مشاهدون: من حق المرأة الظهور الإعلامي عبر مواقع التواصل الحديثة بشرط الالتزام بالحشمة

قالوا إنّ بعض الفئات لا تزال تتحفظ على عمل المرأة في مجال الإعلام من حيث المبدأ

المغيرية: من يرفضون الظهور الإعلامي للمرأة لا يدركون تغير الزمن وتطور وعي المجتمع

العدوية: المرأة أكثر قدرة من الرجل على استعراض القضايا الاجتماعية إعلاميًا

الغاوية: ظهور المرأة على الشاشة العمانية ساعدها على إيصال أفكارها لأعلى المستويات

الكعبية: بعض العائلات ترفض الاستجابة لرغبة الفتيات في دراسة الإعلام والعمل به

ميساء: تمسك المرأة بتعاليم الشرع والعادات والتقاليد في ظهورها الإعلامي يحميها من الانتقاد

مسقط - جهينة الحارثي

قال عدد كبير من المشاهدين والمتابعين لشاشات التليفزيون ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي إنّهم مع حق المرأة في التواصل مع الجمهور بكل وسيلة إعلامية لأنها نصف المجتمع ومن حقها أن تساهم في بناء وعي المجتمع عبر مناقشة القضايا الاجتماعية التى تلامس الحياة اليومية للمواطن، لكنّهم نبهوا إلى ضرورة التزام المرأة في ظهورها الإعلامي بتعاليم الدين والعادات والتقاليد حتى لا يكون ذلك مبررًا للدعوة إلى تقييد ذلك الحق بدعوى الحفاظ على المرأة وسمعتها. وقال المشاركون في استطلاع "الرؤية" حول اتجاه بعض الفتيات والسيدات إلى نشر أفكارهن عبر وسائل الإعلام الحديثة على الإنترنت إنّها ظاهرة تتوافق مع التطور التكنولوجي الذي يشهده المجتمع، واعتبروا ذلك خطوة على طريق تنويع المعروض من مختلف وسائل الإعلام وفتح مجال أوسع أمام المرأة العمانية للتعبير عن أفكارها إعلاميًا.

وقالت عفراء سعيد العدوية الطالبة بكلية البيان إنّ النشاط الإعلامي للمرأة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بات ظاهرة ملحوظة، ولا مانع في ذلك، لكن يجب أن يكون هذا الظهور موافقًا لتعاليم ديننا الحنيف، وعادات وتقاليد المجتمع وأن يكون نافعًا مفيدًا للمجتمع، وعليها أن تظهر دور المرأة في المساعدة في حل مشاكل المجتمع وأن تكون بعيدة عن محاور الشبهة والسخرية، وباستطاعتها عرض العديد من المواهب في مجال فنون الرسم والكتابة والطبخ والصناعة بخامات البيئة وغيرها من الأعمال وبذلك تكون قادرة على إظهار دور المرأة الفعال في المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت كوثر عبدالمجيد الغاوية إنّ وسائل الإعلام أعطت المرأه العمانية مكانة مرموقة ومتميزة، كما أنّ ظهور المرأة العمانية عبر مختلف وسائل الإعلام يعطيها إحساسًا بالثقة وهو ما ساهمت في تحقيقه حاليًا وسائل التواصل الاجتماعي لذا فإنّ عرض أفكارها عبر هذه الوسائل يعزز مكانتها المرموقة في المجتمع، لكن لا زلت أرى أن بعض العادات والتقاليد الاجتماعية هي المعوق الرئيسي لزيادة مشاركة المرأة في الإعلام المحلي.

ظهور في حدود الحشمة

وقالت فاطمة محمد الكعبية إنّها لا تعارض ظهور المرأة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن في حدود حشمتها وحسن أخلاقها على أن يكون ظهورها لتحقيق غرض اجتماعي حيث إن هناك بعض العائلات لا تزال تحدد العمل لبناتها، وترفض أن تعمل في مجال الصحافة والإعلام، لذلك لا تزال هناك قطاعات ترى أنّ العمل الإعلامي يليق بالرجال أكثر ولا يناسب الفتيات لأنّه أحيانًا ما يتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع.

