مهرجان مسقط .. الحدث الخافت

إضاءة

مسعود الحمداني

ـ إذا أردتَ تسويقا جيدا فلا تبخل عليه بالمال..

ـ وإذا أردتَ أن تصنعَ حدثا قويّا وفاعلا فعليك أن توفّر له كل الإمكانات..المالية والبشرية والتنظيمية..

ـ أنصافُ الحلول لا تصنع إلا أنصافَ المناسبات.. وفي هذه الحال تُهدَر أموال كثيرة لحدثٍ بسيطٍ وخافت.. فيضيعُ المال.. ويضيعُ الحدث..

ـ ادفعْ أكثر، وحدد هدفك، ووسائل تحقيقها.. واحصل على حدثٍ أكبر أثرًا وتأثيرًا..

ـ ادفع بالتي هي أحسن، واحصل على (حُسْن النوايا)!!

ـ ولكن يمكنك كذلك صناعة حدثٍ كبير بإمكانياتٍ محدودة، ولكن في هذه الحالة عليك أن تكون ذكياً، ومرناً، ومسوِّقاً جيدا، ولديك خطط بديلة..

ـ المهرجانات لم تعد لمجرد سد الفراغ..هي أكثر من ذلك.. فهي هدفٌ استراتيجي، يسعى للفت الأنظار إليه، وإلى البلد الذي تقام فيه في الداخل والخارج..

ـ وهو هدف سياحيّ يثير فضولَ الآخرين، ويجذب انتباههم.. فينجح في غايته..

أما أن يُقام المهرجان لمجرد أن يُقام، ففي ذلك هدرٌ للمال العام.. وهدرٌ لأوقات الناس..

ـ قبل سنواتٍ كان مهرجان مسقط يسبّب أزمةً مروريةً حادة، فطوابير السيارات تمتد لعدة كيلومترات، والازدحام كان سمة رئيسة له..

ـ أمّا في هذا المهرجان، فإنّ الزائر الغريب لمحافظة مسقط لا يكاد يشعر بوجود حركةٍ غير طبيعيةٍ في العاصمة، فلا زحمة مرورية، ولا مظاهرَ دالّةٍ على وجود المهرجان، إلا بعض الإعلانات المعلّقة على أعمدة الإنارة في الشوارع الرئيسية.. كما أن الحركةَ الشرائية ضعيفةٌ، والأسعار ارتفعت عن السابق.

ـ كنا نتوقع أن تستثمر بلدية مسقط الخبرة التراكمية التي استمدتها خلال سنواتٍ طويلة من تنظيمها لهذا المهرجان، وأن تصنع بأقلِّ الموارد حدثا مركزيًا هاما..

ـ الكثيرون يعرفون أنّ الأمور المالية ليست على ما يرام في البلدية، كما هو الحال في المؤسسات الأخرى بوجه عام.. ولكن أيضًا يعرف الكثيرون أن مبلغا محترما يُضخ في وريد هذا المهرجان ليبقى..

ـ كان بالإمكان صناعة حدثٍ جيد.. بإمكانياتٍ بسيطة نسبيا.. بالتركيز على التنويع، والتسويق، وفي ظل وجود خططِ طوارئ بديلةٍ تتجاوز مثل هذه الظروف الاستثنائية..

ـ مهرجان مسقط أصبح معْلماً سياحيا هاما، ويجب أن يبقى كذلك.. ولكن بمساحةٍ أكبر للحركة، وبأفكارٍ جديدة، وثريّةٍ، ومتنوعة، تسعى لتسويق السلطنة كمَعْلمٍ سياحيّ للعالم، وليس مجرد حدثٍ عابرٍ على أجندة بلدية مسقط.

Samawat2004@live.com

تعليق عبر الفيس بوك