عشاق " أم الدنيا"

فايزة سويلم الكلبانية

faiza@alroya.info

وقفة أولى

كنت أتعجب كثيرًا عندما أبدأ في خوض نقاشات عدة مع عددٍ من الزملاء والأصدقاء العمانيين وغير العمانيين العاشقين لــ "مصر" جوها وبرها ونيلها..وأيامها..ولياليها..لكون ظروف الزمان أجبرتهم على العيش في كنفها..أو عاشوا فيها فترة من شبابهم بغرض الدراسة أو العمل.. فارتبطوا بأهلها ارتباطاً وثيقاً.. وصنعوا لهم ذكريات لا تُعد ولا تُحصى بين محافظاتها وشوارعها وأروقتها ومعالمها التي يحكي كل مَعلم منها قصة وطن وكفاح شعب صامد، وبالرغم من الكثافة السكانية للشعب المصري، وصعوبة الحياة وقسوتها، إلا أنّ غالب أهلها تجد الواحد منهم يسعى لرزقه ومهما بانت عليه بوادر الإنهاك والتعب إلا أنّ ابتسامته حاضرة على محياه ..وروح الدعابة لا تفارقه..هكذا هم أبناء مصر بالرغم من أوجه الاختلاف سواء في الدين أو الثقافة أو اللهجة أو الرأي.. ليالي مصر جعلتني أُيقن أنها المدينة الأخرى التي لا تنام..وأيقنت مفهوم العبارة التي يرددها كل مصري أو عاشق لمصر " اللي يشرب من نيلها لابد يرجعلها" ، فلهذا نجد عشاق مصر أينما كانوا لابد وأن يزورونها ولو مرة في السنة.. "وكم من عاشق لمصر لا ينتمي لشعبها حقاً".

وقفة ثانية

" أعضاء مركز الإعلام السياحي العربي"..بالفعل كنتم خير سفراء لأوطانكم..وخير صحبة بنقاء أرواحكم المرحة.. انطلاقة أعمال الملتقى الثامن للإعلام السياحي العربي، الذي ينظمه المركز العربي للإعلام السياحي بالتعاون مع وزارة السياحة المصرية، وبحضور 15 دولة عربية تُعد نقطة البداية لسلسلة من الأعمال والإنجازات التي يسعى المركز بهمة أعضائه ومجلس إدارته إلى تحقيقها للارتقاء بالسياحة في دولنا العربية مُعلنين أهمية دور الإعلام السياحي في الترويج للسياحة في الوطن العربي، ومشددين على ضرورة إيجاد البرامج المُحفزة للسياح العرب والعمل على تشجيع السياحة البينية بين جميع الدول العربية؛ في ظل المقومات السياحية المتنوعة في كل دولة..وبتكاتف صفوفنا..ووحدة كلمتنا..سنرفع من الوعي السياحي العربي بالرغم من الأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية العاصفة التي تمر بها بعض مناطق عالمنا العربي.

وقفة ثالثة

"أسوان" أهم مُدن النوبة والمنطقة الحضارية التي طالما ظلت البوابة الجنوبية لمصر، كانت الوجهة السياحية التي قصدها أعضاء مركز الإعلام السياحي العربي، سمعناً كثيرًا عن الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وغيرها من المحافظات السياحية بمصر ولكن نادرًا ما كنت أسمع زائرًا يذهب لمصر قاصدا "أسوان" والتي تتمتع بطيبة شعبها، وعراقة سوقها، وروعة التنقلات البحرية على طول نهر النيل الذي ترقد هذه المدينة على جنباته، ومناخها المعتدل، وشمسها الدافئة، وآثارها الخالدة ، والهدوء الذي يخيم على أجواء لياليها الباردة..بالفعل في "أسوان" رسمنا أجمل حكاية.. متنقلين بين متحف النوبة إلى معبد فيلة مرورًا بمعبد أبو سمبل وعرجنا على أعظم إنجازات الزعيم جمال عبد الناصر والمتمثل بــ "السد العالي" ومتحف أسوان وختمنا رحلتنا بمنظر غروب شمس أسوان الساحر...

همسة لعشاق" أم الدنيا"

هناك الكثير مما يُمكن أن نكتب عنه عندما يأتي ذكر " أم الدنيا"...ولكنني ركزت على مقتطفات عشت تجربتها..لأسردها عبر سطور زاويتي هذه..انتقيتها من بين الحنين وعبق الذكريات وأمل الحاضر..

شكراً لمن مروا عبر بوابة القلب من أساتذة وإخوة وأصدقاء ممن ينتمون لمصر أو رافقونا لوضع بصمة عبر أروقة هذه الدولة العظيمة...

إلى "صبايا أسوان" و "رفقاء السفر"...تحية شوق

وإلى عشاق " أم الدنيا"..أجمل تحية..

تعليق عبر الفيس بوك