"خير جليس" حائر بين العزوف عن النسخ المطبوعة وغياب متعة القراءة "الرقمية"

الشباب لا يزال يسعى لاقتناص الكتب رغم ارتفاع الأسعار.. ومؤلفات التنمية البشرية تحتل المركز الأول

< المقبالي: الكتاب الرقمي أقل تشجيعا على القراءة من "المطبوع"

< الهنائية: الكتب المطبوعة تمنح القارئ فهما أعمق ومتعة أكبر

< الحارثية: الكتاب الورقي يؤسس علاقة قوية بين القارئ والنص

< البادي: سهولة الحصول على الكتب الإلكترونية وراء تفضيله

< التوبية: أفضِّل الروايات الأدبية والمؤلفات التاريخية والاجتماعية

< السناوية: أحرص على قراءة الكتب المفيدة سواء كانت مطبوعة أو رقمية

< اللواتية: الكتب السياسية ومؤلفات التنمية البشرية والروايات بمقدمة تفضيلاتي

< السناوي: الكثير من الكتب الرقمية تهدر حقوق المؤلف ودار النشر

< صفاء الحارثية: تطور آلية نشر الكتب الرقمية يسهل من طريقة اقتنائها

اختلفَ شبابٌ حول طبيعة الكتاب الذي يرغبون في قراءته؛ ففيما ذهب البعض إلى تفضيل النسخ المطبوعة، أبْدَى فريقٌ آخر ارتياحه للنسخ الإلكترونية، وبينهما يظلُّ التأكيد على أهمية الكتاب رغم أنه لم يعُد لدى قطاعات عريضة بين شبابنا "خير جليس".

وترواحتْ تفضيلات الشباب بين قراءة الكتب العلمية والتقنية والابتكارات، من أجل اكتساب المعارف العملية المختلفة، وكذلك الكتب الأدبية بما تحويه من دواوين شعر وروايات ومؤلفات فلسفية، فضلا عن كتب التنمية البشرية التي تحتل مركزا متقدما بين تفضيلات الشباب.

ويقول شبابٌ إنَّهم يُفضلون الكتب الورقية لما تُؤسِّسه من علاقة وثيقة بين القارئ ومحتوى ما بين دفتي الكتاب، كما أنه يُتيح إمكانية تقديمه كهدية عينية إلى الأصدقاء، في حين يرى آخرون أنَّ الكتب الإلكترونية مُميزة عن المطبوعة لسهولة حملها والحصول عليها، وكذلك إمكانية قراءتها عبر أي جهاز -سواء كان هاتفا محمولا أو لوحيًّا أو حاسوبًا.

الرُّؤية- عهود الهنائيَّة - جهينة الحارثيَّة

وقال مشعل المقبالي إنَّه يُفضِّل الكتب العلمية والتقنية التي تفيد المرء في حياته العلمية والعملية. أما بالنسبة للكتب الأدبية، فيفضل الكتب الشعرية التي تساعد على تقوية لغته، فضلا عن كتب المغامرات والسير الذاتية التي يُستفاد منها في فهم الحياة. وأضاف بأنَّ الكتاب الرقمي رغم أنه الكثيرين يحصلون عليه بطرق مجانية، إلا أنه لا يشجع على القراءة كما هي الحال في الكتاب الورقي الذي عندما تدفع قيمته نقدا تشعر بأهميته بشكل أكبر، وربما تحافظ عليه لتعاود قراءته مستقبلا أو إهدائه لأحد الأصدقاء.

وقالت أسماء الهنائية الطالبة بالكلية التقنية العليا: "سابقا كنت أهوى قراءة الروايات، ولكن خلال السنة الماضية انتقلت لقراءة الكتب التي تناقش القضايا الاجتماعية بأسلوب مختلف، وهذا الأسلوب الهادئ رأيته في كتب عبدالله المغلوث في كتابه "كخه يا بابا"، فقد قرأت هذا الكتاب أكثر من 5 مرات، كما أميل إلى قراءة الكتب الورقية؛ وذلك لعدة أسباب؛ منها: الشعور بالمعنى المقصود أكثر، وهو ما يُعطي القارئ إحساسا مميزا بالقراءة، على عكس الكتب الرقمية".

وترى فضيلة الحارثية الطالبة بجامعة صحار أنَّ الكتابَ الورقي يُؤسِّس علاقة حميمة وصلة وثيقة بين القارئ والكتاب، ولم أمِل مطلقا للكتب الالكترونية؛ حيث إنني جربت شخصيا القراءة الإكترونية، وحملت عددا من الروايات من مواقع التحميل المجانية وحاولت قراءتها في أوقات متعددة، ولم أستطع إكمال أي كتاب منها على الإطلاق، وكان الأمر مرهقا للغاية".

وقال مُحمَّد البادي إنَّ كثيرًا من الشباب يفضل قراءة الكتب العلمية من حيث طبيعة هذه الكتب التى تحتوي على العديد من المعلومات التى تهم الشباب في ميوله العلمية خصوصا ذوي التوجهات العلمية، سواء في مجال دراستهم أو العمل أو فيما يخص مواهبهم في مجال الابتكارات. وأوضح أن هذه الكتب تُسهم في زيادة المعارف العلمية لديهم، في حين أن بعض الشباب من ذوي التوجهات الأدبية يفضلون الروايات؛ وذلك لشغف الاطلاع والاستفادة من هذه الكتب التى تضم بين طياتها كنوزًا من المعرفة التى تهم هذه الفئة، علاوة على دورها في تقوية اللغة لديهم. وتابع بأنَّ هناك من يفضلون الاطلاع في كل المجالات علمية أو أدبية؛ وذلك بسبب تسارع الحياة العصرية والسعي للحصول على المعلومة وإثراء العقل بمعلومات تصقل مهارات التعامل في شتى المجالات. ومضى البادي قائلا: إنَّ أغلب الشباب حاليا يتجهون إلى الكتب الإلكترونية؛ وذلك لسهولة الوصول إليها في أي وقت، كما أنَّ أغلب الكتب متوفرة على الإنترنت بالمجان، حتى قبل إتاحة بعضها في المكتبات.

