قوات الحكومة السورية تواصل التقدم في مدينة تدمر بعد السيطرة على القلعة

بيروت - رويترز

قالتْ وسائل الإعلام الرسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إنَّ قوات الحكومة السورية واصلت أمس التقدُّم في مدينة تدمر من عدة محاور تحت غطاء قصف جوي ومدفعي، وأظهرت لقطات بث تليفزيوني حي سلسلة انفجارات داخل المدينة. ووصف المرصد الهجوم بأنه الأعنف منذ بدأ الجيش السوري ومقاتلي الجماعات المتحالفة معه حملة لاستعادة المدينة من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية قبل ثلاثة أسابيع. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الجنود السوريين والفصائل المتحالفة معهم سيطروا على نحو ثلث المدينة من ناحية الغرب والشمال أساسا بما في ذلك أجزاء من مناطق أثرية من العصر الروماني. وأضاف أن الجنود يقاتلون أيضا على جبهة جنوبية.

وذكر التليفزيون السوري الرسمي أن الجيش يتقدم داخل تدمر وسيطر على عدة أحياء. وأظهرت لقطات تليفزيونية من منحدرات محيطة بقلعة من القرون الوسطى سيطر الجيش عليها يوم الجمعة وتطل على المدينة دبابات وعربات مدرعة تطلق نيرانها نحو المدينة.

وتظهر اللقطات موجة من الانفجارات أصابت مباني ودخانا يتصاعد من مواقع كثيرة. وفي وقت سابق قال المرصد السوري إن مسلحي الدولة الإسلامية شنوا هجمات مضادة على الجنود الذين يتقدمون في المدينة شملت تفجير سيارات ملغومة. واستعادة تدمر التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في مايو الماضي ستكون أكبر تراجع للتنظيم في سوريا منذ التدخل الروسي الذي حول دفة الصراع لصالح الرئيس بشار الأسد. ولا يشمل اتفاق وقف الأعمال القتالية تنظيم الدولة الإسلامية ولا جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا. وأدى الاتفاق الساري منذ شهر إلى هدوء القتال بين الحكومة ومسلحي المعارضة الذين يقاتلون الأسد في غرب سوريا.

وسمحت الهدنة المحدودة باستئناف محادثات السلام في جنيف. لكن التقدم كان بطيئا بسبب الخلاف بين الحكومة ومعارضيها حول شروط الانتقال السياسي وما إن كان سيشمل تخلي الأسد عن السلطة. وقللت روسيا من وجودها العسكري في سوريا لكنها دعمت بقوة الهجوم على تدمر ونفذت عشرات الضربات الجوية الأسبوع الماضي واعترفت بأن ضابطا من القوات الخاصة الروسية قتل في المعارك قرب المدينة.

ووفقا لتعداد سكاني أُجري في المدينة قبل أكثر من عشر سنوات يبلغ عدد سكان تدمر 50 ألفا. وزاد هذا العدد بشكل كبير جراء تدفق النازحين الذين شردهم الصراع السوري الذي اندلع عام 2011 وإن كان معظمهم فر عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة. ومن شأن استعادة الجيش السوري للمدينة أن تفتح شرق سوريا أمام الجيش حيث يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على معظم أنحاء محافظتي دير الزور والرقة.

وقال جندي للتليفزيون السوري من عند القلعة المطلة على آثار في المدينة "تواصل قواتنا الباسلة التقدم من أجل تحرير كل شبر من أرض الوطن الطاهر". وكان مقاتلو الدولة الإسلامية قد فجروا في أغسطس معبدي بل وبعل شمين الأثريين ووصفت الأمم المتحدة تدميرهما بأنه جريمة حرب. وأوضحت تغطية تليفزيونية بثت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية من على أطراف تدمر بعض الهياكل والأعمدة الشهيرة التي ما زالت قائمة وإن كان يستحيل تقييم حجم الضرر. وقال مسؤولون سوريون العام الماضي إنهم نقلوا المئات من التماثيل الأثرية إلى أماكن آمنة قبل أن يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة.

تعليق عبر الفيس بوك