الخنجري: أتطلع للدخول في عوالم تأملية واكتشاف مناطق غير مألوفة في عالم الإخراج

أكد أنّ مزاولة الفن دون موهبة حقيقية ضرب من السراب

- لابد من رصد الصراع المحتدم بين مظاهرنا المعيشية والعالم

قال المخرج المخرج يعقوب الخنجري إنّ الإخراج عملية فنية تعتمد في ركائزها الأولى على الموهبة المتجذرة في النفس وسعة الخيال وخصوبته، مضيفا أنّ مزاولة الفن دون موهبة حقيقية هو ضرب من السراب؛ لأنّ الفن عمليّة حسيّة داخلية وليس مجرد عملية لتفعيل الطاقة المعرفية فقط. لافتا إلى ضرورة صقل هذه الموهبة بالدراسة والمعرفة العلمية التي تفتح آفاقًا واسعة للموهوب من خلال الدربة والمراس. وأوضح الخنجري في حواره مع "الرؤية" أن إعجابه الشديد بالفن السابع والشاشة البلورية دفعه إلى سلوك طريق الإخراج وفضاءات كتابة السيناريو، لافتا إلى أن رحابة رؤى كبار المخرجين العالميين واتساع خيالهم في طرح قضايا الواقع ومعالجتها قاده لرصد علاقة الصراع المحتدمة بين مظاهرنا المعيشية والعالم وكتابة ما يدور في ذهنه من تصورات حول قضايانا الاجتماعية والثقافية وغيرها.

أجرته - تهاني البطرانية

وحول بدايته الأولى يقول المخرج الشامل الخنجري أنّ نقطة التشكل بدأت عام 1987م حيث شارك في العديد من المسرحيات التي تقيمها المدارس آنذاك، رغم أنّ المسارح في ذلك الوقت كانت قديمة ورثة بعض الشيء ولا تشجع على الاستمرار والوقوف عليها إلا أنها كانت الدرجة الأولى من السلم الذي انطلقت منه نحو عالم التمثيل والإخراج المسرحي. ويضيف: بعدها أسست بكل عزم وإصرار مع أصدقائي فرقة مسرحية قدمت من خلالها الكثير من العروض المسرحية. وأنّه من خلال تمثيله المستمر، توطدت علاقته بالإخراج وكتابة السيناريو والمونتاج، الأمر الذي أكسبه خبرة أكثر. وتابع أن حبل الإبداع شده إلى آفاق فن الإخراج، ودفعه للعمل على إخراج العديد من البرامج والأفلام الوثائقية والدراميّة مع زملائه.

صعوبات وتحديات

ويرى الخنجري أنّ التحديات أمر طبيعي يكتنف كل عمل إبداعي، ولكن الأهم ألا نسمح لأي عائق أن يقف أمام موهبتنا وتطلعاتنت الفكريّة، وأن علينا أن نتجاوز الصعوبات والمشكلات بالمعرفة المتجددة والإصرار المتوقد. مشيرا إلى أنّه ربما يصادفك تضاد أحيانا بين تطلعات المخرج ورؤية بعض المؤسسات وهذا ما يجعل المخرج العماني مرتبطاً ارتباطا وثيقا بتلك القيود ويبقى غير قادر على تجاوزها ولكن يجب علينا الخروج من الدائرة الضيقة، والذهاب إلى الأعمال الفنية العميقة بالقدرة الشخصية والفكر الرحب وعدم النظر للأمور من زاوية واحدة. لافتا إلى أنّ السبيل الوحيد لتخطي العقبات والعراقيل يتمثل في المثابرة والدعم من قبل المجتمع والمؤسسات الحكومية.

وعن أهم أعماله في مجال الكتابة والإخراج والمونتاج يقول الخنجري إن أبرزها: كتابة مسرحية أين الامانة؟ ومسرحية من هو المجنون؟ وكتابة سيناريو مسلسل الليل أوراق الغريب، وفيلم نزيف مطلق، ومونتاج مسلسل ومضة فنار، ومسلسل قيم الجزء الثاني، وفيلم تقطير الورد في الجبل الأخضر، مضيفا أنه أخرج عددا من الأفلام التي شكلت علامة فارقة في مسيرته كفيلم مسيرة ثابتة ونهج راسخ وفيلم العريش. حيث كان لها الصدى في إثار عدد من التساؤلات والرؤى، وتابع أن هذه الأعمال لاقت استحساناً كبيراً من المتابعين حيث تفاعل الجمهور معها نظراً للجودة الفنية والقيمة الإنسانية التي تحملها، وناشد الخنجري المؤسسات الثقافية الاهتمام بجوهر الفن والابتعاد عن المعالجات السطحيّة التي لا تقدم حضوراً مدهشا ولافتًا؛ فالجمهور يبحث دائمًا عن الشيء الذي يلامس قلبه ويصدقه عقله.

فضاءات إخراجية جديدة

واختتم الخنجري حديثه بأنّه يتطلع لخوض رحلة اكتشاف مناطق جديدة غير مألوفة وسائدة في عالم الإخراج وذلك من خلال الدخول في عوالم تأمليّة مع الفضاء وإيجاد كل ما هو غير مأهول ليشبع رغبة وحاجة المشاهد. وأنه يعمل حاليًا على فيلمين جديدين الأول بعنوان " نزيف الأسفلت" والثاني بعنوان "يوسف".

تعليق عبر الفيس بوك