18 ورقة عمل تسلط الضوء على مخاطر وسلبيات الإشاعة مع انطلاق أعمال مؤتمر عمان الثاني للعلاقات العامة

5 محاور رئيسية ومتحدثون من مختلف الجهات يستعرضون تحديات مصداقية الخبر

< المرهون: الخطاب الإعلامي مرآة المستوى الحضاري والثقافي بالمجتمع

< المطاعني: تعيين متحدث رسمي للمؤسسات الحكومية والخاصة يسهم في القضاء على الشائعات

< الطائي: الشائعات جيل جديد من الحرب النفسية تنسف المكتسبات الوطنية

< الحسن: فيروس الشائعات يستفحل ومخاطر ترويجها تهدم المجتمعات

< الصالحي: 200 قضية سلامة معلوماتية على شبكات التواصل الاجتماعي العام الماضي

رَعَى مَعَالي الشيخ خالد بن عُمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية، افتتاحَ مؤتمر عمان الثاني للعلاقات العامة، بعنوان "الإشاعة والإعلام"، والذي انطلق أمس، بمشاركة واسعة من الخبراء والمهتمين بالإعلام، وقد تمَّ استعراض 18 ورقة عمل.

وافتتح المؤتمر بحضور أصحاب المعالي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والأكاديميين، ولفيف من الإعلاميين بمختلف وسائل الإعلام في السلطنة، وتنظِّم المؤتمر مؤسسة المستقبل لتنظيم المؤتمرات والدعاية والإعلان؛ وذلك بقاعة صور بفندق هوليداي إن-مسقط.

الرُّؤية - خالد الخوالدي- سَيْف المعمري

وقال مَعَالي الشيخ وزير الخدمة المدنية: إنَّ الخطابَ الإعلاميَّ يعكس المستوى الحضاري والثقافي لأي مجتمع، ويُرسخ الثوابت والقيم الوطنية لأبنائه، مؤكدا أنه بفضل الفكر السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- يُكرس الخطاب الإعلامي العُماني المسؤولية الوطنية التي يتحلى بها أبناء السلطنة، ويتسم بالاتزان والاعتدال في نقل الأخبار والأحداث، والتفاعل معها دون تهويل أو مبالغات. وأشار معاليه إلى أهمية إقامة هذا المؤتمر في ضوء عظم الدور الذي تمارسه مختلف وسائل الإعلام في نقل الأحداث وإبراز الصورة الصحيحة لها. مشيرا إلى أنَّ الكلمة أمانة، خاصة في ضوء سرعة انتشار الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتفاعل مختلف أطياف المجتمع معها عبر هذه الوسائل. وأوضح أنَّ المؤتمر يسلط الضوء على سبل ترسيخ ثقافة المصداقية والبعد عن الإشاعات وتعزيز المسؤولية الوطنية في تغطية ونقل الأخبار والأحداث، ومواجهة التحديات التي تكتنف ذلك، عبر العديد من أوراق العمل التي تبحث في هذا الجانب، والتي سيقدمها نخبة من المسؤولين والأكاديميين والخبراء والمختصين ممن لهم دراسات وتجارب عملية في هذا الشأن. وأعرب معاليه عن أمله في أن يتمخض هذا المؤتمر عن توصيات تحقق النتائج المرجوة منه، بما يخدم المسيرة الإعلامية في السلطنة.

برنامج الافتتاح

وتضمَّن برنامج الافتتاح كلمة ألقاها علي بن راشد المطاعني أمين عام المؤتمر؛ تطرق فيها إلى ماهية الشائعات والضوابط الشرعية لدحض الشائعات في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. واستعرض المطاعني الهدف من إقامة المؤتمر، إضافة إلى نماذج من الشائعات التي تنتشر في السلطنة وتأثيراتها السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، كما استشهد بأمثلة على تأثير الشائعات على الاقتصاد العُماني وتأثيره على أشغال المجتمع وتوجيههم إلى بذل مزيد من الأوقات وراء الشائعات. وأوضح المطاعني -في كلمته- أنَّ المؤتمر يسلط الضوء على الأثر الذي تحدثه الشائعات في المجتمع وتأثيراتها السلبية ولتبصير المجتمع وأصحاب الشأن بأهمية التعاضد من أجل دحض الشائعات، وأهمية إيجاد متحدث رسمي للمؤسسات الحكومية والخاصة لتنفي ما يتبادل من شائعات، وأيضا حث المؤسسات المسؤولة على ضرورة بث الوعي المجتمعي وتبصير جميع شرائحه بسلبيات الشائعات وأهمية إيجاد أنظمة تشريعية وقانونية لردع المخالفين والمروجين للشائعات.

