الحكومة السورية ترفض مناقشة منصب الرئيس.. والمعارضة: إنهاء لمحادثات جنيف قبل أن تبدأ

"الخارجية الأمريكية" تتهم سوريا لأول مرة بخرق الهدنة.. وتحث روسيا على استخدام نفوذها لوقف الهجمات

بيروت - رويترز

اتهمتْ الهيئة العليا للمفاوضات الحكومة السورية بوقف محادثات السلام قبل أن تبدأ؛ وذلك بعد أن رفض وزير الخارجية السوري وليد المعلم مناقشة مسألة انتقال السلطة، ووصف الرئيس بشار الأسد بأنه "خط أحمر". وقال منذر ماخوس المتحدث باسم الهيئة السورية المعارضة، أمس، تعليقا علي تصريحات المعلم: "أعتقد أنه يضع مسامير في نعش جنيف وهذا واضح... المعلم يوقف جنيف قبل أن يبدأ".

وقالت الحكومة السورية إنها لن تجري محادثات مع أي طرف يرغب في مناقشة مسألة الرئاسة ووصفت الرئيس بشار الأسد بأنه "خط أحمر"، وأكدت مشاركتها في المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف هذا الأسبوع.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم -في مؤتمر صحفي في دمشق- إن حكومة بلاده لن تتحدث مع أي شخص يجري مناقشات حول منصب الرئيس. وأضاف أن الأسد خط أحمر. ونصح المعلم من يرغبون في مناقشة هذا الأمر بعدم المشاركة في محادثات جنيف وقال إن عليهم أن يتخلوا عما وصفه بالأوهام.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، إن بلاده ترى أن من الضروري إجراء محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف في موعدها المقرر غدا رغم انتهاكات وقف إطلاق النار "الملحوظة" من جانب قوات الحكومة السورية. ونقل مراسل أمريكي يرافق كيري ويمثل مجموعة من وسائل الإعلام عن الوزير قوله بعد تناوله الإفطار مع نظيره السعودي عادل الجبير إن مراقبين أمريكيين وروسا يجتمعون في العاصمة الأردنية عمان وفي جنيف لمحاولة الحد من العنف في سوريا بصورة أكبر. وأضاف أنه يعتزم أن يطلب إجراء محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.

وسُئل كيري إن كان بالإمكان إجراء المحادثات في الموعد المزمع رغم انتهاكات وقف إطلاق النار؟ فأجاب: "نعم.. بالإمكان". وأضاف: "تجتمع فرقنا مع روسيا في كل من جنيف وعمان لوضع خطط عمل تفصيلية جدا فيما يتعلق بهذه المزاعم وسأطلب التحدث هاتفيا مع وزير الخارجية لافروف اليوم وسننظر في هذه الأمور. ونحن نفعل هذا كل يوم".

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية إنها ستحضر محادثات السلام في جنيف غدا لكنها اتهمت حكومة الرئيس بشار الأسد بالإعداد لتصعيد الحرب لتعزيز موقفها التفاوضي. وسافر كيري إلى السعودية، أمس الأول، لإجراء محادثات مع الملك سلمان وكبار المسؤولين. وقال إن مستوى العنف "وفقا لكل الروايات تراجع بنسبة 80 إلى 90 بالمئة وهو أمر له دلالة بالغة جدا جدا. وما نريد القيام به هو مواصلة العمل على تقليل هذه النسبة." وأضاف "لكننا أوضحا بشكل جلي أن نظام الأسد لا يمكنه أن يستخدم هذه العملية كوسيلة لاستغلال الموقف بينما يحاول آخرون مخلصين الالتزام بها. وللصبر حدود."

وقال كيري إن الولايات المتحدة ستعقد اجتماعا مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست في مرحلة ما خلال الأسابيع القليلة القادمة بالمنطقة لكنه لم يحدد موعدا ولا مكانا معينا. ونقل المراسل عن كل من كيري والجبير القول إن كل الحضور اتفقوا على دفع المحادثات السورية بقوة والعودة لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لمحاولة إنهاء حرب اليمن ووضع الخطط لمساعدة ليبيا على تخطي أزمتها.

واتهمت وزارة الخارجية الأمريكية سوريا لأول مرة أول أمس بخرق هدنة مع قوات المعارضة وحثت روسيا على استخدام نفوذها لوقف هذه الهجمات محذرة من أنها قد "تدمر" عملية السلام الهشة والتي تهدف إلى إنهاء الحرب.

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة "أدانت بقوة" حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بسبب الهجمات الجوية التي قالت تقارير إنها أصابت محتجين مدنيين في مدينتي حلب ودرعا بما في ذلك استهداف مسجد أثناء خروج المصلين. وقال كيربي في بيان صحفي إن الولايات المتحدة "أدانت ممارسات نظام الأسد باستبعاد الإمدادات الطبية المطلوبة بشدة من شحنات المساعدات الانسانية الطارئة." وأضاف أن تصرفات الحكومة السورية تمثل انتهاكا لاتفاق وقف العمليات القتالية الذي بدأ سريانه في 27 فبراير.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات الممثل الرئيسي للمعارضة السورية إنها ستحضر محادثات السلام التي تعقد يوم الاثنين لكنها اتهمت حكومة الأسد بالاستعداد لتصعيد الحرب لتعزيز موقفها التفاوضي. وقالت روسيا إنها تتوقع حضور حليفتها سوريا على الرغم من عدم تأكيد دمشق علانية حتى الآن أنها ستفعل ذلك.

وتتزامن المحادثات التي تُعقد بوساطة الأمم المتحدة مع ذكرى مرور خمس سنوات على بدء الحرب الأهلية السورية التي قُتل فيها 250 ألف شخص وأدت إلى أزمة لاجئين في الشرق الأوسط وأوروبا. وقال كيربي للصحفيين: "ندرك مدى هشاشته. لا نريد رؤية انتهاكات لوقف إطلاق النار تُدمر هذه المحادثات التي على وشك أن تبدأ.". وأدى اتفاق الهدنة إلى تقليص العنف على الرغم من عدم وقفه القتال مع إشارة تقارير إلى وقوع مزيد من القتال في غرب سوريا يوم الجمعة ومع احتدام المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق.

وقال كيربي في بيان منفصل إن وقف القتال بصفة عامة أدى إلى "تقليص كبير" في العنف في سوريا وهو متماسك إلى حد كبير بعد مرور أسبوعين. وأضاف إنه لم تشر أي من الجماعات المسلحة إلى أنها تريد إنهاء الهدنة ومن ثم فإن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والأعضاء الأخرين في المجموعة الدولية لدعم سوريا تعتبر إن هذه الهدنة مازالت سارية. وكانت بعض الجماعات قد فهمت إن اتفاق وقف إطلاق النار قد ينتهي بعد أسبوعين.

تعليق عبر الفيس بوك