وأشار قصي موسى البلوشي إلى أنّ عصرنا يتميز عن السنوات الماضية بالتكنولوجيا الحديثة، وما يشهده العالم من تطورات في هذا المجال أصبح واقعا نتعايش معه، لذلك من حق المرأة أنّ يكون لها دور فعال في إبراز قدراتها في شتى المجالات، وأرى أنّ لظهور المرأة ومشاركاتها الإعلامية الأثر الإيجابي الكبير في إظهار أفكار وآراء قطاع هام في المجتمع بكل شفافية وحرية، وبطبيعة الحال لابد أن تتاح لها فرصة العمل في كافة المجالات لإظهار أنشطتها الخاصة بها والمساهمة في بناء وعي المجتمع والاستفادة من مناخ حرية التعبير لأنّ المجتمعات لا تقوم إلا بسواعد شبابها من البنين والبنات.

وقالت العنود المسكرية إنّ أغلبية فئات المجتمع لا تحبذ ظهور النساء عبر وسائل الإعلام حتى لا تصبح موضع سخرية من باقي أفراد المجتمع خاصة من الأقارب والأهل والأصدقاء، كما يعتقد البعض أنّ من تظهر في وسائل الإعلام تلاحقها عبارات الاستهزاء والسخرية في كل مكان لهذا تعزف أكثر النساء عن الظهور في وسائل الإعلام.

وقالت رابعة الحارثية إنّ في إمكان المرأة أن تتحدث عن القضايا الاجتماعية والثقافية على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن من النادر أن نرى لها مساهمات في النقاش السياسي، أو أن تخوض المعارك من أجل قضايا تتجاوز إطار أسرتها إلى الإطار العام الذي يخدم المجتمع.

وقالت سالمة المغيرية إنّ بعض فئات المجتمع تظن أنّ ظهور المرأة على الشاشات أمر سلبي، وهو تفكير يعبر عن عقول متسلطة لا تزال تنظر للمرأة على أنّها بلا حق في التعبير عن أفكارها وعليها واجبات يمكنها القيام بها على طريقتها، بخلاف دورها في تربية الأبناء، ولا يدرك هؤلاء أنّ الزمن تغير وأصبحت المرأة عاملة وشريكة للرجل في شتى مجالات الحياة ولا يقتصر طموحها على المساهمة في وسائل الإعلام فقط.

فئات متحفظة

وقالت شمسة العميرية طالبة بجامعة صحار إنّ ظهور المرأة في وسائل الإعلام حق من حقوقها فهي نصف المجتمع، ويمكنها التعبير عن رأيها، لكن يجب عليها أن تلتزم بتعاليم الشرع في الحجاب والأدب وعدم التميع في الحديث، فهناك الكثير من النساء الآن يخرجن على شاشات التلفاز أو في وسائل الإعلام الأخرى ولا يوجد مشكلة شرعية في ذلك، على أن تكون ملتزمة بحجابها وعفتها، ورغم ذلك يبقى ظهور المرأة عبر شاشات التلفاز أمر غير مستحب لدى شرائح عدة في المجتمع.

وقالت هنادي العويمرية إنّ قطاع الإعلام الاجتماعي يزدهر عاما بعد آخر، فمن حق الجمهور أن يطمح إلى التنويع في ما تعرضه وسائل الإعلام، وللمرأة دور بارز في تحقيق ذلك من خلال مناقشة القضايا الاجتماعية التي أراها أقرب لها من بعض الرجال.

وقالت ميساء البلوشية إنّ التعبير عن الرغبة في خوض المجال الإعلامي أحيانا يتسبب في نقاش حاد بين أفراد بعض الأسر، لكن التمسك بحدود الشرع في الظهور إعلاميا نقطة مهمة يجب على الإعلاميات أن يقتدين بها لتجنب الانتقادات، ويجب أن تظهر بصوره غير خادشة للحياء حتى لا تؤثر سلبيا على من يشاهدنها ويدفع بالبعض إلى التقليد الأعمى للمشاهير.

وقالت أصيلة الحارثية إنّها تؤيد الظهور الإعلامي للمرأة عبر مختلف الوسائل الحديثة لكن بالضوابط الشرعية، ومن باب أولى أرى أن من حق أي فتاة التقدم لدراسة الإعلام والانتباه إلى مراعاة التقاليد حتى لا ينتقدها الآخرون ويرون مبررا لمنعها من ممارسة ذلك الحق.

تعليق عبر الفيس بوك