يوهان كرويف.. الأسطورة الهولنديّة ورائد "الكرة الشاملة" يرحل عن عالمنا بعد مسيرة حافلة

الرؤية - أحمد السلماني

رحل عن عالمنا الأسطورة الهولندية يوهان كرويف عن 69 عامًا بعد صراع مع مرض سرطان الرئة الذي يرجح مقربون منه أنه نتاج خبيث لعادة التدخين للنجم الهولندي الكبير والذي ينسب له التجسيد الحقيقي لمفهوم الكرة الشاملة.

فبفضل رؤيته تمكن وزملاؤه في ناديه الأصلي آياكس أمستردام من التربع على عرش الكرة الأوروبية ثلاث سنوات متتالية في الأعوام (1971 و1972 و1973)، وفاز معه ببطولة هولندا 9 مرات وبالكأس المحلية 4 مرات وسجل في صفوفه 215 هدفاً في 307 مباريات، قبل أن ينتقل إلى برشلونة مقابل مبلغ خيالي في 25 أكتوبر 1973. وارتدى الجناحُ الهولندي الطائر قميصَ برشلونة في الفترة من 1973 إلى 1978، وسجل له 48 هدفاً في 140 مباراة. ثم انتقل في نهاية مسيرته إلى فريق واشنطن ديبلوماتس في الدوري الأمريكي الشمالي لكرة القدم، وسجل في صفوفه 25 هدفاً في 53 مباراة في سنة ونصف السنة.

وعاد كرويف إلى أياكس عام 1981 ومن ثم بدأ مسيرته التدريبية في فريقه وأحرز في أوّل موسم مع أياكس كأس هولندا ليقوده إلى المشاركة في مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية، التي توِّج بطلاً لها على حساب لوكوموتيف لايبزيج الألماني الشرقي سابقاً بهدف سجّله خليفته المهاجم ماركو فان باستن.

وقد يتفاجأ الكثير بأنّ ما يتم تداوله من أن كرويف هو مخترع الكرة الشاملة عار عن الصحة بل إنّ المحللين والخبراء تحدثوا عن أنه أفضل من أدى وعمل بهذا الأسلوب ليبتدع الأسلوب السهل الممتنع، وهو أخذ الكرة وتسليمها وتجنب الاحتفاظ بالكرة بعد أن تطورت الأساليب الدفاعية خاصة لدى الإيطاليين والألمان.

وكرة القدم الشاملة مصطلح يطلق على نظرية تكتيكية تنص على أن أي لاعب في الملعب (باستثناء حارس المرمى) يستطيع إشغال مركز لاعب آخر من نفس الفريق. كانت في ذروتها مع فريق أياكس أمستردام بين الأعوام 1969-1973، وتمّ استخدامها من قبل المنتخب الهولندي في كأس العالم 1974. ويعود الفضل في إنشاء هذه النظرية إلى مدرب هولندي شهير يدعى رينوس ميخلز والذي كان يدرّب فريق أياكس أمستردام والمنتخب الهولندي في ذاك الوقت. في الكرة الشاملة إذا غيّر أحد اللاعبين مركزه، يتم تغطية مركزه السابق من قبل لاعب آخر من نفس الفريق.

وعلى الرغم من أنّ كرويف لم يلعب كرأس حربة، الا أنّه كان يتجوّل كثيرًا في الملعب. كان يظهر في أي مكان بإمكانه فيه إحداث الضرر للفريق المقابل. هذا أدى لظهور الحاجة بتعيين نظام فعّال مثل الكرة الشاملة. زملاء كرويف في الملعب كيّفوا أنفسهم بمرونة مع تحركاته، كانوا يغيرون مراكزهم بانتظام بحيث لا يبقى أي دور تكتيكي في الملعب دون أن يشغله أحد. موضوع المساحة وخلقها كان جوهريا في نظرية الكرة الشاملة.

وحمل كرويف معه هذا الأسلوب الكروي وطوره إلى أسلوب "التيكي تاكا" والذي يحمل جذوره من الكرة الشاملة. وتطور الأسلوب الذي رسّخه يوهان كرويف في فترته التدريبية مع فريق برشلونة الإسباني بين الأعوام 1988- 1996 إلى وقتنا الحاضر وأصبح يسمى بالتيكي تاكا. هذا النظام المطوّر تم استخدامه مؤخرًا من قبل فريق برشلونة بقيادة المدرب بيب جوارديولا، بالإضافة إلى المنتخب الإسباني الفائز بكأس الأمم الأوروبية 2008 بقيادة المدرب لويس أراجونيس، وكأس العالم 2010 وكأس الأمم الأوروبية 2012 بقيادة المدرب فيسنتي ديل بوسكي.

تعليق عبر الفيس بوك