الحارثي: تنوّع المشاركات الدولية يبرز مدى تطور مستوى المدربين العمانيين في مختلف المجالات

مدرب عماني يتلقى دعوة للمشاركة في برنامج تدريبي للأسطول الأمريكي

بدأت مشواري مع الصندوق الاحتياطي العام للدولة ثم تفرغت لمعهد خاص للتدريب والاستشارات

تشرفت بتدريب الكفاءات القيادية في مشروعي مطار مسقط الجديد ومنطقة الدقم

تلقى المدرب العماني ليث بن عبدالله الحارثي، المحاضر الدولي في إدارة المشاريع والتنمية، دعوة من قبل الأسطول الحربي الأمريكي لتدريب منتسبيه على مهارات وفنون إدارة المشاريع الاحترافية، في لفتة تعكس المستوى الذي وصل إليه المدرب العربي عموما والمدرب العماني على وجه خاص. والتقت "الرؤية" مع المدرب العماني للتعرف على تجربته في هذا المجال ودوافع تلقيه هذه الدعوة الدولية.

الرؤية- فايزة الكلبانية

وقال ليث بن عبدالله الحارثي إنه المؤسس والرئيس التنفيذي لمكتب مجان لخدمات التدريب ومركز إنتروبيديا المعني بالتنمية والتطوير الريادي في المشاريع المعرفية. وأضاف: بدأت حياتي المهنية مع الصندوق الاحتياطي العام للدولة لمدة عشرة أعوام كان لها الفضل الكبير في إعدادي وتأهيلي لسوق العمل ثم تفرغت للعمل الحر وكانت بدايتي مع المؤسسات الأكاديمية إلى أن أسست معهد التدريب والاستشارات الخاص بي منذ العام 2010.

وعن الأنشطة والخدمات ونوعية البرامج التدريبات التي يقدمها، قال: أثناء تأسيس المركز تخصصنا في مجال تدريب الكوادر الوطنية عن طريق منح الشهادة الدولية في إدارة المشاريع الإحترافية، ثم توسّعت أنشطتنا وخدماتنا لتشمل برامج استشارات وإصدارات ومؤلفات يصب معظمها في جانب تعزيز الفكر الريادي والقيادي فيما يتعلق بإدارة المشاريع. وكان لنا شرف المساهمة في عدة مشاريع وطنية عن طريق تدريب الكفاءات القيادية في إدارة المشاريع لا سيما مشروعي مطار مسقط الجديد ومشروع منطقة الدقم. وأكبر أعمالنا كان تدريب الشباب مع هيئة تقنية المعلومات خلال عام 2015 في مشروع الحكومة الإلكترونية لأكثر من 40 وزراة وهيئة حكومية.

وحول تنوع مشاركاته الداخليه والخارجية، أضاف الحارثي: بحكم تعاقداتنا الخارجية كانت لنا عدة تجارب في مجال التدريب والاستشارات وحتى الإصدارات مع معهد إدارة المشاريع والمعهد الأمريكي للإدارة والتخطيط ومعهد أميدإيست. كما نفذنا عددا من البرامج المشتركة مع شركات عالمية كبرى مثل شركة كاميرون الأمريكية وشركة إريكسون بالولايات المتحدة الأمريكية وشركة بي إي إيه سيتمز الأوروبية وأخيرا مع الأسطول الحربي الأمريكي في الخليج العربي. وعلى المستوى المحلي كان هناك تدريب مستمر مع البنوك المحلية في السلطنة بالتعاون مع البنك المركزي وكلية الدراسات المصرفية لتقديم برامج تدريب إداري لأكثر من عشرة بنوك لمدة أربع أعوام وتدريب لدى هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصندوق الرفد وريادة.

وقال الحارثي عن آلية اختياره للمشاركة في البرامج التدريبية الدولية: جاءت الدعوة من المعهد العالمي للإدارة والتخطيط بالولايات المتحدة الأمريكية الذي يربطني به عقد عمل منذ عام 2010 وبعد فوزه بمناقصة تدريب ضباط الأسطول الحربي الأمريكي بشبه الجزيرة العربية تم ترشيحي من بين المدربين الدوليين الآخرين لتقديم البرنامج وكانت فرصة لإبراز مستوى المدرب العماني وقدرته على التكيف والعطاء مع مختلف البيئات والمستويات.

تحديات ومصاعب

وردا على سؤال حول نوعية التحديات والصعاب التي واجهها في مشواره، قال الحارثي إن التجربة لم تخل من التحديات وكانت زاخرة بالأحداث ليس لي كمدرب فقط ولكن للمعهد الذي رشحني لقيادة البرنامج. وقد كان المستوى المتطور للمشاركين وهم من كبار الضباط والرتب العسكرية والمدنية بالقاعدة الأمريكية ومنهم من أكمل عدة عقود من الخبرات والعمل فضلا عن مدى التأهيل الذي تلقوه مسبقا مع مراعاة الفروقات في الثقافات والخبرات والاعتبارات الدولية وغيرها مما يجب على المدرب وضعه في الاعتبار.

