هاجس

 

 

المعتصم البوسعيدي

 

هاجس

من سحاب اليأس، ليتها تهرب غيمة؛ فالأرض ثكلى، واليباس يضُمها، والشفاه تهمس بالسؤال.. متى يغسل المطر أرواحنا المثقلة بهاجس السحاب!!

 

بحر

أخيرًا سنستضيف على شواطئ نادي الموج للجولف بمسقط ما سُمي "بأضخم" حدث رياضي بالسلطنة؛ السابع والعشرين من فبراير الجاري موعد الجولة الافتتاحية من كأس أمريكا الشراعي بنسخته الخامسة والثلاثين، كأس لها إرث قديم يعود للعام 1851 وتُعد واجهة رياضية استثمارية خاصة وإنها برعاية "لويس فويتون" العلامة التجارية الشهيرة، الحدث سينظمه "عُمان للإبحار" وبالتأكيد سيتطلب الأمر جهدا جبارا وتنظيما ذا مستوى عال، وأتمنى أن نجد عنصر الإبداع والاشتغال على تغطية إعلامية استثنائية، وتكوين تكاملية تُطلعنا على هذا الحدث برؤية مختلفة عن النسق المعتاد، الحدث فرح آخر يجلبه "البحر" هذا الذي ما زال يُسعدنا إلا أنّه حمل معه هذه المرة سفينة من الحزنِ والوداع المُر؛ فببالغ الأسى نقدم تعازينا الحارة مرة ومرات في فقيد الوطن البحار البطل محمد العلوي ـ رحمه الله ـ الذي وُورِيَ الثرىخلال هذا الأسبوع، إنها الدنيا ورحلتها الفانية، وإنني لأرجو من "عُمان للإبحار" أن تصنع أيقونة للراحل تخلد ذكراه.

معادلة سهلة

التفاعل حول مقالتي في الأسبوع الماضي "صوت الجماهير" أنصب أغلبه حول البنية التحتية لملاعبنا ومدى توفيرها لحاجات الجماهير، والوضع المحلي في جوانب مختلفة يبدو متشابهًا؛ فنحن لا نحتاج "لثورة أفكار" حتى نضع النقاط على الحروف لأبسط الأشياء، بل نحتاج فقط أن نستفيد من التجارب، من المشاهد، من عدم الأنانية، نحتاج لسخاء الأخذ برأي المجتمع؛ فملاعبنا أيها "المسؤول" خاوية من البهجة، من التسلية، من مكونات الجذب الرئيسية الخارجة عن الرياضة ذاتها، والمعادلة سهلة وبسيطة.. متى كان ذهابنا للملعب يشبه ذهابنا لأيّ مهرجان نشاهد فيه ما نحب مع من نحب سنحل أسئلة كثيرة بجواب واضح!!

شورى

علمتُ مؤخرًا أنّ هناك حراكاً في مجلس الشورى حول واقع الأندية والفرق الأهلية، حراك يستهدف الواقع والطموح، بداية من مكرمة "المليون" والشد والجذب في كيفية وآلية الصرف بين إنشاء البنية التحتية والاستثمار ذوي العائد المستقبلي وصولاً لعلاقة النادي بالمجتمع المدني والفرق الأهلية ومدى التأثير والتأثر في سبيل بوصلة المسار الحقيقي نحو فرد مؤثر ومؤسسة فاعلة، هذه الإشراقات الرائعة من بعض أعضاء مجلس الشورى الذين يولون اهتماما كبيرا بقطاع الشباب ويمتلكون لجاناً أو بالأصح رؤية يسعون لتحقيقها منطلقين من برامجهم الانتخابية إبان فترة الترشح والانتخابات هي إشراقات باعثة للطمأنينة والأمل، وتعزز ـ بلا شك ـ كل المحاولات الجادة للنهوض بالرياضة العُمانية.

 

الـمُدن

يدور الحوار أدناه في رواية "قصة حب مجوسية" لعبد الرحمن مُنيف..

- ماذا تفعل؟

- أرقب المدينة!

- لكي تتعرف عليها؟!

- لكي لا أنساها!

- وهل اكتشفت شيئًا جديدًا؟

- لا أريد أن اكتشف، بل لأتأكد؟!

رواية كما جاء في تعريفها المقتضب تحمل من بين رسائلها محاولة لإعادة صياغة العلاقات لجعل الحياة أكثر جمالاً واكتمالاً، "الـمُدن هم البشر" وهم من يحتاج أن يكتشفوا ويتأكدوا من أنفسهم على حد سواء، تمامًا كما تحتاج رياضتنا أن تكتشف نفسها وتتأكد من تغيرها الإيجابي، التجرُّد من الأدوات وعدم الاكتفاء بالاعتماد على الآخرين سيتيح لنا معرفة قيمة كل فرد، والحذر كل الحذر من "تبعية فرعونية" تورد الهلاك، والذكاء كل الذكاء "بتبعية نوح" للنجاة من طوفان النزاعات والتفرق!!.

 

تعليق عبر الفيس بوك