الحرب النفسية

من جهته، ألقى المكرَّم حاتم بن حمد بن عيسى الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرُّؤية، كلمة عن الشائعات وخطورتها على المجتمع والمؤسسات في الدولة. منوها بأنَّ الإشاعة ليست وليدة اليوم إذ إنها ليست جديدة، بل استخدمت منذ القدم للحرب النفسية، وفي عصرنا هذا زادت الإشاعة في تعزيز الحرب النفسية؛ حيث تدمر الشعوب والمكتسبات الوطنية. وأشار المكرَّم حاتم الطائي إلى أنَّ الإشاعة تعيش في هذه الآونة عصرها الذهبي مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تُسهم في نشر الإشاعة كالنار في الهشيم؛ حيث تُستخدم وسائل التواصل للأسف استخداما سيئا، كما تتسبَّب الإشاعة في إضعاف الروح المعنوية لدى المواطنين من خلال انتشارها الكبير، مشيرا إلى أن أغلب الإشاعات بها جلد للذات، داعيا المراكز الخاصة بالدراسات العلمية والجامعات والكليات لرصد مثل هذه الإشكالية.

واستشهدَ المكرَّم حاتم الطائي بآخر شائعة انتشرت، وهي ما تردَّد عن تشقق جسر الخوض والتي تسببت في إشكالية كبيرة وبث الرعب والهلع نفوس السكان؛ حيث بادر كل شخص في إضافة كلام آخر للإشاعة، داعيا كل فرد إلى التواصل مع الجهات المختصة في مثل هذه الأمور، خاصة مع وجود خطوط ساخنة للكثير من المؤسسات. ونوَّه الطائي إلى عدم المساهمة في نشر الإشاعات وعدم تضييع الوقت في أمور تافهة، ودعا إلى تعيين متحدث رسمي لدى المؤسسات والشركات، وتفعيل حسابات المؤسسات الحكومية والمسؤولين على وسائل التواصل الاجتماعي، وتنمية الشعور بالمسؤولية لدى المواطن فهو حارس التنمية الذي لابد أن يكون لديه الوعي الكامل بما يحمي السفينة العمانية من الغرق.

التبادل المعرفي

ومن ثمَّ ألقى حسن الحسن رئيس الجمعية الدولية للعلاقات العامة (فرع الخليج)، كلمة، تحدث فيها قائلا: "إن وجودي معكم تمثيلا لزملائي في الجمعية الدولية للعلاقات العامة (فرع الخليج) يأتي ليحمل معه ما أخذته الجمعية على عاتقها من دور لتأسيس منصات علمية للالتقاء مع المتمرسين في هذه المهنة السهلة والممتنعة وفق مفهوم التبادل المعرفي، وهو ما تمثله البرامج التدريبية والمؤتمرات والملتقيات والندوات وكافة الأنشطة على جدول أعمال الجمعية الدولية للعلاقات العامة التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية العلاقات العامة وصقل المهارات لدى ممارسي المهنة".

وأوْضَح رئيس الجمعية الدولية للعلاقات العامة أنَّ الجمعية قامت بتنظيم عدة ورش عمل ومؤتمرات خلال الأشهر الماضية كبرنامج بناء إدارة الإعلام الجديد في المنظمات ولقاء أوبرا الشهري "الإعلام والأرقام"، ولقاء الديوانية أوبرا لمناقشة صناعة القيمة في تويتر ودورة إستراتيجيات بناء الصورة الذهنية وإدارة السمعة، إضافة إلى منتدى المسؤولية الاجتماعية في الأندية الرياضية. وأضاف الحسن بأنَّ الجمعية بصدد تنظيم ورش العمل وفعاليات تدريبية في مجال العلاقات العامة والإعلام في كافة دول الخليج، إضافة إلى المؤتمر الدولي للجمعية الذي سيعقد بإمارة دبي أكتوبر المقبل. وأشار الحسن إلى أنَّ مؤتمر عُمان الثاني للعلاقات العامة يسلط الضوء على أهم التحديات التي تتطلب من مسؤولي العلاقات العامة نقاشها ودراستها وبحث أفضل السبل ليس فقط في التصدي لها بل تفاديها والحد من انتشارها، وتكمُن قدرة العلاقات العامة في التصدي والتعامل مع الشائعات حيث تتطلب مهنة العلاقات العامة بالجاهزية والاستباقية في التصدي للتحديات التي تواجه المؤسسات في جميع القطاعات.

وأوْضَح رئيس الجمعية الدولية للعلاقات العامة أنَّ سلاح وفيروس الشائعات ليس وليد الحاضر، ولطالما تم استغلاله في الحروب السياسية والاقتصادية وكذلك الشخصية؛ إلا أنَّ خطورته تعاظمت في الوقت الحاضر؛ وذلك لسرعة انتقال الشائعات وانتشارها بين مختلف الجماعات والدول واللغات بسرعة فائقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وشبكات الإنترنت في عالم الفضاء المفتوح وعلى مدار الساعة. وأضاف الحسن بأنَّ هذا العصر الجديد من الإعلام ووسائله وأدواته خلطت الأوراق ورفعت سقف التحدي في العلاقات العامة وأصبحت الإشاعة إحدى الوسائل والأسلحة المستخدمة في المنافسة والحروب الباردة وكذلك الحامية، ولم يعِ المتلقي ما هو الخبر والرأي والإشاعة، فكلها ينقلها تويتر بتغريده يصعب التحقق منها.

