لا يصح !

خالد الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

 

عيب على كل مسؤول وعيب على كل مختص وعيب علينا جميعا أن نرى بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا يجلسن على أرصفة المحلات منذ الساعات الأولى للفجر ويستظللن بظلال الأشجار ويبحثن عن مأوى يحفظن فيه أنفسهن من عيون المارة الذين يمرون من أمامهنّ ومن خلفهن لتمرقهن الأعين من كل حدب وصوب.

إنه موقف أقل ما يقال عنه أنّه مخزٍ وأنا أتصبح يوميًا برؤية بنات وطني وجلدتي في محنة تعليم السياقة التي هي ذل وأيّما ذل وإهانة لا يرضاها عاقل ولا يقرها ذو لب، يحاولن أن يحتمين من العيون وسرقات النظر ويتجمّعن في تجمّعات كبيرة وتكتلات حتى يحافظن على بهاء وجوههن من نظرات تخترق التجمعات.

تلسعهنّ برودة الشتاء وتقض مضاجعهنّ حرارة الصيف، والشتاء والصيف وجهان لعملة صعبة تعاني منها فئات من مجتمعنا الغالي بل فئة من أغلى الفئات.. إنهنّ أخواتنا وأمهاتنا ونساء الغد المشرق، قادهن طموحهنّ وتطلعهنّ إلى غد جميل لهن ولأسرهن أن يتكبدن المشقة والتعب وبرودة الشتاء وحرارة الصيف وضربن بعرض الحائط كلام كل مثبط ومستهين بقدراتهن وعطائهن لعمان فكان نصيبهن أن يتعلّمن السياقة دون أدنى الشروط الصحية والأمنية والإنسانية فلا مواقع مهيأة ومخصصة لهن للتجمع ولا مراعاة من قبل أصحاب شركات تعليم السياقة ولا مراعاة من قبل الجهات المختصة في تجهيز مواقع مخصصة للتعليم والقيادة وإنما فوضى أينما حللت وحال لسان أخواتنا المتعلمات للسياقة يقول (مكره أخاك لا بطل).

نعم إنهنّ مكرهات على أشياء كثيرة لا يد لهن فيها بداية من موافقتهنّ مجبورات على التعلم على يد رجل يختلي بهنّ ويتحاور معهنّ ويعلو صوته عليهنّ مع ما يرافق ذلك من تجاوزات يندى لها الجبين، وتحاول الكثير من النساء تعليم قيادة السيارة على يد نساء ولكن لا يجدن إلى ذلك سبيلا فمعلمات السياقة قليلات جدًا ونادرات وإذا ما وجدن فأنهنّ يبالغن في السعر ويتشرّطن شروطا صعبة تنفر منها كل من أرادت التعليم.

ومع هذه الشروط الصعبة والمبالغ المالية الكبيرة التي تطلب منهنّ تستمر الإهانة بمواقع التعليم حيث تكون وسط الأحياء السكنية وفي المزارع وبين الأوساخ والقاذورات وتحت الغافة وفي السكك والحواري في منتصف النهار وقت الصيف ومن الفجر في الشتاء بدون مراعاة لخصوصيّة النساء في مواقع تعليم السياقة في الولايات الأم أو حتى في الولايات التي يقدم فيها الفحص (صحار- الرستاق- مسقط - إبراء مثلا) والتي تكون المعاناة فيها أكبر وأشد حيث يخرجن المتعلمات من الفجر ويرجعن بيوتهن بعد الظهر لأجل تعليم ساعة واحدة.

على المؤسسات المعنية أن تسارع وبأسرع ما يمكن في ترتيب وضع هذه المهنة وأن يتم مراعاة اختيار مواقع مناسبة تناسب كل الأوضاع والشرائح تكون نظيفة وآمنة وملتزمة بالشروط الصحيّة والأمنيّة والإنسانية.. ودمتم ودامت عمان بخير.

 

تعليق عبر الفيس بوك