وأكد المدرب العماني أن التحديات تكاد تكون مشتركة والصعوبات تجبرنا على التأقلم والبحث المستمر، ولعل أبرزها وجود الكوادر الوطنية غير مؤهلة ومدى التزامها بالعمل في القطاع الخاص على خلفية التشريعات الأخيرة التي لم تفرق بين المؤسسة الصغيرة والكبيرة في كثير من القوانين. وهناك تحدي التسويق والشركات غير النظامية والتي يبدو أن الجهات قد تنبهت لها وبدأت التصدي لهذه الظاهرة بعد تفشيها.

وعبر الحارثي عن سعادته بتجربة العمل مع الأسطول البحري الأمريكي، وقال إنها خطوة مهمة للمدرب العربي والعماني على وجه خاص لأن المدرب لا يمثل نفسه فحسب وإنما يسكنه شعور بمدى المسؤولية الوطنية في تمثيل بلده، ومن ثم عليه الأخذ بكل ما يمكنه من تحسين سمعة المدرب العربي. وفي مجال إدارة المشاريع وهي إحدى المجالات التي تحظى باهتمام عالمي متزايد من أجل الوصول بالمشاريع إلى بر الأمان وتحقيق الفوائد المرجوة منها والأهداف المعلنة يجر التفرقة بين بيئات المشاريع وضرورة أن تكتسب مهارات الإدارة الإحترافية للمشاريع والإلتزام بأخلاقيّات المهنة وضوابط معهد إدارة المشاريع الذي رخصت من قبله كمدرب معتمد منذ عام 2010 وهو يعد المظلة الدولية والمرجع العلمي لأساسيات المشاريع وطرق وآليات تخطيطها وتنفيذها ومتابعتها ونحن نقوم حاليا بتدريب الأفراد والمؤسسات والجهات المختلفة على اتباع الدليل العلمي في إدارة المشاريع والأسلوب الممنهج لتحقيق أعلى درجات الدقة لإنهاء المشاريع في وقتها وضمن مستويات الجودة والميزانيات المرصودة والذي لا يزال التحدي الأكبر الذي يواجه معظم المشاريع في مختلف أرجاء العالم ويعد التأهيل والتدريب الوسية الأكفأ لتخطي هذه العقبات.

تجارب تدريبية متنوعة

وحول استعداداته الخاصة للمشاركة في برنامج التدريب بالأسطول الأمريكي والتأقلم مع تلك التجربة الختلفة، قال الحارثي إن نجاح البرنامح يقاس بمدى الإنسجام والتوافق بين المدرب والمشاركين، وكانت التجارب السابقة لي أكبر عون للنجاح في هذا البرنامج كما أن تجاربي مع القطاع العسكري أكسبتني الكثير من أساسيات العمل بالقطاعات العسكرية وقد حظيت بفرص التدريب في أكثر من جهة عسكرية في دول مجلس التعاون مثل وزارات الدفاع بالمملكة العربية السعودية وشركة بي اي إيه سيستمز ووزارة الدفاع بأبوظبي وكذلك وزارة الدفاع بسلطنة عمان، لافتا إلى أن رغبته الأولى بعد التخرج من الثانوية كانت الالتحاق بسلاح الجو السلطاني العماني لكن شاءت الأقدار أن يحصل على بعثة دراسية للخارج.

وعن استيعاب الفروقات الثقافية بين المشاركين في البرامج التدريبية، قال الحارثي إن تلك الفروق كانت التحدي الأكبر إذ لا تعد المهارات الفنية هي الحاجز ولكن القناعات البشرية والسلوكيات داخل الفصل الواحد ومدى القدرة على كسب ود المشاركين ولله الحمد كان التوفيق من الله عز وجل أولا وأخيرا وقد تلقيت بعد إنتهاء البرنامج شهادات التقدير والثناء من قبل القاعدة الأمريكية وكذلك المعهد العالمي للإدارة والتخطيط على نجاح البرنامج ورغبتهم في التعاون معي مجددا في المستقبل.

وحول رسالته ونصيحته التي يوجهها للمدرب العربي والعماني، قال الحارثي: يجب أن نشيد بجهود الإخوة المدربين العمانيين وندعو المولى عز وجل أن يوفق خطاهم ويكلل جهودهم بالخير والنجاح مذكرًا نفسي وإيّاهم بضرورة التسلح بالعلم والإطلاع والتزود بالخبرات والمعارف والعلوم وإدراك أن التدريب رسالة قبل أن يكون مهنة، كما أنّ أنجح المدربين هو من أدرك رسالته في الحياة، لذلك يجب على المدرب العربي ألا يحصر نفسه في الرغبة في المكسب المادي فقط ولكن عليه أن يحقق معنى "كل مسخر لما يسر له". وأضاف أن مجال التدريب خصب وسيظل العاملون فيه دائما طلاب علم يستفيدون من الثقافات واللغات والسياسات.

تعليق عبر الفيس بوك