القراءة السريعة

فيما قالتْ مريم بنت محمد الحارثية من جامعة نبراسكا، إنها تفضِّل قراءة الكتب الإلكترونية إذا لم تتوافر النسخة الورقية أو عندما تفضل قراءة الكتاب بصورة سريعة.. مشيرة إلى أنَّ الكتب الورقية متاحة للجميع، في حين أن "الإلكترونية" تستلزم توافر الوسيلة التي من خلالها يُمكن قراءة الكتاب مثل الحاسوب أو الأجهزة اللوحية.

وقالت زينب التوبية الطالبة بجامعة نزوى، إنَّها لا تفضل نوعا معينا من الكتب لقراءتها، لكنها أشارت إلى ضرورة أن يكون الكتاب مفيدا ويزيد من مستوى الثقافة لديها، وأن تكون قادرة على فهمه واستيعابه، وبعيدا عن كونه من اختيارات الأصحاب أو من أمَّات الكتب وروائع الأدب. وأضافت: "ما أقرأه يجب أن يليق بي ولا يُعييني فهمه، وخلال الأيام الدراسية أميل لقراءة الكتب والمقالات المليئة بالحياة والفرح، لأنني أشعر بكل ما اقرأه، أما في فترة العطلة أتعمَّق أكثر في الكتب الدسمة؛ كروايات أدب السجون والتاريخ والمجتمع". ومضت قائلة: "من الجميل أن نقرأ من مصادر مختلفة، لكن قراءة كتاب ورقي بين يديك أمر مختلف تماما عن كل القراءات الأخرى، وفي المقابل فإن الكتاب الإلكتروني يوفر بعض الأعمال التي لا يمكن الوصول إليها في أي زمان ومكان، ورغم حرصي على اقتناء الكتاب ورقيا، إلا أنه لا غنى عن الكتاب الإلكتروني في زمن أصبحت التكنولوجيا فيه سبيلا لتسيير معظم أمور الحياة".

وقالت كوثر السناوية من جامعة بريستول إنه لا فارق بين الكتاب الإلكتروني والورقي؛ فالعلاقة بينهما هي علاقة تكامل، كما أنَّ كلًّا من الكتاب الإلكتروني والورقي له مميزاته وإيجابياته، والاثنان يتفقان في كونهما وسيلة للتعلم والمعرفة.

وقالت زهرة اللواتية من جامعة صحار: "أقرأ الكتب السياسية والكتب المتخصصة في التنمية البشرية والروايات بشكل عام، لكنِّي أفضِّل الكتب الإلكترونية لأنها رخيصة بالمقارنة مع الكتب الورقية التي تتطلب تكاليف؛ سواء من حيث الشحن أو الشراء المباشر، كما أنَّ الكتب الإلكترونية يُمكن قراءتها مباشرة بعد تحميلها أو اقتنائها دون انتظار، مقارنة مع الكتب الورقية فهي مكلفة وثمنها مرتفع وتتطلب وقتا كي تصلنا، كما أنه يمكن تخزين أكبر عدد من الكتب في مكتبة يدوية، علاوة على التحكم في حجم الخط أثناء القراءة".

القراءة الإلكترونية

وفي الجانب المقابل، هناك من يُفضِّل القراءة الإلكترونية على طول الخط، ومنهم داوود السناوي الذي انتقل من القراءة الورقية إلى القراءة الإلكترونية، لعدم امتلاكه نسخة ورقية لكثير من الكتب، كما أنه يرى أن الكتب الإلكترونية قليلة التكلفة وسهلة القراءة في أوقات مختلفة، علاوة على سهولة الوصول لأي كتاب بأي لغة بطريقة سريعة جدا، على عكس الكتاب الورقي الذي قد يستغرق فترة من الوقت من أجل الحصول عليه. غير أنه أشار إلى سلبيات الكتب الإلكترونية؛ إذ إنها تهدر حقوق المؤلفين ودار النشر بسبب التوزيع غير القانوني على مختلف المواقع على الإنترنت.

وقالت صفاء بنت ناصر الحارثية إنها ممن يميلون لقراءة الكتب السياسية وعلم النفس؛ إذ ترى خلال السنوات الأخيرة تحول الإعلام تدريجيا من وضعه التقليدي إلى الرقمي، وعلى التوازي تتجه الكتب الورقية إلى الاندثار. وأوضحت أنَّ الإنترنت أصبح منتشرًا على نطاق واسع بين الشباب، وبدأت طريقة نشر الكتب الإلكترونية تتطور بشكل لافت، مشيرة إلى العديد من المميزات الخاصة بالكتب الإلكترونية، ومن أهمها سرعة نشر الكتاب، وانخفاض سعره، أو حتى توافره دون تكلفة مالية، لاسيما إن كان كتابا تراثيا.

تعليق عبر الفيس بوك