المسلمي يصدر دراسة وصفية تحليلية حول "التوجيه الصوتي للقراءات" عن دار كنوز

مسقط - العُمانيَّة

صَدَر للباحث العُماني مُحمَّد بن سالم بن خلفان المسلمي، مؤخرا، كتاب "التوجيه الصوتي للقراءات: بين ابن خالويه وأبي علي الفارسي دراسة وصفية تحليلية"، ضمن منشورات دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع في الأردن. ويقع الكتاب في 227 صفحة، ويتكون من مقدمة للدكتور سعيد الزبيدي ومقدمة المؤلف وتمهيده للكتاب، يلي ذلك ثلاثة فصول وخاتمة.

وشغلتْ الدراسات النحوية الكثير من علماء العربية في الفترة المبكرة من ظهور تلك الدراسات في سياق الحضارة العربية؛ مما أدى لنشوء مدارس نحوية معروفة مثل مدرسة أهل الكوفة ومدرسة البصرة. ولن تكون الدراسة المتعلقة بالصوت وأهميته ببعيد عن مجال تلك الدراسات، كما لم يكن النص القرآني ببعيد عن الاحتجاج به لأسباب عديدة، ومن بينها تنوع القراءات القرآنية. وقد كان سيبويه واحدا من أبرز أعمدة مدرسة الكوفي وليس أدل على ذلك كتابه المشهور بـ"الكتاب". أما مدرسة البصرة فيمثلها جهود علمين بارزين هما الكسائي والفراء. وقد كان الاحتجاج بالقراءات من أبرز مناطق الخلاف بين المدرستين.

وينطلقُ الكتاب من أهمية علم القراءات القرآنية ودوره في توجيه الدراسة اللغوية وظواهرها الصوتية بين علمين مشهورين: أبي عبدالله الحسين ابن خالويه (توفي 370هـ) في كتابه "الحجة في القراءات السبع" وهو كوفي المذهب، وأبي علي الفارسي (توفي 377هـ) في كتابه "الحجة للقراء السبعة" وهو بصري المذهب. وتسعى الدراسة إلى إثبات أن الدرس الصوتي عندهما متأثر بأحكام القراءات ويهدف الكتاب كذلك إلى تجديد النظر في كتب الاحتجاج للقراءات أو الاحتجاج بها من حيث التقصي والتدقيق لتصحيح منهج الاستدلال.

وعالج المؤلف في التمهيد اختلاف المذهبين البصري والكوفي في النظر اللغوي وعلاقة ذلك بالقراءات. يتناول الفصل الأول ظواهر صوتية عرض لها قدامى اللغويين، وعلماء القراءات على وجه الخصوص لما لها من أثر في المعنى وتأثير في النفس فضلا عما ساد العربية من وصف لها، وببيان أحوال بنية المفردة. ومن هنا يسعى هذا الفصل إلى تقصي العناصر الدلالية الناتجة عن ذلك من دراسة عدة ظواهر لغوية صوتية وهي الإدغام والإظهار والمد والقصر والتنوين.

ويتطرق الفصل الثاني إلى دراسة الصوائت من أصوات اللغة حيث إن اللغة عبارة عن أصوات فإما أن تكون صائتة أو صامتة. والصائتة تنقسم إلى قسمين إما طويلة مثل الالف والواو والياء أو قصيرة كالحركات مثل الفتحة والضمة. وقد فصّل العلماء في الأصوات كثيرا ولكن مدار هذا الفصل يقوم على دراسة صفات الصوائت ومدى تأثيرها في قراءة القرآن سواء أكانت قراءة القرآن في المصحف أم القارءات الأخرى المتعددة. ويركز هذا الفصل على عدة مباحث هي الإمالة والتفخيم، الإسكان والتحريك، الإشباع، الاختلاس، والإشمام، وذلك عبر عرض رأي كل من ابن خالويه وأبي علي الفارسي في كتابيهما، حيث إن الباحث ينظر في حجج كل منهما ويقارنها بالمنجز الصوتي في العربية موضحا من خلال ذلك ما يتفق من رأي العالمين الجليلين مع ما استقر عليه الدرس الصوتي عند القدامى والمعاصرين بجانب عرض رأي الباحث في كل قضية مطروحة.

وتناول الفصل الثالث مجموعة من الصوامت التي يسميها العرب القدامى الحروف التي وضعوا لها ضوابط من خلال تأليف الكلمة منها، والنظر في تجاوزها وتأثير بعضها ببعض، ويحكم كثير من هذه الصوامت السماع أي هكذا نطق العرب ومنها ما تحكمه قواعد مطردة ولذلك اشتمل على عدة مباحث هي التشديد والتخفيف، تحقيق الهمزة، الوصل والوقف، والإبدال.

تعليق عبر الفيس بوك