الهميمي: "الحرفي المبدع" تهدف إلى تطوير المنتجات الخشبية بأياد وخامات عمانية خالصة

دشنت المؤسسة في 2012 بتسجيل وتوثيق شعارها الذي يرمز إلى التراث العماني الأصيل

نحتاج إلى مزيد من دعم ومساندة الجهات المعنية لتوفير معدات متطورة لتسحين جودة المنتجات

حصل على جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية وتم تكريمه كأفضل حرفي مجيد

نال شهادة تقدير من جائزة ريادة الأعمال وفاز بجائزة الرؤية الاقتصادية عن المشاريع الصغيرة والمتوسطة

توّج بكأس مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية فئة المنتج الحرفي في مجال الخشبيات

روادنا - سالم الشعيلي

دشن سعود بن سليمان بن مسلم الهميمي مؤسسة الحرفي المبدع في ولاية بهلا بمحافظة الداخلية في العام 2012، وتخصص في مجال الصناعات الخشبية. وحرص على تسجيل وتوثيق شعار المؤسسة الذي يرمز إلى التراث العماني الأصيل المتمثل في مقبض الخنجر السعيدي أو النزواني مع الأقواس المستخدمة في العمران العماني الأصيل المتمثلة في المساجد والقلاع الأثرية العريقة. ويقول إنه لا يزال في حاجة إلى مساندة الجهات الداعمة لتوفير بعض الأجهزة التي تساعد في تطوير نشاط المؤسسة وتوسيع دائرة توزيع منتجاتها.

ويعبر الهميمي عن سعادته بأن لقيت منتجاته إعجاب المقام السامي وقال إنه شعور بالفرح والسعادة والفخر لا يمكن وصفه ومثل دافعاً لبذل المزيد من الجهد لتطوير المنتج العماني ليحظى بثقة الجميع على مستوى العالم.

والهميمي من منطقة مويهي المر ويعمل موظفاً بصندوق الرفد وحاصل على بكالوريوس إدارة أعمال من جامعة نزوى إلى جانب العديد من الدورات التدريبية والتطبيقية في المجالات الإدارية والمالية. وعن نشاط المؤسسة وأهدافها، يقول الهميمي إنّ المشروع مؤسسة حرفية متخصصة تأخذ على عاتقها مهمة تطوير المنتجات الخشبية للوصول إلى الأسواق العالمية مع المحافظة على الهوية العمانية، وجميع منتجات المؤسسة تصنع بأيدي حرفيين عُمانيين وذات جودة عالية وتقوم فكرة المشروع على استغلال خامات البيئة العمانية من الأخشاب المتوفرة في البيئة الجبلية مثل أشجار العتم والعلعلان والميس والبوت والسهلية مثل أشجار السمر والقرط وغيرها من الأشجار للخروج بمنتج يرضي أذواق المُستهلكين ويجمع بين الحرفة والفن ويجري التركيز على منتج صناعة الأقلام فضلاً عن إمكانية التركيز على صناعة العديد من المنتجات الأخرى كالتحف الراقية وغيرها من المنتجات الخشبية.

تحديات وصعوبات

وأضاف الهميمي: واجهت الكثير من التحديات والصعوبات بداية من القدرة على توفير المعدات وحتى المواد الخام اللازمة للتصنيع نظرًا لأنّ البيئة النباتية العمانية لا تصنف كبيئة منتجة للأخشاب بكميات تجارية لذلك فإنّ الحصول على بعض الأنواع الجيدة من الأخشاب صعب نوعا ما وفي حال توفره يكون بمبالغ مرتفعة. ومن حيث المعدات عانيت في سبيل توفير المعدات اللازمة للتعامل مع الخشب بالتقطيع والتشكيل لعدم توفرها في السلطنة ودول الخليج أو لارتفاع قيمتها. وقد واجهت تلك التحديات بأنّ صنعت بعض المعدات وطورتها لاستطيع إنجاز عملي بالمستوى المطلوب. أما بالنسبة لتوفير الأخشاب، فأسعى جاهدًا لأن تكون جميعها من البيئة العمانية وفي حال تعذر ذلك ألجأ إلى استخدام بعض الأنواع من الأخشاب المستوردة متميزة الجودة مثل خشب الساج الذي صنع منه أجدادنا السفن العمانية وخشب الصندل المستورد من الهند والذي يستخدم في عُمان منذ القدم.

