زرْعُ الفساد.. و حَرْثُ المفسدين!!

إضاءة

مسعود الحمداني

ـ الفسادُ هو: أن يأخذ أحدهم حصتك من وطنك.. ويترك لك الفُتات.. وقد لا يترك لك شيئًا..

ـ وهو الداءُ المستشري الذي يهدّ حصونَ الدول من أركانها..

ويجعلُ عاليها سافلها..

ـ وبه تغيبُ العدالة.. وعنده ينتهي (أساسُ المُلكِ وهو العدل).

ـ وهو الشَرَكُ الذي ينصبه المنْصب لأصحابه.. ويستدرجهم نحو الهاوية..

وينجو من العقابِ من ينجو.. ويتورطُ في المحاكم من يتورط.. ثم ينجو!!

ـ لذا اعتاد البعض على أخذِ كل ما خفَّ حمْلهُ وغلا ثمنهُ خلال فترة نفوذهم.. لأنهم على يقين من أمرين:

الأول: أنّ المنصبَ لن يدوم..

والثاني: أنّهم سينجون من العقاب.

و..(من أمِن العقابَ أساءَ الأدب).

ـ ولذلك يتجرأ مسؤولون في دولٍ شتى على القانون.. ويتخذون من بلدانهم مزرعةً للفساد.. ومن المنصب مطيةً للوصول إلى الثراءِ السريع.

ـ والفسادُ بئرٌ ذات قاعٍ سحيقٍ.. مظلمٍ.. يقوم به أحيانا من لا وطنية لديهم.. وأولئك الذين تساوى في موازينهم الوطن والدكاكين.. حتى ولو باعوا الوطن بثمن بخسٍ لحفنةٍ من التجار الأجانب.

ـ ويستفيد منه أشخاصٌ لا هَمّ لهم سوى أنفسهم، ولا اعتبار لغير مصالحهم، حتى ولو داسوا على غيرهم.. وحتى لو دفعوا في سبيل ذلك الرشاوي.. وعاثوا في الأرض فسادًا.. فالأهم في قناعاتهم أنّ يأخذوا حقوقهم وحقوق غيرهم.. ولا عزاء للوطن..

ـ ولا سبيل لمحاربة الفساد إلا بإعلان (الحرب) عليه.. واجتثاثه من جذوره، وتعليق جثته على أعوادِ المشانق.. ومحاسبةِ المتسببين فيه.. وألا نكتفي برفع الشعارات واللافتات وننسى أنّ الوضع بحاجة إلى العلاج، و(خير الدواء الكيّ)!!.. وليس آخره.. لأننا لو انتظرنا (آخرهُ) لما بقي لدينا غير التراب.. وحتى هذا التراب لن نضمن أن يأخذه غيرنا.. ولن نضمن أنّ الهواء لن يلوثّه المفسدون.. وسنعودُ حينها عراة، حفاةً ننتظر المجهول.

ـ وهذا ليس طريقا سهلا.. ولا سريعا.. ولن نجد في قومٍ اعتاد كبراؤهم على الفوضى في قضاء مصالحهم الخاصة، نبيا مرسلا يقوم بهذه المهمة، خاصة إذا كان الوضعُ مغريا بالفساد، والبيئة مرتعًا خصبا للإفساد..

ـ لذلك.. إذا أردنا حقا القضاء على هذا الغولِ المرعبِ المسمّى بالفساد علينا باجتثاث القوانين التي تتيح للمفسدين والمنتفعين اللعب على أوتارها، وليس الاكتفاء بمحاسبة الأشخاص، بل علينا محاسبة القانون، وسد الثغرات، والفجوات التي يدخل من بابها ريح الفساد والمفسدين..

لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرًا

Samawat2004@live.com

تعليق عبر الفيس بوك