انطلاق اللقاء التشاوري للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي بصلالة

بن علوي يعرب عن ثقته في تجاوز ليبيا للأوضاع الراهنة

< أرحومة: ممتنون للسلطنة على استضافة اللقاء وتهيئة بيئة مناسبة للتشاور والحوار

صلالة - إيمان الحريبيَّة - العُمانيَّة

بدأ، أمس، بمدينة صلالة، اللقاء التشاوري للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي، الذي تستضيفه السلطنة برعاية الأمم المتحدة، ويستمر عدَّة أيام.

وألقى مَعَالي يُوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، كلمة في افتتاح اللقاء التشاوري للهيئة التأسيسية؛ رحَّب فيها بأعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي.. ناقلا تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لأعضاء الهيئة التأسيسية، وتمنياته لهم بالنجاح والتوفيق وتحقيق الأهداف المرجوة.

وأكَّد مَعَاليه على أهمية هذا اللقاء التشاوري للهيئة التأسيسية الليبية من أجل التلاحم والتضامن والمودة والتسامح. مشيرا إلى ضرورة فتح أبواب الأعذار بين الأطراف الليبية وفتح باب الخير.. وأوْضَح مَعَاليه أنَّ وضع الدستور الليبي سيجد قبولا وترحيبا من جميع الليبيين، وأنَّ الشعب الليبي قادر على أن ينتصر على كل الأخطار.

وأعْرَب مَعَالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية عن ثقته بتجاوز ليبيا للأوضاع الراهنة. مبينا أنَّ الأمم لا تُبنى بالنزاعات وإنما بالتسامح، وأنَّ الوطن يتسع للجميع رغم الاختلافات. مشيراً إلى أهمية اللقاء التشاوري لكتابة التاريخ وإعطاء كل ذي حق حقه دون التدخل من قريب أو بعيد، وهو مفترق طرق بعيدا عن الفتن والنزاعات.

من جانبه، ألقى مَعَالي الدكتور الجيلاني عبد السلام أرحومة رئيس الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي، كلمة؛ أعرب فيها عن شكره وتقديره للسلطنة على استضافتها لأعمال اللقاء التشاوري للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي؛ من خلال توفير وتهيئة بيئة مناسبة للتشاور والحوار بين أعضاء الهيئة للوصول إلى اتفاق حول مواضيع مختلفة في مشروع الدستور الذي ينتظره الشعب الليبي.

وأشار معاليه إلى صعوبة صياغة الدساتير بوجه عام، وصعوبة ذلك بوجه خاص في دولة لم تستقر بعد. مبينا أنَّ الهيئة التأسيسية الليبية أوْكَلت مُهمَّة صياغة وإعداد الدستور المكوَّن من 220 مادة تحتاج لتوافقات بين الأعضاء وهي منتخبة من قبل الشعب الليبي. موضحاً بأنَّ الهيئة ستعرض ما توصلت إليه على الشعب الليبي في استفتاء عام، ولا يعتبر نافذاً إلا بعد إقراره بالاستفتاء الشعبي.

وقال مَعَالي الدكتور الجيلاني إنَّ الهيئة التأسيسية الليبية بذلت الجهد الكثير من أجل التواصل مع الليبيين ومعرفه آرائهم ومقترحاتهم حول مشروع الدستور الليبي الجديد لكي يصدر معبرا عن آرائهم ويلبي طموحاتهم.

كما ألقى سعادة مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، كلمة؛ أعرب فيها عن شكره لاستضافة السلطنة اللقاء التشاوري للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي. مشيرا إلى أهمية الهيئة التأسيسية المنبثقة من مختلف مناطق ليبيا في صياغة دستور يلبي طموحات الليبيين. وأشار كوبلر إلى أنَّ مهمة الأمم المتحدة في ليبيا هي عدم التدخل في المسائل السياسية وهدفها المساعدة في تقديم المشورة الفنية والتقنية فقط، مبينا ضرورة تطبيق مبادئ الأمم المتحدة والاهتمام بالأقليات والضعفاء والنساء. معربا عن أمله في إحلال السلام والتلاحم وتوحيد ليبيا وعودة الاستقرار وبناء الدولة الليبية.

من جانبه، ألقى دولة جاكايا كيكويتي المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا، كلمة؛ أعرب فيها عن امتنانه وتقديره للسلطنة على استضافتها اللقاء التشاوري للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي. مشيرا إلى أهمية ومسؤولية أعضاء الهيئة التأسيسية الليبية في تحقيق آمال وتطلعات الشعب الليبي.

وقال المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا: إنَّ الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والسلطنة...وغيرها من البلدان، يسعون لتقديم الدعم والمساعدة وإيجاد حل دائم للأوضاع في ليبيا وإنهاء العنف وتوحيد ليبيا. معربا عن أمله في إنجاح الدستور الذي يوحِّد الليبيين ويضمن الفصل بين السلطات ويحقق الأمن والسلام في ليبيا.

وفي السياق نفسه، عقد سعادة مارتن كوبلر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، ودولة جاكايا كيكويتي المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا، مُؤتمرا صحفيًّا عقب حفل افتتاح مراسم اللقاء التشاوري؛ تحدَّثا خلاله حول الأوضاع في ليبيا وأهمية اللقاء والحوار لحل الأزمة في ليبيا.

وتهدف الاجتماعات إلى تقريب وجهات نظر الأطراف الليبية للوصول إلى صياغة نهائية لمشروع دستور ليبي جديد يحقق طموحات جميع الليبيين وتطلعاتهم؛ حيث سيتم طرحه للاستفتاء الشعبي. ويأتي اختيار السلطنة لعقد اجتماعات الهيئة التأسيسية الليبية لما تحظى به من تقدير في قضايا السلام ودورها في احتواء العديد من الأزمات الإقليمية والدولية.

حضر الجلسة الافتتاحية للاجتماع عددٌ من الشخصيات العربية والدولية وسعادة الدكتور قاسم بن محمد الصالحي سفير السلطنة المعتمد لدى ليبيا.

إلى ذلك، استقبل مَعَالي يُوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، أمس، بمدينة صلالة سعادة مارتن كوبلر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا؛ وذلك على هامش اجتماعات الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي التي تستضيفها السلطنة، وتتم برعاية الأمم المتحدة.. تم خلال المقابلة مناقشة تطورات الأوضاع على الساحة الليبية، ودور الأمم المتحدة ومجموعة الدعم في ليبيا لتقريب وجهات النظر للوصول إلى صياغة مشروع الدستور الليبي الجديد.

كما استقبل مَعَالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، طاهر المصري رئيس الوزراء الأردني السابق خبير اجتماعات الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي.. وتمَّ خلال المقابلة استعراض وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

تعليق عبر الفيس بوك