الأستاذ طارق

ناصر الجساسي

الأستاذ طارق رباح أحد المعلمين العرب الذين عملوا في مهنة التدريس بالسلطنة خلال الفترة من 1973 إلى 1993 أي عند بزوغ فجر النهضة المباركة يومها كانت عمان بحاجة للكوادر والخبرات التعليمية للإرتقاء بالتعليم ، فقد درّس الأستاذ طارق بمدرسة سيف بن سلطان بعبري بمنطقة كاواس قبل أن تصبح مدرسة عمار بن ياسر والآن مدرسة البراعم.

مكث الأستاذ طارق في عبري 11 سنة ثم إنتقل في العام 1985 إلى البريمي لينتهي به الحال عام 1991 في مدرسة وادي حطاط بمسقط وفي العام 1993 إنتهت خدماته وغادر أرض السلطنة لينهي مسيرته التعليمية في مدارس السلطنة على مدار 20 عام.

غاب الأستاذ طارق عن عمان 23 سنة ولكن لم تفارق وجوة طلابه واحبابه قلبه ووجدانه والأخلاق العالية التي لمسها وعاشها مع إخوانه العمانيين طيلة فترة عمله وظل الحنين إلى السلطنة يراوده والأيام والسنين تمضي به إلى أن قرر أن يعود زائراً ليؤكد أن حب عُمان وأهلها لا زال ينبض بقلبه قام بعمل إجراءات السفر ففي 11/1/2016 وطأت قدمه أرض السلطنة فاتجه إلى ولاية عبري مباشرة حيث هي كانت محطته الأولى عند تعيينه عام 1973 وفي أثناء الطريق شاهد الحركة العمرانية والتطور الهائل في شتى مجالات الحياة وحينما رأى أن الطريق أصبح مزدوجآ من مسقط إلى عبري إسترجع ذكرياته فيقول حينما قدمت لأول مرة كان الطريق معبدآ من مسقط الى نزوى ولكن من نزوى الى عبري كان ترابيآ ويومها كانت الكهرباء غير متوفرة في عبري والكثير من الخدمات ناقصة.

حينما وصل الأستاذ طارق عبري إلتقى به طلابه الذين درسهم في السبعينيات وكان اللقاء صادقآ وأختلطت مشاعر المحبة بالدموع وهو لا يزال يذكر عددآ كبيرآ منهم والذين هم اليوم في مناصب ووظائف إدارية وقيادية بالسلطنة.

يقول الأستاذ طارق عن التعليم : كان جلالة السلطان قابوس يولي اهمية كبيرة بالتعليم ومن الأقوال التي حفظناها عن جلالته "سنعلم أبنائنا ولو تحت ظل الشجر" وبالفعل لم تتسع المدارس في ذلك الوقت وقامت الحكومة بنصب خيام كـ صفوف اضافية وحتى التعليم المسائي كان موجودآ برغم ضعف الامكانات في ذلك الوقت.

ويقول ايضآ مما لمسناه نحن كـ معلمين من أولياء الأمور في السبعينيات جديتهم في تعليم أبنائهم وحرصهم على متابعة تحصليهم الدراسي وكانوا يمنحونا الثقة بضرب أبنائهم لمن لا يستوعب الدرس.

يكن الأستاذ طارق محبة كبيرة لـ عُمان وشعبها فيقول جئنا أنا وزوجتي إلى عمان وسافرنا بعد 20 سنة ولدينا 8 أبناء وهم جميعهم من مواليد السلطنة وهذا أكبر شرف له ولعائلته على حد قوله ويقول أيضآ إن من أكثر الأسباب التي تجعلني احب عمان طيبة أهلها ورقيهم في التعامل حيث انهم لا يفرقون بين احد ولا يميزون احد دون الآخر في احترامهم وتقديرهم له.

نحن بدورنا نقول شكرآ لك استاذ طارق على هذه المحبة وهذا الإخلاص لوطنك الثاني عمان فأنت بين أهلك وناسك وأحبابك وعمان ترحب بك من اقصاها الى اقصاها فأنتم ممن كان لكم الفضل بعد الله ومولانا جلالة السلطان في نشر التعليم بالسلطنة وما تراه اليوم من تقدم وإزدهار كان لك بصمة خالدة فيه.

تعليق عبر الفيس بوك