحديات تحيط به ويحقق بذلك قفزات اقتصادية منشودة لأبناء أي بلد إذا ما توفر التخطيط المنهجي الإستراتيجي الصحيح الذي يكفل تعظيم الفائدة من أي استثمار مباشر أو غير مباشر، ويضمن تواجد رؤوس الأمول المحلية ويولد فرص عمل متنوعة في المقام الأول؛ لذلك سيسلط المنتدى الضوء على عدد من المحاور النقاشية ويبحث مع المختصين والمهتمين وصناع القرار كيف يمكن أن نضع خارطة طريق تحقق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية بجانب مناقشة المساهمة في دعم القطاعات الخمسة الواعدة: (الصناعات التحويلية والثروة السمكية والسياحة والخدمات اللوجستية والنقل والتعدين) في دور تتكامل فيه الجهود والقطاعات، ويتم الدفع بتلك المشاريع لتسهم في تنويع مصادر الدخل، ويصاحب ذلك روح متفائلة بأن القادم أجمل وأن تكاتف الجميع هو الغاية المنشودة للوصول إلى النتائج والغايات.

ونقصد بالتكاتف في هذا المقام أن يكون للقطاع الخاص دور محوري، وأن يكون أكثر إقداما وتفاعلا مع خطط التنمية، وأن يقتحم مجالات الاستثمار المختلفة؛ فالرُّؤية الحكيمة لقائد البلاد المفدى -أبقاه الله- ترى أنَّ القطاع الخاص شريكٌ ولم تخفِ هذه الرؤية السامية غبطتها وسرورها لما قدم هذا القطاع حيث عبر جلالته عن ذلك في كلمته السامية بافتتاح دور الانعقاد السنوي لمجلس عمان في العام 2005 قائلا: "وهنا نود أن نؤكد مجددا أنه لكي تتحقق آمالنا وطموحاتنا، وتنجح خططنا وبرامجنا، فلا بد من التعاون بين المواطنين كافة، وفي مقدمتهم القطاع الخاص، وبين الحكومة بمختلف أجهزتها وإدارتها، على تنفيذ الخطط والبرامج المستقبلية، بروح من المسؤولية والإدراك والوعي بأن هذا التعاون ثمرته مزيد من التقدم والرقي، والنمو والازدهار".

نعم.. فمصير هذه الشراكة بالتأكيد المزيد من التقدم والتنمية والانتاجية بوتيرة أكثر تسارعا تعزز من هذه النهضة العظيمة التي بنيت على أكتاف أجيال عمانية متعاقبة شمَّرت عن سواعد الجد وبنوا معا عمان الحاضر والمستقبل تلك الأم الرؤوم التي تحب كل أبنائها.

وعودٌ على "منتدى الرُّؤية الاقتصادي" المرتقب، فإننا نعول عليه ومن فيه من مشاركين أن يضغوا التشخيص المناسب للمرحلة، وأن يخرجوا بأفضل الحلول واللمسات التي نأمل أيضا أن تجد طريقها لصناع القرار.

وختاما؛ يحملُ المنتدى في هذا العام روحا متفائلة بأن القادم هو وعي أكبر بالمسؤولية المشتركة، وأنَّ التحديات والمحن تتحول إلى منح وفرص، وتترجم لعمل وطني مخلص إن شاء الله تعالى.

تعليق عبر الفيس بوك