"لوبيز كارو" القادم من بعيد

حسين الغافري

أخيراً كُتب علينا الوصول إلى الحلقة الأخيرة من المسلسل طويل الفصول لعملية اختيار مُدرب مُنتخبنا الوطني. والمفاجأة أن بطله الإسباني لوبيز كارو لم يكن مُتوقعاً لا من الوسط الرياضي الإعلامي ولا من الاجتهادات المستمرة التي نراها في مواقع التواصل الاجتماعي كاسم يُطرح لقيادة الأحمر في أصعب فتراته وأشدها أهمية خلال الفترة المقبلة. فترة ليست بقصيرة كثُرت فيها الشائعات وخرجت علينا التخمينات في هوية المدرب، ومع أن الهوية لم تكن تعني من الأهمية شيء بقدر الآمال التي ننشدها في إنقاذ "الحظوظ الصعبة" في التصفيات المزدوجة لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018 ونهائيات كأس آسيا في دولة الإمارات العربية المتحدة بعدها بعام.

اللافت في الأمر أنَّ كُلَّ تلك الاجتهادات وحتى الشائعات جانبها الصواب طيلة الفترة الماضية ولم تسوق اسم كارو إطلاقاً وهو ما يمكن تفسيره أن اللجنة المشكلة في عملية الاختيار والتقييم مارست عملها بشكل بعيد عن الإعلام بهدف خلق تركيز كامل في اتخاذ قرار حاسم ومهم كهذا الاختيار وبهذا التوقيت. تداولت أخبار سابقة عن فرصة مواتية من الممكن أن يُكلّف بها مدرب محلي عُماني وهو ما أكده السيد رئيس اتحاد الكرة ونشده بعض الجمهور. وبفترة ليست بعيدة كانت الأخبار تردد اسم الألماني شايفر ووصوله إلى مسقط إلى أن تم التعاقد مع الإسباني لوبيز وتم تقديمه مساء الجمعة بعد ما قارب على يوم واحد فقط منذ الإعلان الرسمي، وأصبح مُدرباً للمنتخب؛ لدرجة نشّعُر فيها أن القرار تم اتخاذه منذ مدة وبعناية فائقة وهو ما عللناه حينها بأن اللجنة كانت تتدارس الخيارات بهدوء!

رغم كُل الأحداث السابقة والأخطاء الكبيرة التي أحدثتها فترة الفرنسي لوجوين طيلة عقده، والفرص التي انهالت علينا ومن ثم ضاعت في التصفيات الحالية وبإضافة غياب الهوية الحقيقة التي إعتدنا مشاهدتها في لقاءات الأحمر "سابقاً" والتي من الممكن بأننا سنكون بوضع أفضل لو اقتنصناها جيداً.. إلا إن عقد المدرب الإسباني لوبيز كارو يمتد لعام فقط يُبعد حدوث إخفاقات كالتي ارتبطت بالعقود الطويلة، ويجب أن يشعرنا بشيءٍ من التفاؤل نطلبه لزاماً بجهود مشتركة متكاتفة في هذا الوقت خصيصاً. ولعل الأهداف الثلاثة التي وضعها السيد رئيس الاتحاد في عقد المدرب لوبيز كارو تبدو حساسة وتشكل منعرج مهم لمصير المنتخب في قادم التصفيات.. ومُترابطة في مضمونها كذلك. الفوز في مباراتي جوام وإيران كشرط أول يعني بتحقق الشرط الثاني والدخول مرحلة ختامية من التصفيات المزدوجة وضمان الوصول لنهائيات كأس آسيا. كذلك في الوصول لنهائي كأس الخليج المقبلة وإعطاء البطولة أهمية بالغة بعدما كانت في الدورة السابقة استعدادية لنهائيات كأس آسيا في أستراليا!

المنتخب مُقبل في الفترة المقبلة على لقاءات مهمة وباب الأمل لازال مفتوح على مصراعيه يحتم الجهد المضاعف على عاتق المدرب الجديد في الوقوف على إمكانيات اللاعبين والنظر في الخيارات المتاحة في مجموعته قبل لقاء غوام وإيران في مسقط وطهران وإختيار التشكيلة المناسبة. الوقت الآن يتطلب تظافر الجهود والابتعاد عن حالة التشاؤم التي نراها سائدة في مواقع التواصل الاجتماعي، وبث الثقة في اللاعبين والمدرب لأجل أن تكون دافع وحافز مهم يخلق الحماس والعطاء والنتائج.. ما زال المُدرب لم يباشر عمله ورسائل التشاؤم تنهال كالمطر والبحث عن نقاط السواد أو اختلاقها لا يجب أن تكون في هذا الوقت، ولا يجب أن تكون أصلاً. الأحمر هو منتخب الوطن ويمثلنا جميعاً. علينا فقط أن نبدأ بصفحة جديدة ننشدها ونتطلع بتحقيقها بحلم لم لا يكون واقعاً نعيشه فلا غوام أو إيران هما ذلك البعبع الذي لا يمكن تجاوزه ولنا في التاريخ عبرة، والكرة تُعطي من يُعطيها.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك