عن المرأة أتحدث..!

مدرين المكتوميَّة

يَكْفِي المرأة فخراً أنَّها أمل كلَّ رجل في الحياة، ويكفيها فخراً أنها أم لأعظم الرجال وأشرفهم، وأخت وخالة وعمة لجميع المشاهير الذين عرفهم العالم على مرِّ التاريخ والعصور في مختلف المجالات.. إذ لا أحد يستطيع أن ينكر دور المرأة الواضح في تشكيل حياة الشعوب والأمم، ولا أحد كذلك ينكر دورها في الحياة، ولنا أن نتخيَّل كمَّ التعاسة الذي يُمكن أن يعيشها الرجل بدون المرأة!

فالحياة أنثى تتخلَّل مسامات الأشياء الجميلة، وتبث العافية في جسد الكون بتحملها وتبسمها وبحملها عظماء في أحشائها، فتقاسي الألم وهي تبتسم لتبعث الأمل من أجل غدٍ مشرق، وفي يومها العالمي نُرسل كل التحايا الطيبة لأمهاتنا وأخواتنا وجميع نساء بلادي، وهم يكابدن من أجل أبنائهن، ويحملن هم الوطن، وتسبقهن دعوات صادقات بأن يحفظ الله بلادنا وشعبنا من كل سوء، دعوات من قلوب لا تحمل في دواخلها سوى المحبة والحنان واللهفة على الأبناء؛ فنساء بلادي يُشاركن في رسم ملامح الوطن، والآن يعملن على تسجيل أسمائهن بأحرف من نور في حاضر بلادنا الزاهر.

وقد استطاعت المرأة أن تغيِّر نظرة المجتمع لها، وأصبحت ذات أهمية قصوى، فقد كانت محطَّ أنظار الجميع؛ فمنهم من كان يراها عارًا ومنهم من كان يجدها كلَّ شيء في الحياة، ولا يمكن أن نتغاضى عن دورها الفعال في المجتمع؛ فعلى الرغم من النظرة الضيقة من البعض تجاه المرأة إلا أنها قدمت الكثير وساهمت بشكل واضح وملموس في عملية التنمية في مختلف بلدان العالم.

ولأنَّنا نحتفل بيوم المرأة العالمي؛ فهي مناسبة لنحكي سبب وجود هذا اليوم للاحتفال به، لما يُشكله من أهمية في زمن نطقت فيه الألسن الصامتة؛ حيث يأتي الاحتفال به كما ورد في القصة على أنه: في العام 1856 خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويوركعلى الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أنَّ الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات، إلا أنَّ المسيرة نجحتْ في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. وفي 8 مارس 1908معادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها، ووضعن شعارا لحركتهن الاحتجاجية "خبز وورود". طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. وقد شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة، خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف، رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية؛ وعلى رأسها: الحق في الانتخاب، وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909م.

وهذه القصه هي دلالة واضحة على دور المرأة الذي لم يقتصر فقط على المنزل وتربية الأبناء، وإنما يتجاوز لأكثر من ذلك، وهو حاجة المرأة لأن تكون جزءًا من المجتمع، يعتمد عليها في بناء اللبنة الأساسية له، وعلى الرغم من أنَّ المرأة ناشدتْ بحقوقها باحتجاجات، إلا أنها لم تنسَ أنوثتها التي عبَّرت عنها بالورود؛ فالنساء بسيطات ورقيقات وودودات ترضيهن الكلمة الطيبة وتكفيهن الابتسامة.. وجل همهن أن يعشن في أمن وسلام.

madreen@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك