رفقا ببلادكم أهل عمان

إسماعيل بن صالح الأغبري

عُمان ذات موقع متميز بحر عمان وبحر العرب والخليج العربي والمحيط الهندي ومضيق هرمز تحديدًا بعض عوامل نموها اقتصاديًا إذا تمّ مسابقة الزمن للإفادة من ذلك واستثماره.

عُمان ذات علاقات إقليمية ودولية عميقة قديمة وهذا يعني أصالة في الوجود وندية مع الدول المُتقدمة في الوجود أي أنّ نشأتها أصيلة وليست نشأة بولادة قيصرية أو بانفصال عن أصل أو بظهور على حين غفلةٍ أو نشأة مقرونة بمساعدة مستعمر مادته فرق تسد.

عُمان ذات رصيد فكري وثقافي يمكنه العيش مع الآخر مسلماً كان أو غير مسلم والأمم العالمية تبحث في الشرق الأوسط المستعر عن دولة وعن مثل هذا الفكر ولم يبق إلا آليات التسويق والتشويق.

عمان بلاد آمنة مطمئنة مستقرة خالية من التطرف بعيدة عن التشدد لا يجد فيها الوافد غلظة القول ولا سوء، الفعل بسبب فوارق الدين أو الجنس أو العرق.
وهو ما يقر به الدبلوماسيون ورجال الأعمال والعمال والسياح وكل زائر لعُمان.

من يزور السلطنة يجد نمطاً من العيش والحياة العمانية الهادئة بخلاف الدول العربية المضطربة سياسياً وأمنياً واقتصادياً.

السلطنة قيادة حكيمة بعيدة عن صب الزيت على النّار ورسول سلام في الإقليم والعالم وهو دور عزّ القيام به في العالم العربي وهذا يؤهل السلطنة للقيام بدور أكبر في الإقليم والعالم.

الغربي أغلقت في وجهه السياحة في مصر، وتونس وليبيا وسوريا واليمن بسبب ما تشهده تلك البلدان من اضطراب وبسبب الفكر الذي تتبناه دول وتسعى إلى تصديره ليس فقط إلى العالم الإسلامي ولكن إلى بلاد الغرب عبر ما يسمى بالمراكز الإسلامية.

الغرب يتلمس الاعتدال ورسالة الإسلام في عُمان ومن عمان وهذا يؤهل عمان للصعود اقتصادياً أيضًا.

الغرب سئم قيادات العرب التي تختلف دائمًا بينها وتؤجج خلافاتها بينها وتارة تدعو الناتو للتدخل والقصف وغزو بلاد العرب وتارة تدعو الغرب إلى الكف عن التدخل ووجوب رفع الغرب يده عن بلاد العرب.

الغرب لم يجد في العرب قيادة كسلطان عُمان وضوحا في المنهج وبعدًا في السياسة عن الاضطراب والفتن وهذا يؤهل السلطنة للصعود اقتصاديا أيضا.

إنّ السلطنة بتلك العوامل يمكن أن تنهض اقتصادياً خاصة وأن بعض التقارير تشبهها في الأمن بسويسرا وتشبهها في احتمال الصعود الاقتصادي بسنغافورة.

إن دولاً عديدة لا ترغب في صعود السلطنة لافتقار تلك الدول العمق الوجودي والإرث التاريخي والموقع الاستراتيجي واعتدال السياسة والثقافة.

دول عدة لا ترغب في نمو اقتصادي في السلطنة اعتقادًا منها بأنّ السلطنة قد تسحب البساط من تحت أقدامها خاصة وأنّ السلطنة يمكن أن يتصاعد نموها اقتصاديًا إذا استغلت تلك المؤهلات حتى لو ذهب النفط بينما نمو بعض الدول ليس بسبب طبيعي.

واضح أنّه كلما نجحت السلطنة في مشروع كحسن علاقات مع كافة الدول أثار ذلك موجة حرب إعلامية مدفوعة الأجر من دول عدة.
ولما كانت قيادة السلطنة تقرأ المشهد جيدًا فنسجت خير العلاقات مع إيران والغرب وعجزت دول عن ذلك خافت هذه الدول أن تزداد عُمان مكانة وتفضيلاً لها في المعاملات الاقتصادية فانطلقت عليها حملات إعلامية لمحاولة صرف الشركات عن الاستثمار في عُمان.

ظهر مؤخرًا تقرير مدفوع الأجر يفيد بأنّ السلطنة الأولى فسادا إدارياً ومالياً على مستوى الخليج .. للأسف الشديد تناول البعض التقرير وأذاعه ونشره باذلاً طاقته في ذلك عبر كل وسيلة إعلامية. إن الإنسان لا بد أن يقف أمام هذه التقارير التي أخذت تتوالى سلباً عن عُمان بل صارت تنطلق تغريدات عديدة عبر {التويتر} و [الفيس بوك] وغيرها تشويهًا للسلطنة ثم بدأت قنوات مقربة من سلطات بعض الدول تغمز السلطنة كما أنّ مواقع عدة مُقربة من سلطات بعض الدول تبث أخبارًا عن عُمان غير سارة. إنّ هذه الحملة ليست عشوائية بل مُمنهجة المقصود منها فت عضد الدولة لتحقيق أطماع سياسية واقتصادية وفكرية وجغرافية.
يبدو أنّ هذه الحملة سوف تزداد قادم الأيام وسوف تتكاثر هذه الأقلام المستأجرة مثل استئجار المرتزقة من بلدان شتى للقتال في عدد من البلدان.

إنّ هذه الحملة التي تنطلق من مُغردين أو قنوات مُقربة من سلطات دول أو من منظمات أخذت الأثمان قد اشتدت بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب ولا ننسى أن دولاً كارهة لهذا الاتفاق وكانت تتمنى قصفاً وحرباً مدمرة ضد إيران وتتمنى تشديد العقوبات على إيران لكن الاتفاق قوض هذه الأماني.
لا ننسى أن السلطنة كانت سببًا في تجنيب العالم والخليج حربا تحرق كل ثابت ومتحرك وأن السلطنة بذلت جهدا في التقريب بين وجهات النظر ترجمة عملية لما تؤمن به القيادة العمانية من أن خيار السلام خيار إستراتيجي وليس تكتيكي أو دبلوماسية أو مجاملة.
إنّ خيار السلام الذي ارتضته السلطنة يتعارض مع خيار عدد من الدول التي تدعم خوض الحروب ودعم جماعات التشدد وتأجيج الفتن والتمرد في عدد من البلدان.
لقد تصاعدت الحملات النفسية والإعلامية ضد السلطنة بعد الاتفاق النووي وبعد رفضها الدخول في أيّ حلف كيدي.
تصاعدت الحملات وسوف تتصاعد رغبة من بعض الدول في ثني عمان عن استقلالها وعدم تبعيتها في اتخاذ قراراتها.
إنّ دولا عدة تتخوف من تدفق الاستثمارات إلى أرض السلطنة خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي واحتمال ضخ مليارات وإنشاء مشاريع في السلطنة.
إنّ الوعي الثقافي والسياسي لدى العُماني كفيل بإبطال مفعول هذه الحملات.
وعلينا أن نتذكر أنّ الحروب الإعلامية والنفسية معهودة منذ القدم ولها تأثير سلبي على الأمم والشعوب ما لم تتنبه هذه الأمم لخطر هذه الإشاعات.
إنّ عمان لها أسبقية الوجود التاريخي ولها امتدادها أيضا التاريخي وعمان ذات جذور عميقة كما أنّها غدت من الدول الآمنة المستقرة في خضم اضطراب بلاد العالم الإسلامي والسلطنة تتمتع بعلاقات حسنة مع كافة دول الإقليم والعالم. عمان تمتلك إرثا حضارياً تفتقده دول كثيرة. السلطنة ذات قيادة متعقلة حكيمة تجنبت بؤر الفتن أو الانخراط في الفتن، السلطنة لديها قيادة لا تقود البلاد بالعاطفة والمزاجية والانفعالات وإنما بسياسة وعقل وإتزان، إن تلك الأسباب تدفع بالبعض لتشويه صورة البلاد وعلينا ألا ننخدع بما يروج وما سيتم ترويجه.
عمان دوماً مستقلة ولن تكون تابعة.

 

تعليق عبر الفيس بوك