الفروسيّة تستهوي أطفال المهرجان.. والآباء: فرصة لتعليم الأبناء رياضة الأجداد وغرس روح المنافسة

مسقط - سعيد الهنداسي

تصوير/ لؤي الخصيبي

يشهد مهرجان مسقط 2016 العديد من الفعاليات المخصصة لمختلف الفئات، لكن من بين المناشط التي يقدمها المهرجان رياضة الفروسية، والتي لاقت إقبالا كبيرًا من الزوار، لاسيما الصغار الراغبين في تعلم كيفية ركوب الخيل والتعامل معها.

ويؤكد آباء من زوار الحدث المسقطي، أن وجود الخيل في المهرجان يمثل فرصة لتعليم الأبناء رياضة الأجداد التي تسهم في غرس روح المنافسة والتحدي، وكذلك تستلهم من وصايا المسلمين الاوائل قوة وأهمية هذه الرياضة ودورها في صقل شخصية الشباب. وخلال التجول في ساحات المهرجان، كان ملفتا حرص الآباء على تعليم الأبناء هذه الرياضة المميزة، وهو ما يعكس حرص العمانيين على التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة، والاحتفاظ بالهوية العربية الخالدة.

وقال سعيد الهنائي إن رياضة ركوب الخيل تعد من الرياضات المميزة التي تحث على التحدي والمنافسة الشريفة، مشيرا الى انه يمارس الفروسية منذ الصغر، ويعشق الخيل والتعامل معها، لما تتمع به من صفات خاصة عن غيرها من الحيوانات. ويدين الهنائي بالفضل الكبير إلى أهله الذين حرصوا على تعليمه كيفية ركوب الخيل خاصة وأنهم يملكون مزرعة للخيل. وأضاف أنّه فوجئ بوجود نشاط الفروسية ضمن فعاليات المهرجان، وهو ما يوفر لأطفاله فرصة مناسبة لتجربة ركوب الخيل وغرس حب هذه الرياضة في نفوسهم، على غرار ما شبّ عليه. ودعا الهنائي الآباء الى التمسّك بهذه الرياضة التقليدية الأصيلة، وأنّ يعلموها لأبنائهم ويحرصون على تزويد الجيل الجديد بكافة المعلومات عن الخيل ووفائه.

أمّا خليفة الكثيري فقد تحدث عن تاريخ ركوب الخيل في عمان، وقال: "عبر القرون الممتدة اشتهر العمانيون بتربية الخيول وحبهم لها، مستمدين ذلك الحب من القول المأثور (علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل)، وعلى ضوء ذلك جاء اهتمام السلطنة بالفروسية فأُنشئ اتحاد الفروسية، وأقيمت المهرجانات الخاصة بهذه الرياضة، وهذه دلالة كبيرة على مدى حرص الحكومة الرشيدة على رياضة الآباء والأجداد، لذلك أتمنى من الآباء في الوقت الحالي تشجيع أبنائهم عليها وجعلهم يمارسونها في الأماكن المخصصة لذلك".

وقال فهد الرئيسي إنه يحرص دائما على تدريب وتعليم أبنائه ممارسة مختلف الرياضات وإبعادهم عن الألعاب الإلكترونية التي تسبب تداعيات سلبية، مشيرا إلى أنه ينبغي على جميع الآباء دعوة أبنائهم إلى ممارسة الرياضات المختلفة، بما يساعد على تنشيط الجسم ورفع كفاءته. وأشار إلى أهميّة تعلم الرياضات الحركية مثل رياضة الفروسية، بما يضمن المحافظة على رياضة الآباء والأجداد. وتابع أنّ تعويد الأطفال على رياضة الفروسية وركوب الخيل يعزز التواصل الحضاري بين جيل الأبناء والأجداد، ويسهم في إيصال فكرة هذه الرياضة ومشاهدتها على أرض الواقع. وأوضح أنّ هناك من يقرأ عن هذه الرياضة، ولكن عندما يشاهد الخيل أمامه ويقوم بتجربة ركوبها وإن كان بمساعدة بعض الأشخاص، تتغير وجهة نظره كلية، ويمثل ذلك بداية مشجعة له على اكتساب الثقة في قيادة الخيل منفردا، والحرص على تكرار التجربة مستقبلا والتخلص من مشاعر الخوف أو الرهبة، وفي المقابل التحلي بالحماسة في ممارستها.

وقال أحمد الراشدي إنّ رياضة ركوب الخيل من الرياضيات المفيدة جداً لأطفالنا، لذلك أوصانا الصحابة الكرام بتعليم أبنائنا عدة رياضات ومنها ركوب الخيل. وأضاف أنّ بعض الدراسات العلمية تشير إلى النتائج الإيجابية لرياضة ركوب الخيل في علاج الأطفال المعاقين وأنّ هذه الرياضة تعد من أفضل الطرق الناجحة في علاج أنواع محددة من الإعاقات مثل إعاقة الشلل الدماغي والتخلف العقلي والتوحد وبعض الإعاقات المرتبطة بالعمود الفقري؛ حيث إنّ هذا النوع من الرياضة يحسن المهارة الحركية بشكل فعّال.

وتابع أنّ هذه الرياضة تجعل الأطفال غير القادرين على المشي، يشعرون الإحساس بحركة شبيهة بحركة الإنسان عند المشي، كما تساعد على تحسين القدرة على التوازن وتقوية العضلات، وأهم من هذا كله غرس الثقة في نفس ممارسها.

أمّا جاسم الرديني فقد أكّد أنّه يحرص على إشراك أبنائه في هذه الرياضة، وتعويدهم على ركوب الخيل، مشيرًا إلى الفروسية تعكس سلوكًا حضاريًا رفيع المستوى، وتعزز مبدأ المشاركة والصداقة الحقيقية، حيث يجتمع ممارسو هذه الرياضة على المنافسة الشريفة والتحدي المثير.

تعليق عبر الفيس بوك