الريادي يهزم الخوف

رحمة المسكريَّة

"إذا سألك أحدهم -في أي وقت - إن كان بإمكانك أن تقوم بمهمه ما، فأخبرهم: نعم، وبكل تأكيد.. ثم ابدا بالبحث عن طريقة القيام بهذه المهمة".. (ثيودور روزفيلت).

عندما نقبل بالمهام الموكلة إلينا والجديدة علينا كليا، ثم نبدأ بالبحث والاطلاع لنزداد معرفة وإدراكا، فإننا بلا شك في يوم ما سوف نكون رياديين. وعندما نبدأ بكسر الخوف الذي يسكن عقولنا وخوض التجارب الجديدة كليا فإننا بلا شك سنصبح قياديين.

يقول الامام علي كرم الله وجهه "الشيء الذي تخاف منه قع فيه"، واجعل حياتك وأيامك خالية من الخوف، فأكبر معيق للتقدم الذاتي والاجتماعي والحضاري هو الخوف. فالخوف من التجارب الجديدة كليا، والخوف من التغير في طريقة التفكير نفسها يشكل عائقا للتقدم الذاتي والحضاري. فأولى مراحل الريادة هي "الوعي"، وأولى مراحل الوعي اكتشاف معوقات التطور الذاتي، وأول معوقات التطور الذاتي هو "الخوف". فالخوف من سبر أغوار الذات لاكتشاف المعتقدات التي تمنعها من مسيرة التقدم ومسيرة الاستكشاف وخوض الرحلة الريادية.

فلكي تحظي بالوعي الريادي، عليك ألا ترتعب من المجهول بخوض تجارب جديدة، فبينما أنت تعتقد أنك غير قادر وتظن أن الريادة شيء مجهول ومحيط عميق مرعب بالنسبة لك، اطمئن فأنت مميز وجميعنا قادرون؛ فرحلة ومسيرة قدومك للحياة بحد ذاتها كانت تجربة شاقة وقدمت بمفردك وتخطيت التحديات للقدوم علي كوكب الأرض لتعيش تجربة أرضية مجهولة؛ فالله عزَّ وجلَّ جعلك خليفة بالأرض، وهيَّأ لك كل الإمكانيات لتعمرها. فالكنوز الجميلة والجواهر تحتاج إلى مستكشف يحب المغامرة ولا يخشي شيئا؛ فالارض والبحار تخبئ لك أرزاقا ثمينة.

فالريادي يهزم الخوف في فكره أولا، ويصنع تصورا جميلا لحلمه الذي لطالما أراد له أن يعيش ويتجلَّي علي أرض الواقع؛ لذلك فإن الريادي يقرر وينتهز الفرص ويستعد نفسيًّا وماديًّا ومعنويًّا ليترك منطقة الراحة منطقة الأمان التي لطالما تعوَّد عليها وتبرمج عليها وينطلق لخوض تجارب جديدة، ويستمتع بالرحلة مع وعيه الكامل بمواجهة التحديات والصعوبات والاختراقات والانكسارات؛ فالطريق ليس سهلا وليس صعبا أيضا؛ فالريادي القيادي الطموح لا تثنيه العقبات بل يكون يدا مساعدة للآخرين للتجرؤ وكسر ذلك الاعتقاد والتحدي الأول في حياة كل من أراد الريادة ألا وهو الخوف من التجربة بحد ذاتها.

فإذا أردت الحياة الريادية، نقول لك بكل ثقة: "اكسر خوفك، وانطلق، وازدد معرفة وعلما في كل أمر تخاف منه". فعندما تخاف من شيء ما أنت تقترب منه ويقترب منك ويتواجد بعالمك المادي بعد أن تواجد بعالمك الافتراضي.. فنجاحك يبدأ من فكرك أولا، ثم منفي حياتك وعالمك الحقيقي. فـ"الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو أن تكون لا شيء" كما قال نابليون.

rahma.almskari@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة