فريق "عبور الربع الخالي" يعود إلى السلطنة بعد أن قطع 1300 كيلومتر في 49 يومًا

الجابري: الرحلة إنجاز تاريخي سيظل شاهدًا على قوة إرادة الإنسان العماني

مسقط - العمانية

عقد فريق رحلة عبور الربع الخالي أمس بالنادي الدبلوماسي مؤتمرًا صحفيا لكشف تفاصيل الرحلة التي بدأت في العاشر من ديسمبر الماضي من ولاية صلالة مرورًا بالمملكة العربية السعودية ووصولاً إلى مدينة الدوحة بدولة قطر قاطعين مسافة 1300 كيلومتر سيرًا على الأقدام وعلى ظهور الجمال في 49 يومًا عبر صحراء الربع الخالي.

وفي بداية المؤتمر الصحفي رحّب سعادة علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام بأعضاء الفريق العائدين إلى السلطنة بعد أن حققوا الهدف الذي انطلقوا من أجله، وأثبتوا قوة عزيمة وإرادة الشباب العماني في تحقيق الأهداف السامية التي سعوا إليها.

وقال سعادته: "نحن سعداء جدًا بوصول أعضاء الفريق إلى أرض الوطن بالسلامة، ونهنئهم على إنجازهم التاريخي الذي سيظل شاهدًا على قوة عزيمة وإرادة الإنسان العماني؛ الذي أثبت على مر التاريخ بأنّه صانع للمنجزات العظيمة. تذكرنا هذه الرحلة بإنجازات الرحالة القدماء الذين خاضوا هذا التحدي في ظروف أصعب وأخطر كبرترام توماس والشيخ صالح بن كلوت، مثمنا سعادته جهد كل من ساهم في إنجاح هذه الرحلة المثيرة التي أثارت إعجاب الكثير من المتابعين والمهتمين".

كما تحدث محمد بن درويش الزدجالي عضو الفريق والمدرب بمؤسسة أوتورد باوند عمان عن تجربته في هذه الرحلة قائلا: "كان هذا التحدي هو الأصعب في حياتي وسأفتقد الأوقات الرائعة التي قضيتها مع الفريق رغم المصاعب الكثيرة التي واجهتنا وقد أعادتنا هذه الرحلة إلى زمن البساطة والحياة البدوية الأصيلة التي نفتقدها هذه الأيام، التي كانت في أحضان الطبيعة الخلابة في الكثبان الرملية الساحرة والسماء الصافية بنجومها المتلألئة بالليل متمنيا أن تكون هذه التجربة مصدر إلهام للشباب العماني لتطوير مهاراتهم وتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم في المستقبل.

وتحدث مارك ايفانز، رئيس فريق الرحلة والمدير العام لمؤسسة أوتورد باوند عمان عن الاهتمام الذي حظيت به هذه الرحلة من وسائل الإعلام العالمية كقناة بي بي سي وقناة الجزيرة الدولية والصحف الكبرى كالتايمز والجارديان في لندن حيث كانت فرصة لتسليط الضوء على التاريخ العماني الثري، وعلى قوة الإرادة العمانية.

وقد قام فريق الدعم المكون من جون سي سميث وسيم دافيس بتوثيق الرحلة عبر صور عالية الدقة وسيتم وفي وقت لاحق من هذا العام إنتاج فيلم وثائقي وكتاب عن هذه الرحلة وإقامة عدد من المحاضرات في السلطنة وحول العالم في بريطانيا وأمريكا.

من جانبه قال عامر بن علي الوهيبي، عضو الفريق وخبير التعامل مع الإبل إنّ الرحلة تهدف إلى إعادة تواصل الشباب العربي بثقافتهم وتاريخهم، ومساعدتهم على إدراك أنّ الإنجازات العظيمة قابلة للتحقق بالعمل الجاد والإرادة الصلبة.

يذكر أنّ هذه الرحلة جاءت بمباركة سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- لتثبت قدرة الشباب العماني على تحمل الصعاب لتحقيق الأهداف الجليلة وغرس مفاهيم تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات وتحمل المشاق في سبيل الوصول إلى الهدف.

ويعد الربع الخالي واحدًا من أكثر الأماكن العالم جفافًا وحرارةً وعزلةً، وتغطي صحراء الربع الخالي مسافة 650,000 كيلومتر مربع من شبه الجزيرة العربية، إذ تمتد عبر السعودية، والسلطنة والإمارات وقطر، وتعادل مساحتها مساحة كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا مجتمعة، وتصل درجات الحرارة في الصيف إلى أكثر من 50 درجة مئوية، بينما تصل درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في منتصف الشتاء.

تعليق عبر الفيس بوك