احمونا من السائقين الطائشين!

سارة البريكيَّة

أتوجَّه برسالتي هذه إلى المسؤولين بشرطة عُمان السلطانية، وكل العاملين بهذا الجهاز الحيوي الساهر على أمن الوطن والمواطن.. فكما تعلمون أن عُماننا أصبحت تعج بكثرة السيارات وتزايد أعداد السائقين بها من مختلف الجنسيات والأعمار؛ فاليوم بتنا نرى سائقين دون سن الثامنة عشرة فأعلى، يقودون سياراتهم بتهور وبدون مبالاة، ولا يحملون حتى رخصة سياقة، وأصبحنا في وضع مُؤسِف بسبب السرعة الجنونية والتهور في السياقة والاستخفاف بأرواح الناس، من فئة مستهترة وطائشة من الجنسين، أوجدت لنفسها أسبابًا وأعذارًا واهية، ما أنزل الله بها من سلطان، استباحت لنفسها ترويع الآمنين.

هل يُرضيكم أن يتوافد الناس إلى مراكز الشرطة كل يوم للإبلاغ عن سرعة وتهور السائقين في الطرق التي تمر أمام بيوتهم، وتهجُّم هؤلاء المستهترين أو تلفظهم على الآخرين بمجرد إسداء النصح لهم بالتعقل وعدم إيذاء الآخرين؟ وهل يُرضيكم أنَّ يترددوا عليكم يوميا نتيجة انزعاجهم من أخطاء متكررة وتصرفات غير مسؤولة من بعض السائقين المتهورين؟ وما ذنب المواطن إذا كان بيته يقع أمام الشارع وأطفاله في أحيان كثيرة يلعبون أمامه، ويمرُّ عليهم مستهتر بسيارته فيدهسهم ويهرب، أو يلحق بهم إصابات بليغة؟

في السابق، كنا نرى المتهورين من السائقين هم الذكور فقط، أما الآن وللأسف الشديد، فقد وصل الحال بنا إلى أن نرى التهور في قيادة السيارات حتى من النساء والإناث من عمر 18 سنة فأعلى، ولم يتوقف تهوُّرهن عند قيادتهن للسيارات في الحواري بسرعات عالية وتهور مبالغ فيه، بل ذهب لأبعد من ذلك، لكن ذلك لا يعنينا؛ فالأمور الأخرى موكولة لولي الأمر زوجا كان أو أمًّا أو أختًا أو أبًا.

أرجو أن تنظروا إلى هذا الموضوع المهم بعين الاعتبار؛ من أجل إيقاف هذا الطيش، ومن أجل الحد من السرعة الجنونية والسياقة بتهور، وهذا قد يستدعي عمل مطبات وكاسرات السرعة، ووضع الكاميرات مراقبة بصفة دورية في ساحات المساجد ومختلف طرق الحواري التي تمر أمام البيوت وشوارع الأسواق التجارية؛ لكبح جماح السائقين المتهورين.

ضَعُوا مسؤولية تلك الكاميرات لكل مركز شرطة، وخَصِّصوا لها غرفة عمليات يتناوب عليها رجال شرطة 24 ساعة، كما هو معمول لديكم في غرفة عمليات الشرطة التابعة للقيادة، يقومون من خلالها كل حين بمراقبة المتهورين والطائشين والمخربين للممتلكات العامة، ضعوا الرادارات في تلك الشوارع والطرقات الداخلية، وضبط السرعة بها عند حدود 30 كم أو أقل للحد من حالات الدهس من قبل المتهورين.

فيا أخي السائق ويا أختي السائقة؛ ذلك الشارع الذي تُسرع فيه لربما يمر به طفل أو شخص مسن أو حتى حيوان، ألا يجب أن تحتاط لهذا الأمر حتى لا تدهسهم، ثم إنه أيها السائق لطالما سمحت لنفسك أن تقود سيارة بصرف النظر عن عمرك، فأنت ملزم أن تحسب حساب الآدميين ومستخدمي الطريق الآخرين وكل مستخدميه؛ فالطريق ليس ملكك أنت فقط، وتقع عليك أنت أولا مسؤولية احترامه وجميع مستخدميه.

أيُّها المسؤولون عن وضع المطبات والشواخص واللوائح الإرشادية والتحذيرية في الطرق، من فضلكم تدخلوا وبشكل سريع لمعالجة هذه الظاهرة ومعالجة هذه المشكلة الكبيرة المؤرقة والتي تتفاقم يوما بعد آخر وأوجدوا حلولا لها، أو دعوا مسؤولية ذلك لجهة واحدة وهي الشرطة، وليكن دور الجهات الأخرى كالبلديات ووزارة النقل، يتوقف عند الانتهاء من رصف الطريق، فإذا كان عمل مطب في الشوارع التي أمام البيوت، أمرًا يتطلب موافقة أكثر من جهة؛ فالأمر إذن معقد وبه صعوبات كبيرة.

وإذا كان هذا الأمر لا يقتصر على الشرطة وليس من واجبها لوحدها، فمن فضلكم اكفلوا للناس الذين أمام بيوتهم شوارع السلامة والأمان، احمونا من السائقين الطائشين والمستهترين وغير الملتزمين بالنصح والإرشاد وكل اللوائح المروية، أو اسمحوا لكل مواطن ومقيم بأن يضع كاسرات السرعة في الطريق الذي يمر أمام بيته، حتى لا تزهق أرواح نتيجة تهور وطيش بعض السائقين، بسِّطوا للناس إجراءات طلبات كاسرات السرعة للضرورة، ولتؤول مسؤولية ذلك للشرطة دون تدخل الجهات الأخرى.

... إنَّ والمأمول أن تُعالج هذه المشكلة المقلقة عاجلا وليس آجلا، سواء بوضع كاسرات السرعة المطبات، أو بوضع كاميرات مراقبة، أو نصب رادارات ثابتة، متمنية أن يجد هذا الحديث آذانا صاغية منكم أنتم يا مسؤولي الشرطة تحديدا، وأن يتم التحرك من قبلكم سواء على مستوى التشاور ووضع الخطط والتحضير والتنفيذ، أو على مستوى إيجاد حل سريع وناجح.

والحق أقول أيُّها المسؤولون في شرطة عمان السلطانية، أصبحنا خائفين ومنزعجين من السائقين المتهورين من الجنسين ومن مختلف الفئات، وحتى فئة السائقين الذين أعمارهم عند سن 35 سنة وفوق، جزء كبير منهم وللأسف أيضا مستهتر وغير مبالٍ، ولا يحترم الأطراف الأخرى ولا يراعي قواعد وأنظمة المرور والسلامة على الطريق، وللأسف أيضا انضمت النساء والفتيات إليهم.

أيُّها السائق المتهور ذكرًا كنت أم أنثى، إذا لا ترضى أن يرتكب في حقك القبيح من الأعمال، فتأكد تماما أنه إذا كان مسموحا للمواطن بعمل مطب أو كاسر سرعة في الشارع الذي يمر أمام بيته لما انتظر منك أنت أن توجهه، وأنه لو كان مسموحا لأي شخص عمل كاسرات سرعة في أي مكان شاء، فلن تستطيع أن تمارس جنونك في الأحياء السكنية مطلقا.

وختاما.. حفظ الله الجميع من كل سوء وشر ومكروه، وشكرًا لكم شرطة عمان السلطانية على جهودكم المقدرة.

Sara_albreiki@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك