تنديد حقوقي بسياسات أوروبا إزاء اللاجئين .. وتحذيرات من "سباق إلى القاع" لمنع "لم الشمل"

"الاتحاد" يهدد اليونان بالطرد من "الشينجن".. وموجيريني تؤكد: 3 مليارات يورو لتركيا للحد من التدفق

امستردام- رويترز

قالت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان أمس إن "سباقا إلى القاع" بشأن سياسات اللجوء بين دول الاتحاد الأوروبي يعرض أكثر من 260 ألف طفل مهاجر إلى مخاطر أكبر، في حين يواجه الاتحاد صعوبات في التعامل مع ارتفاع أعداد اللاجئين.

وأصدرت منظمات أوروبية مدافعة عن حقوق الأطفال هذا التحذير في أمستردام؛ حيث اجتمع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي لبحث كيفية التعامل مع تدفقات اللاجئين الفارين من الحروب في أفريقيا والشرق الأوسط. ومن أبرز ما يثير القلق أن دول الاتحاد الأوروبي من السويد إلى بريطانيا اتخذت إجراءات تحد من حقوق الأسر في لم الشمل مما يهدد بفصل أطفال عن ذويهم بعد نجاتهم من رحلات خطرة. وقال تقرير شبكة اومبادسبرسون للأطفال التي تمثل 41 مؤسسة حقوقية مستقلة تدافع عن حقوق الأطفال في 34 دولة أوروبية "يبدو أن الدول الأوروبية تتسابق على لقب الأقل استعدادا لاستقبال طالبي اللجوء". وبلغ تدفق اللاجئين على أوروبا أعلى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية بتقديم 1.2 مليون شخص طلبات للحصول على اللجوء في دول القارة. وتابع التقرير أن نسبة الأطفال ارتفعت من 26 بالمئة في 2014 إلى 29 بالمئة العام الماضي. وكثير من اللاجئين قصر بدون ذويهم. وفي السويد وحدها طلب 35 ألف طفل لا يرافقهم ذويهم اللجوء في عام 2015. ويتعرض زعماء الاتحاد الأوروبي الذين يجتمعون في هولندا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد لضغوط للموازنة بين الحاجة لتقديم مأوى إنساني وبين معارضة عامة واسعة النطاق لاستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين. ويدرس الوزراء فكرة وضع حدود على نطاق الاتحاد الأوروبي ونشر حرس سواحل وسيبحثون الحلول الوشيكة لأجل إجراءات مؤقتة بفرض قيود على الحدود اتخذتها عدة دول داخل منطقة شينجن الأوروبية.

وحث التقرير كذلك الدول على تحسين ظروف العبور والاستقبال وإعطاء الأطفال أولوية في توزيع طالبي اللجوء على الدول الأعضاء في الاتحاد وعددها 28 دولة.

وفي السياق، حثّ وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين اليونان على بذل المزيد من أجل السيطرة على تدفق اللاجئين وهدد البعض بطردها من منطقة شينجن التي فيها ميزة التنقل بدون جواز سفر في حين ينقسم أعضاء الاتحاد بشأن أزمة اللاجئين.

إلى ذلك، قالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أمس الإثنين إنها "واثقة جدا" من أن الاتحاد سيسلم تركيا ثلاثة مليارات يورو (3.2 مليار دولار) تعهد بها لمساعدتها على الحد من تدفق المهاجرين على أوروبا.

وتستضيف تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي أكثر من 2.2 مليون لاجئ من الحرب الأهلية السورية لكن عددا قياسيا استخدم أراضيها خلال العام الماضي في الوصول إلى الحدود الأوروبية وحاول كثير منهم ركوب البحر في رحلة خطرة إلى الجزر اليونانية.

تعليق عبر الفيس بوك