مفاتيح النجاح لبلوغ ريادة الأعمال (1)

ذياب بن محمد الوعل *

منذ بداية التسعينات أصبح العصر هو عصر رواد الأعمال؛ حيث اهتمت المؤسسات التعليمية والمنظمات الحكومية وشركات الأعمال والمجتمع ككل بريادة الأعمال.

وقد انتشرتْ أبحاث ودراسات مستفيضة في هذا المجال، وكلها تؤكد أهميتها للاقتصاد الوطني. وقد حصلت على ثلاث فرص تطوع وإشراف على شركات طلابية منتمية لجامعة السلطان قابوس خلال الأعوام 2013-2016م، والمشاركة في مسابقة "شركتي" التي ترعاها وتنظمها مؤسسة إنجاز عمان، بالتعاون مع إنجاز العرب. ودائمًا ما أنصح طلابي الذين أشرف عليهم بأن تكون شخصيتهم ورغبتهم في أن يكونوا من رواد الأعمال كبداية لمشوار الألف ميل الذي لن تخلو منه العراقيل، ولن يكون الطريق مملوءا بالورود كما يتخيلها البعض قبل البداية في غمار ريادة الأعمال. كما أنصح طلابي دائماً بتحصين أنفسهم بشكل جيد؛ لأنهم على وشك أن يواجهوا سيلا جارفا لا ينتهي من النصائح من المؤسسين والمستثمرين والأصدقاء والعائلة، وكل من يخطر على بالهم، وكل واحد منهم سيحاول أن يعِظهم حول أفضل الطرق لبناء شركتهم الخاصة بهم؛ الأمر الذي قد يكون محيِّراً وسلبياً بالنسبة لهم، وإن كان عن حُسن نية. فقد تعلمت أنا أيضاً مع طلابي كيف يمكننا أن نفرّق بين النصائح الذهبية ونظيراتها الرثّة.

مفاتيح الرائد الناجح.. من وجهة نظري تتمثل فيما يلي:

- عَلِّمْ نفسك: أكبر حافز ودافع لرواد الأعمال الجدد هو أن يتحدُّوا أنفُسَهُم، وذلك من خلال التعامل مع الحياة على أنها مرحلة طويلة من التعليم الجامعي، الذي يتعلَّم فيه المرء شيئًا جديدًا كل يوم. كذلك الحياة!

- ابدأ بما تُحب: ليس هناك شك في أن الخوض داخل ريادة الأعمال وإنشاء مشاريع صغيرة ناجحة عملية تستغرق وقتًا طويلًا؛ وبالتالي وكي تشعر بالسعادة في عملك دون كلل أو ملل، أن يندرج مشروعك داخل إطار تألفه وتحبه من الأعمال والأفكار والمهام.

- خاطر.. وغامر: اعلم أنك لن تدري كيف ستأتي ثمارك ونتائج جهدك إلا عندما تبدأ؛ لذا لا تخاف من الفشل. وإن لم تفعل؛ ستندم! وندمك على عدم البدء مُبكرًا أكبر بكثير من ندمك على أخطائك التي قد تتعرض لها بعد البدء. تأمّلها جيدًا!

- ثق بنفسك: هناك عبارة تقول "سواء اعتقدت أنك قادر على البدء أو اعتقدت أنك لا تقدر؛ فأنت على حق". ثق بأنك قادر على النجاح -بإذن الله تعالى- وستجد دلائل وإشارات من خلال العقبات توجّهك إلى الطريق الصحيح. أمَّا إذا اعتقدت أنك غير قادر على ذلك؛ ستجد أن غاية ما يمكنك فعله هو اختلاق الأعذار/والتبريرات فحسب.

- نمِّ الرؤية الصائبة بداخلك: رائد الأعمال هو شخص لديه رؤية لشيء ما ورغبة قوية في إنشائه. حافظ على امتلاك تلك البصيرة بداخلك، واجعلها واضحة أمامك في كل وقت وحين.

- ابحث عن أشباهك: الشخص الذي يُجاورك في الحياة لا بُدّ أن يؤثّر عليك لا محالة. لذلك، فإن أسرع طريقة لتغيير نفسك هي أن تبدأ في مجاورة أولئك الذين ترغب في أن تصبح مثلهم.

- واجه مخاوفك: ليس من السهل أن تهزم الخوف، لكنه أمر عليك تحقيقه! ضع في اعتبارك أن مخاوفك تنمو مثل نمو العضلات: كلما واصلت مُمَارستها؛ أصبحت أقوى.

- بادر: العالم مليء بالأفكار الجيدة، إلا أن النجاح يأتي من خلال المُبادرة والشروع في العمل. إن أسهل طريقة لبدء أمر ما هي التوقف عن مجرد الحديث عنه والبدء بأول خطوة لتحقيقه. وهذا ينطبق على نجاحك أيضًا.

- استثمر وقتك: لا أحد ينجح على الفور؛ فالجميع كانوا مبتدئين في يومٍ من الأيام. فإذا امتلكت فكرة جيدة، فأول ما عليك تذكّره أن معظم الناجحين لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه بين عشية وضحاها، وأن النجاح يستغرق وقتًا طويلًا ليحدث. لذا، لا تَخَف من استثمار أكبر كمّ من وقتك في مشروعك/شركتك الناشئة.

- طاقتك قبل وقتك: هل المشكلة في إدارة وقتك أم إدارة طاقتك؟ ربما تشعر بالإجهاد في مدة قصيرة خلال أداء مهامك اليومية.. تعلّم كيفية الحدّ من طاقتك فيما تقوم به من أعمال، وبعبارة أخرى: اعمل بذكاء.

- أنشئ فريق عمل كبيرا: من الصعب والنادر جدًّا أن ينجح المرء في العمل وحده، ومن يظن أنه قادر على ذلك سيفقد الكثير من الوقت والجهد طيلة الوقت الذي يظن فيه هذا الاعتقاد. أنشئ فريق عمل كبيرا لتعزيز فُرَص نجاحك.

- وظِّف المتخصصين: خلال إنشائك وتجميعك لفريق عملك، عليك أن توظّف من لديه المهارة والقدرة على إعطاء مشروعك/شركتك قيمة فيما بعد. فمن المعلوم أنه بإمكانك تدريبهم على المهارات، لكن ربما لا يمنحون شركتك القيمة التي ترجوها بعد كل ذلك.

- خَطط لزيادة رأسمالك: يكاد يكون من الصعب -بل من الأكثر صعوبة- أن تزيد رأس مالك، ولأن الأمر يستغرق وقتًا أطول مما تعتقد؛ عليك أن تخطط لذلك من الآن.

- حَدِّد أهدافك: كلما وضعت هدفك نُصب عينيك كل يوم؛ ضمنت أنك تمضي خطوة تجاهه كل يوم. ولهذا، حدد أهدافك واكتبها، وتذكرها يوميًا.

... وسنكمل بقية مفاتيح نجاح رائد الأعمال في العدد المقبل.

* إخصائي تعاون دولي بمكتب التعاون الدولي

تعليق عبر الفيس بوك