وعن إنجازاته في المجال الحرفي، يقول الهميمي: حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية عام 2012م ودرع وشهادة تقدير من المنظمة العالمية للملكية الفكرية عام 2012م وتكريم عام 2013م كأفضل حرفي مجيد.وشهادة تقدير من جائزة ريادة الأعمال عام 2014م كمشروع متميز وجائزة الرؤية الاقتصادية 2015 كأفضل مشاريع القطاع الخاص فئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة ثم التتويج بكأس مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية لعام 2015/2016م فئة المنتج الحرفي في مجال الخشبيات .

وحول مشاركاته في المعارض المحلية والدولية، يقول الهميمي إنه شارك في المعرض المصاحب لندوة سيح الشامخات في بهلاء يناير 2013م ومعرضين في مركز اللولو بنزوى معرض في كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، ومعرض في جامعة نزوى خلال الاسبوع الثقافي للجامعة، ومعرض مركز المعارض لرواد الأعمال إبداعات عمانية 1 و2و3 ومعرض صلالة الدولي للصناعة 2013م ومعرض الرواد في دبي مول، إلى جانب مشاركاته الخارجية ومنها مشاركته في معرض دبي لرواد الأعمال في دبي مول، ومعرض دول الخليج الخامس عشر في الشارقة، ومعرض الحرفيين في باب البحرين بالمنامة 2014.

وأضاف الهميمي: أعتمد في الترويج للمؤسسة على وسائل التواصل الاجتماعي لما لها من دور في الوصول إلى شرائح المجتمع بمختلف أطيافها سريعًا، وأسعى حاليًا إلى تأسيس موقع إلكتروني خاص بالمؤسسة ليكون متجرًا إلكترونيًا صغيرًا. وتلقيت الكثير من الدعم المعنوي من الهيئة العامة للصناعات الحرفية التي وفرت الفرص للمشاركة في الكثير من المعارض داخل وخارج عمان كما أنّ الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفرت العديد من الدورات التدريبية في مجال المحاسبة وإدارة المشاريع وغيرها من المواضيع مع توفير فرص المشاركة في المعارض المحلية والدولية أيضًا.

طموح الشباب

ووجه الهميمي رسالة إلى الشباب العماني قال فيها إنّ الله وهب كل منّا موهبة أو مقدرة في مجال من مختلف مجالات الحياة وعلينا أن نبحث عن تلك الموهبة لتنميتها والخروج بفكرة أو مشروع أو هواية نسعد بممارستها وتنميتها ونستطيع أن نطورها ونبدع فيها ونخرج بمشروع ناجح. وأرى أنّ الكثير من الشباب العماني بدأ يتّجه إلى تأسيس مشروعه الخاص وإدارته بنفسه وقد حقق العديد منهم نجاحات واعدة ومُبشرة وأصبح ذلك عاملاً مساعداً في تشغيل العمالة الوطنية مما يُبشر بالخير ويُشجع الجهات المعنية على دعم مثل هذه المشاريع لتطويرها وتشجيع الكثير من الشباب العماني على العمل الحر.

واختتم الهميمي بقوله إنّ التوجه إلى حرفة الصناعات الخشبية لم يكن وليد اللحظة وإنما هي تجربة حياة منذ السنوات الأولى من الدراسة الابتدائية حيث تنقلت من ممارسة الرسم إلى الخط العربي الكوفي ثم فن الأركت وهو فن تفريغ الخشب الذي واصلت في ممارسته لما يقرب من 15 عامًا لانتقل بعدها إلى صناعة المناديس العمانية بطرق ابتكارية ثم درست ذاتياً صناعة الأقلام عن طريق الاطلاع والمشاهدة.

تعليق عبر الفيس بوك