ميركل تدافع عن سياسة فتح الحدود للاجئين.. وفرنسا تزيل جزئيا مخيم كاليه.. وشرطة مقدونيا تواجه المهاجرين بالغاز

عواصم - الوكالات

دافعتْ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها بشأن المهاجرين، ورفضت فرض أي قيد على عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول البلاد رغم الانقسامات داخل حكومتها. وقالت ميركل إنه لا توجد "خطة بديلة" لهدفها بخفض تدفق المهاجرين من خلال التعاون مع تركيا وهي جهود قالت إنها قد تنهار إذا فرضت ألمانيا حدا لعدد اللاجئين الذين تقبلهم.

وقالت ميركل لشبكة (إيه.آر.دي) الإذاعية الحكومية: "أحيانا أشعر بيأس. بعض الأمور تسير أبطأ مما يجب. هناك مصالح متضاربة كثيرة في أوروبا. لكن واجبي هو أن أفعل كل ما في وسعي حتى تجد أوروبا وسيلة جماعية". وأوضحت ميركل دوافعها لإبقاء حدود ألمانيا مفتوحة دون فرض حدود على عدد اللاجئين وهو هدف يختلف علانية معها فيه كثيرون في بلدها وحكومتها الائتلافية.

وتراجعت شعبية ميركل بسبب أسلوب معالجتها لقضية المهاجرين. وأبدت أغلبية من شملهم استطلاع للرأي أجرته شبكة (إيه.آر.دي) في وقت سابق من فبراير استياءهم منها. واجتذبت ألمانيا 1.1 مليون من الساعين للجوء العام الماضي مما أدى إلى دعوات من شتى الأطياف السياسية لتغيير أسلوب تعاملها مع اللاجئين القادمين إلى أوروبا فرارا من الحرب والفقر في سوريا وأفغانستان ومناطق أخرى. وتواجه ميركل الآن ما وصفته يوم الأحد بأنه أكبر تحد لها منذ توليها السلطة قبل عشر سنوات.

وتناضل ميركل لوضع خطة تشمل أوروبا كلها للتعامل مع المهاجرين. وتعلق ميركل آمالها على محادثات تُجرى بين زعماء الاتحاد الأوروبي وتركيا في السابع من مارس واجتماع قمة بشأن الهجرة يومي 18 و19 مارس. وبعد محاولات كثيرة فاشلة يبدو هذان الاجتماعان وكأنهما الفرصة الأخيرة للاتفاق على رد مشترك قبل أن يشجع دفء الجو مزيدا من اللاجئين على الوصول عبر البحر المتوسط. ولكن ميركل قالت إنها ستقاتل من أجل التوصل لحل أوروبي حتى إذا لم يحقق اجتماع السابع من مارس ذلك.

وفي السياق، أطلقت شرطة مقدونيا الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المهاجرين واللاجئين الذين اقتحموا حدودها من اليونان أمس محطمين إحدى البوابات مع تصاعد الإحباط من القيود المفروضة على من يسافرون عبر البلقان.

وقال شاهد من رويترز إن الشرطة أطلقت عدة قنابل للغاز المسيل للدموع على الحشود التي حطمت البوابة المعدنية وعلى خط السكك الحديدية الذي يجلس عليه مهاجرون يرفضون التحرك مطالبين بدخولهم مقدونيا. ويقدر عدد المهاجرين المتجمعين في إدوميني وهي بلدة صغيرة على الحدود اليونانية مع مقدونيا بثمانية آلاف شخص أغلبهم سوريون وعراقيون.

وتزاحم المهاجرون على الحدود بعد انتشار شائعات عن أن السلطات المقدونية فتحت الحدود بعد ساعات عديدة من إبقائها مغلقة. واستخدمت الحشود المجتمعة عند الأسلاك الشائكة عمودا حديديا ثقيلا لتحطيم البوابة بالحفر تحت الحاجز واستخدموا القوة لاقتلاع البوابة. وأظهرت لقطات من تلفزيون رويترز شخصين على الأقل سقطا خلال التزاحم وما تلاه من إطلاق الغاز المسيل للدموع.

وكان هناك 22 ألف لاجئ على الأقل عالقين في اليونان خلال الأسبوع الماضي منذ أن بدأ تطبيق القيود الجديدة على الحدود في مقدونيا ودول أخرى في منطقة البلقان التي يستخدمها المهاجرون للوصول إلى وسط وشمال أوروبا.

وفي فرنسا، بدأت عملية إزالة لموقع عشوائي خارج كاليه للمهاجرين الساعين للوصول إلى بريطانيا بعد أن كسبت الحكومة الفرنسية معركة قضائية لإزالة جزء من المخيم. واعتقلت السلطات شخصا حاول منع إزالة الموقع الذي يعيش فيه نحو 3000 شخص حين بدأ نحو 20 عاملا عملية الإزالة تحت حماية الشرطة. وقالت فابيين بوسيو مفتشة الشرطة الإقليمية إن وجود الشرطة كان مطلوبا لأن "المتطرفين" قد يحاولون ترويع المهاجرين حتى يرفضوا عروض الإسكان أو الحافلات التي تقلهم إلى مراكز الإيواء.

وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الأسبوع الماضي إن السلطات ستعمل مع المنظمات الإنسانية لإعادة توطين المهاجرين في حاويات شحن معدلة بمتنزه قريب أو في مراكز إيواء في شتى أنحاء فرنسا. وأيد قاض أمرا حكوميا بإجلاء مهاجرين يعيشون في الجزء الجنوبي من المخيم دون المساس بمبان مؤقتة معدودة لها أهمية اجتماعية مثل المدرسة والمسرح. وتدفق آلاف المهاجرين الفارين من الحرب والفقر بدءا من أفغانستان حتى سوريا على الميناء في شمال فرنسا خلال العام المنصرم. وتحاول الغالبية الصعود بشكل غير قانوني إلى القطارات التي تعبر نفق القنال أو إلى حافلات متجهة إلى بريطانيا التي يأملون في الوصول إليها والاستقرار فيها. وأدى وجودهم إلى حدوث توترات مع السكان المحليين مما استتبع وجودا دائما للشرطة.

تعليق عبر الفيس بوك