تفشِّي الشائعات

وأشار حسن الحسن إلى أنَّ من أسباب تفشي الشائعة وتمكنها في المؤسسات هو انعدام الشفافية وقلة التواصل الفعال مع الجمهور المستهدف؛ مما يُشكل بيئة خصبة لبعث الشائعات وانتشارها، ودعا الحسن جميع المؤسسات في مختلف القطاعات والمهنيين في إدارة العلاقات العامة والاتصال والتشبث بقيم المهنة ومبادئها بفتح قنوات الاتصال الداخلي في المؤسسات والخارجي مع الجمهور المستهدف وجميع وسائل الاتصال القديم والجديد خصوصا، وممارسة الشفافية كمبدأ.

إلى ذلك، تمَّ تقديم عرض مرئي استعرض انتشار الشائعات في السلطنة والآثار المترتبة عليها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

واستعرضَ المهندس بدر بن علي الصالحي مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات، والتي عرَّج فيها على مفهوم الإشاعة وتأثيرها على الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية ونحوها. وأبرز الصالحي العوامل التي ساهمت فيها وسائل التواصل الاجتماعي في تنامي الشائعات، موضحا أن عدد سكان العالم يتجاوز الـ7 مليارات نسمة بينهم 3 مليارات مستخدم للإنترنت فعال ونشط، وهو ما يعادل 42% من سكان العالم، وأن 2.1 مليار مستخدم يمتلك حسابا على شبكات التواصل الاجتماعي، و3.65 مليار من مستخدمي الهاتف المحمول يستخدمون هواتفهم المحمولة والأجهزة اللوحية للدخول على الانترنت، وأن 1.7 مليار مستخدم لديه حساب نشط على شبكات التواصل الاجتماعي.

واستعرض الصالحي عددَ مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في العالم؛ حيث إنَّ هناك 1.4 مليار مستخدم لشبكة فيسبوك وهم يمثلون 47% من مستخدمي شبكة الإنترنت، بينما هناك 284 مليون مستخدم فعال للتويتر، و88% من مستخدمي تويتر يستخدمونه عبر الهاتف النقال وإن هناك 500 مليون تغريدة يوميا، و300 مليون مستخدم للإنستجرام ويتداول عبره 70 مليون صورة ومقطع مرئي يوميا، وإن هناك 100 ساعة فيديو ترفع كل دقيقة في اليوتيوب و6 مليارات ساعة تشاهد كل شهر في اليوتيوب، وإن هناك 639 مليون مستخدم للفايبر و600 مليون مستخدم للواتساب و100 مليون مستخدم للسناب شات في العالم بينهم 70% من النساء.

وأكَّد الصالحي أنَّ المركز الوطني للسلامة المعلوماتية رصد خلال 2014 عددا من قضايا شبكات التواصل الاجتماعي في السلطنة؛ حيث بلغت 126 قضية 60% للمؤسسات الحكومية و40% للأفراد، وفي العام 2015م بلغ عدد القضايا 200 قضية 60% للأفراد و40% للمؤسسات .

الجلسة الأولى

وتمحورتْ الجلسة الأولى حول الإشاعة وأبعادها الأمنية والقانونية والإعلامية والاقتصادية؛ حيث أدارتْ الجلسة الإعلامية مديحة السليمانية، وتحدث فيها الدكتور علي بن عبدالله الكلباني العميد المتقاعد وعضو سابق بمجلس الدولة والهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى للتعاون حول الإشاعة وأبعادها الأمنية وكيفية مواجهتها وضبط مرتكبيها. وقدَّم سعادة الدكتور محمد الزدجالي رئيس اللجنة القانونية والتشريعية بمجلس الشورى في ورقة بعنوان "كيف نواجه الإشاعة بالقانون؟"، وقدم الدكتور محمد المشيخي رئيس قسم الاعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس ورقة بعنوان: "إستراتيجية معالجة الإشاعة"، فيما قدم الإعلامي الخبير الاقتصادي أحمد بن عبدالكريم الهوتي ورقة بعنوان: "الإشاعة من المنظور الاقتصادي".

وجاءت الجلسة الثانية بعنوان: "مجلسا الدولة والشورى في مواجهة الإشاعة"، وأدارتها الإعلامية أمل الجهورية، وقدَّم المكرم الدكتور أحمد بن علي المشيخي رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الدولة وأستاذ السياسات الاتصالية المساعد بجامعة السلطان قابوس ورقة بعنوان: "السياسات الاتصالية والحد من الاشاعة"، كما قدم سعادة حمودة بن محمد الحرسوسي رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشورى ورقة بعنوان: "جهود مجلس الشورى للحد من تأثير الاشاعة".

ومن المقرَّر أن تتواصل جلسات المؤتمر صباح اليوم، وستتمحور الجلسة الأولى حول دور الجهات الحكومية والأهلية في سلطنة عُمان والسبل المتاحة لمواجهة الإشاعة بالسلطنة، فيما ستتمحور الجلسة الثانية حول الإشاعة وأثرها على الإعلام والمجتمع، بينما ستتمحور الجلسة الثالثة حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الإشاعة ومواجهتها.

تعليق عبر الفيس بوك