احذروا.. "العطور القاتلة"!

عبد العزيز بن خميس بن ذياب الشكري

جاء في تقرير نشرته الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة أن85% من المواد المستعملة في العطور اليوم تستخرج من البترول، بما في ذلك سموم معروفة قادرة على التسبب بأمراض سرطانية وعيوب خلقية واضطرابات في جسم الإنسان.

وجاء في التقرير أن تركيبات العطور تعتبر من الأسرار التجارية، مما يعني أن الشركات المنتجة ليست ملزمة بالكشف عن المواد التي تحويها، وأنه قد تمّ اختبار نحو 1300 مادة فقط .

وذكر التقرير أن كون هذه المواد لا تؤثر على الإنسان الآن فالأمر لا يعني أنّه محصن من تأثيراتها مستقبلاً، فيتم استنشاق أبخرتها التي تنتقل إلى الدماغ مسببة أذى كبيرا للرئتين والأنف والعينين.

وأوردت الحياة أنّ صناعة العطور التي لا تخضع لأيّ أنظمة أو قيود، تستطيع أن تضيف أيّ عدد من المواد الكيماوية إلى منتجاتها من دون أن تكشف ماهيتها وكيف تؤثر على الإنسان .

وأضاف التقرير أنّ هذه المواد يتحد بعضها ببعض لتسبب عند الاستنشاق أضراراً، منها اضطرابات في الجهاز العصبي، ودوار وغثيان وصداع وإرهاق، وفقدان التنسيق، واختلاط في اللفظ، ونعاس، وأعراض وأمراض أخرى .

ونبه الخبراء إلى وجود مواد كيماوية مسرطنة أيضا في مستحضرات التجميل مثل أحمر الخدود والمستحضرات التي تخفي حب الشباب والندب وبودرة الوجه والماسكارا وظل العيون وأحمر الشفاه إضافة إلى معاجين الأسنان وملمعات الأظافر والصابون والفقاعات ومعاجين الحلاقة ومزيلات رائحة العرق والفوط التي تستخدم لامتصاص الإفرازات والملطفات والشامبو وغيرها من منتجات الأناقة.

وكانت دراسة سابقة قد بينت أن استخدام بودرة التالك في مناطق الأعضاء التناسلية يرتبط بإصابة النساء بسرطان المبيض.

كما اكتشف الباحثون وجود علاقة بين سرطان الفم واللسان والحلق والكميات العالية من الكحول والسكرين والأصباغ ومادة كيميائية تسمى "PS60/80" الموجودة في عدة أنواع من غسولات الفم محذرين من بعض أنواع الصابون وسوائل غسيل الصحون ومنظفات المصابغ.

وهناك دراسات أخرى، حذَّرت من أنّ العطور أصبحت منافسًا قويًا للتبغ في قتل الإنسان.

وأخيرًا توصلت دراسة علمية قام بها فريق من الباحثين بجامعة هارفارد الأميركية إلى أن بعض المواد الكيماوية التي تستخدم في صناعة العطور لإطالة عمرها تحدث تشوهات بجينات الحيوانات المنوية .

وختاماً نتمنى من الجهات المعنية والمختصة والجهات الرقابية في السلطنة كوزارة التجارة ممثلة بالمديرية العامة للمواصفات والمقاييس وكذلك الهيئة العامة لحماية المستهلك وضع اشتراطات ورقابة جادة على دخول مثل هذه المواد الخطرة وخصوصًا في ظل انتشار ظاهرة صناعة العطور المنزلية والتي لا تخضع لأي رقابة مؤسساتية ولا توجد بها أي ضوابط للجودة لحماية الإنسان ويتم شراء بعض المواد الخام من بعض الدول المجاورة من عمالة آسيوية وللأسف الشديد أغلب هذه المواد يمنع بيعها للأفراد ولا يتم التعامل عالمياً مع هذه المواد إلا للمصانع المختصة ذات الإمكانيات التي تستطيع استخدام هذه المواد بمقاييس وضوابط معروفة .

** رئيس مجلس إدارة شركة جوهرة الخليج لصناعة العطور ومستحضرات التجميل

تعليق عبر الفيس بوك