حفظك الله يا نور عمان

طالب المقبالي

خفقت قلوبنا مع سماع البيان الصادر من ديوان البلاط السلطاني مساء أمس السبت الرابع من شهر جمادى الأولى 1437 هـ الموافق الثالث عشر من شهر فبراير 2016م. والذي أعلن فيه مغادرة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية لمتابعة الفحوصات الطبيّة الدورية والتي سوف تستغرق فترة محدودة بإذن الله.

البيان حمل في مضمونه شقين أحدهما مفاجأة، وفي الشق الثاني طمأنينة. فالمفاجأة هي مغادرة صاحب الجلالة لإجراء الفحوصات الدورية وتحمل في طيّاتها تخوفا من طول الغياب لما مرّ علينا من أيام وأشهر عصيبة من الانتظار والتلهف لسماع الأخبار الطيبة عن صحة جلالته، إلا أنّ الشق الثاني الذي صيغ بدقة متناهية وبحكمة نابعة من سابق معرفة بمرارة الشوق والتلهف لسماع الأخبار المفرحة التي تثلج الصدر، فكانت الرسالة أنّ الرحلة ستكون لفترة محدودة، هذه الكلمة فيه البلسم والطمأنينة بأنّ الرحلة ستكون قصيرة بعكس الرحلة السابقة التي حبست الأنفاس وأسالت الدموع لدى الصغار قبل الكبار، ولدى المحبين لهذا البلد من عمانيين ووافدين.

فكم شاهدنا من الدموع تتهاطل من الأعين وأكف الضراعة مرفوعة إلى السماء متضرعة إلى العلي القدير أن يحفظ جلالته وأن ينعم عليه بلباس الصحة والعافية وأن يعيده إلى أرض الوطن سالما معافى.

فلا يمكن لأي منا أن ينسى تلك الأفراح التي عمت جميع أرجاء البلاد فور الإعلان عن وصول حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- إلى أرض الوطن بعد رحلة علاج طويلة تكللت بالنجاح ولله الحمد.

وقد عبر المواطنون عن فرحتهم الغامرة بالعودة السامية إلى أرض الوطن متمنين لجلالته دوام الصحة والعافية وطول العمر.

وقد وصف الشعب عودة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم إلى أرض الوطن هي بمثابة عودة الروح إلى الجسد، فعمان الجسد وقابوس الروح والحياة والنبض، فبعودته عادت الحياة إلى عمان بعد فراق دام تسعة أشهر كانت كفيلة برفع أكف أيدي شعب بأكمله إلى السماء تضرعا وتوسلا إليه بأن يمن على جلالته بالصحة والعافية.

لم لا وقد حبا الله عمان بهذا القائد الذي تمنت كل الشعوب أن تجد قائدًا يحمل هذه الصفات الفريدة، والذي يعتبر من القادة الأفذاذ على مستوى العالم، بحنكته وقيادته على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، مما أكسبه حب وإخلاص شعبه، واحترام قادة وشعوب دول العالم.

ونحن كعمانيين في كل مناسبة يرفع فيها اسم جلالته ويحظى بالإشادة والتقدير فإننا نشعر بفرحة غامرة وبالفخر والاعتزاز. سائلين المولى عزّ وجل أن يسبغ على جلالته لباس الصحة والعافية، وأن يحفظ جلالته ذخرًا وفخرًا لعمان الغالية، وأن يعيده إلى بلاده وشعبه من هذه الرحلة متمتعًا بتمام الصحة والعافية.

muqbali@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك